خبر بيبي سيء للمستوطنين.. معاريف

الساعة 09:49 ص|01 مارس 2009

بقلم: يريف اوفينهايمر

سكرتير عام السلام الان

تخوف احزاب اليمين من ارتباط كديما بحكومة وحدة برئاسة بنيامين نتنياهو ليس مبررا. فالمفارقة هي ان حكومة واسعة مع تسيبي لفني، مع مئير شطريت ومع حاييم رامون ستخدم مصالح المستوطنين ومؤيديهم بشكل افضل من أي حكومة يمينية ضيقة يدعمها 65 نائبا برتقاليا. وبالذات رؤساء الاحزاب اليمينية هم الذين ينبغي أن يناشدوا نتنياهو لضم العمل او كديما الى الائتلاف كشريكين كبيرين في الحكومة.

حكومة يمينية ضيقة، يدعمها الاتحاد الوطني، البيت اليهودي وشاس، ستجد صعوبة في ان تحظى بالشرعية الجماهيرية كي تقود خطوات ذات مغزى كالبناء في المستوطنات، تسويغ البؤر الاستيطانية والانطلاق الى خطوات عسكرية وحروب.

يمكن فقط ان نتخيل فقط كيف سيتعاطى عموم الجمهور لو ان نتنياهو كان في منصب رئيس الوزراء عند اتخاذ القرار بشن حملة "رصاص مصهور"، ويمكن الافتراض بانه سرعان ما كان الاحتجاج ضد الاستخدام المبالغ فيه للقوة والمس الكثيف بالمدنيين سيصبح ليس فقط من نصيب اليسار الراديكالي بل ومن نصيب رجال كديما والعمل الذين كانوا سيخرجون الى الشوارع باحساس أن "رب البيت جن جنونه". ولكن عندما يكون باراك او لفني يجلسان حول طاولة المجلس الوزاري فانه يمكن شن حربين ودفن كل فرصة للمسيرة السياسية دون أي حاجة للتصدي لانتقاد جماهيري ذي مغزى.

وفي المجال البناء في المستوطنات ايضا فان حكومة الوحدة افضل لمجلس يشع للمستوطنين ولجمهور المستوطنين. حكومة يمينية ضيقة ستجد صعوبة في اتخاذ قرار بالبناء في المستوطنات وكل عطاء جديد سيحظى بالانتقاد من جانب المعارضة، كديما، ميرتس والعمل. وبالمقابل، فان حكومة وحدة واسعة ستصادق بسهولة اكبر على خطط بناء في المناطق بدعاوى عابثة في أنه لا يدور الحديث الا عن البناء في الكتل الاستيطانية او لاغراض النمو الطبيعي فقط.

لقد اثبتت حكومة اولمرت بانه يمكن مواصلة البناء في المستوطنات بحجوم واسعة، عدم اخلاء البؤر الاستيطانية والتنكر عمليا لكل التزام في الموضوع – دون أن تحظى بموجة من الانتقاد والاحتجاج، شريطة أن يكون وزراء كديما والعمل شركاء في الخطوة. السنوات الثلاث الاخيرة اثبتت بان ليست السياسة هي التي تملي الراي العام بل بالاساس هوية الاشخاص الذين يجلسون حول طاولة الحكومة.

فضلا عن ذلك، من ناحية الرأي العام العالمي فان حكومة يمينية ضيقة ستجد صعوبة في نيل الشرعية وستضطر الى التصدي لمعاملة باردة وشكاكة من جانب امم العالم، بما في ذلك ادارة اوباما. فرضية العمل الاساس، التي بموجبها الحكومة في اسرائيل ملتزمة بحل الدولتين، ستنقضي من العالم، وكل خطوة للحكومة اليمينية ستعتبر محاولة لاعادة الدولاب الى الوراء وعرقلة كل تسوية سياسية في المستقبل. اذا كان نتنياهو، ليبرمان، اورباخ وكاتس ليه، هم وجه دولة اسرائيل في العالم، فينبغي لنا أن نتوقع فقدان كل صبر تجاه اسرائيل في كل ما يتعلق بالمسألة المتعلقة بالنزاع الاسرائيلي – العربي. وكل خطوة صغيرة من جانب الحكومة ستحظى بموجة تنديد واحتجاج عالمية، والضغط الدولي سيجعل من الصعب على الحكومة اليمينية ان تحقق طريقها الايديولوجي.

وعليه، في الايام القريبة القادمة، في اعقاب الخسارة في الانتخابات، فان كل من يقلق على المسيرة السياسية ومستقبل دولة اسرائيل في الشرق الاوسط عليه أن يتطلع الى حكومة يمينية ضيقة دون كديما والعمل. حكومة كهذه ستجد صعوبة في شن الحروب والحملات العسكرية التظاهرية، وستتصدى لموجة احتجاج جماهيري ودولي وستعنى كل الوقت بمحاولة الاثبات للجمهور وللعالم بانه توجد حكومة مسؤولية وسوية العقل في القدس. من جملة الامكانيات الموضوعة على جدول الاعمال، فان الحكومة اليمينية هي الخيار الاقل ضررا لمستقبل الدولة ومستقبل المنطقة.