خبر كاتب لـ« هآرتس »: الإسرائيليون انتخبوا حماس

الساعة 10:04 ص|01 مارس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

قال الكاتب الإسرائيلي شاؤول اريئيلي إن السكان في "اسرائيل" حسموا خلال انتخابات الكنيست الثامنة عشرة مستقبل القيادة الفلسطينية، وأصبح احتمالية نجاح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونهجه السياسي في البقاء والصمود في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو، على غرار ياسر عرفات في 1996 ضئيلة جدا.

 

وأضاف الكاتب في مقاله الذي نشرته صحيفة هآرتس العبرية أن نتيجة الانتخابات عملت على غياب العملية السياسية وتعزيز شكيمة حماس، الأمر الذي سيتسبب في رحيل فتح عن الحلبة السياسية والانضام لحماس او اخلاء مكانها لها.

 

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اضطر لمراقبة نتنياهو الذي اعتبر "دولة م. ت. ف" خطرا وجوديا، وهو يشكل حكومة اليمين، حيث أن احداث "النفق"، والضغط الامريكي، والحرب المؤقتة ضد الارهاب وتأييد اغلبية الجمهور للعملية السياسية، كلها تمخضت فقط عن "ثمار سياسية – بروتوكول الخليل ومذكرة واي – الا انها منعت الغاء العملية". م. ت. ف لم تفقد صدارتها لحماس حتى عندما الغى نتنياهو المفاوضات حول التسوية الدائمة وقلص الانسحابات التي حددت في الاتفاق الانتقالي، وادى الى مضاعفة عدد الاسرائيليين في المناطق.

 

أما رئيس السلطة عباس نجح في البقاء خلال فترة حكم ايهود اولمرت بفضل تأييد الدول العربية المعتدلة واغلبية الاسرة الدولية والمساعدة الامريكية ووجود جيش الاحتلال في الضفة.

 

وتابع الكاتب حكومة نتنياهو الثانية تعني زيادة شدة الظروف التي يعيش فيها: رفض اسرائيلي للبحث في المبادرة العربية، وغياب وثيقة ملزمة اثر عملية انابوليس، وسيطرة حماس على غزة الاخذة في مراكمة الشرعية اثر عملية "الرصاص المصهور".

 

وأوضح الكاتب أنه في حال نجح نتنياهو في التغلب على الضغط الامريكي وعلى المقاطعة من قبل اوروبا والدول العربية سيضطر فقط لتنفيذ "تركة" اولمرت وتسيبي لفني وايهود باراك على الارض فقط.

 

كما أشار الكاتب إلى أن رد الفعل على الانتخابات في اسرائيل كان تسريع الحوار بين حماس وفتح بدعم مصري من اجل اقامة عنوان فلسطيني يواجه مغادرة اسرائيل المتوقعة لعملية انابوليس ومع مطلب ليبرمان بالقضاء على حماس، اي خرق اتفاق التهدئة الجديد ان تم التوصل اليه.

 

وتابع إن نجحت عملية المصالحة الفلسطينية فستتنازل حماس عن بيانها بصدد اقامة م.ت.ف جديدة وتنضم للمنظمة القائمة – هذه الخطوة التي ستعزز النداءات الداعية لادخال "المقاومة" لبرنامج م.ت.ف واشتراط التزامها بالاتفاقيات باحترام هذه الاتفاقيات من قبل اسرائيل.

 

غياب العملية السياسية الملموسة سيدفع فتح، بعد ستة عشرة عاما من اتفاق اوسلو للاعتراف بان قرارها الاستراتيجي باختيار الدرب السياسي والتخلي عن "الكفاح المسلح" قد فشل.

 

ومن هناك سيصبح الطريق قصيرا لسيطرة الاجندة الحمساوية على م ت ف المعترف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. وهكذا ولشدة الهزل، سنرى نتنياهو وليبرمان وهما يجريان المفاوضات مع م ت ف ذات المواقف الحمساوية بسبب الضغوط الدولية التي ستمارس على اسرائيل لدفع حل الدولتين لشعبين للامام.