خبر بدون تفاهمات، النار ستستمر.. هآرتس

الساعة 09:48 ص|01 مارس 2009

بقلم: عاموس هرئيل وافي يسسخروف

الصواريخ التي سقطت في عسقلان امس والتي يبدو ان الجهاد الاسلامي اطلقتها، في ظل غض النظر من جانب حماس – كانت تذكرة من غزة بأن الفلسطينيين يتوقعون التوصل الى ترتيب سريع. فبدون تفاهمات، مباشرة او غير مباشرة، عن فتح المعابر مقابل التهدئة، من المتوقع استمرار للنار بل وتفاقمها ايضا. امس كانت هذه تذكرة صاخبة على نحو خاص: قسام بعيد المدى، اطلق من مسافة نحو 16 كيلومتر ومزود برأس حربي ثقيل الوزن لنحو عشرة كيلوغرام. احد الصواريخ احدث ضررا جسيما في مدرسة كانت فارغة من التلاميذ بسبب السبت. يمكن بالطبع الترحيب بالمعجزة التي حصلت، ولكن بدلا من ذلك يبدو ان من الافضل النظر في البدائل التي تتوفر لاسرائيل.

الجيش الاسرائيلي، في حدود المهمة التي القيت عليه، ادى دوره. منذئذ، الكرة توجد في يد القيادة السياسية. الخيارات الاساس هي اثنان: تسوية تهدئة سريعة او استئناف القتال بحجم اوسع. ستة اسابيع بعد انهاء حملة "رصاص مصهور" يخيل انه لن يكون ممكنا على مدى الزمن القفز عن الامكانيتين. تأخير القرار يرتبط بالخلاف الداخلي في اسرائيل (ايهود اولمرت وتسيبي لفني يتحفظان باتفاق ملزم مع حماس؛ ايهود باراك مع). وبالتغيير الحكومي القريب (يحتمل ان يكون بنيامين نتنياهو هو الذي سيقرر في النهاية)، كما ان قرار المجلس الوزاري ليوم 18 شباط، والذي ربط فتح المعابر بتحرير جلعاد شليت، يؤخر التسوية – طالما لا تنجح اسرائيل وحماس في التوصل الى اتفاق على الثمن الذي سيدفع مقابل تحرير الجندي.

في هذه الاثناء، يهتز الوضع الامني في بلدات غلاف غزة. صحيح انه لا مجال للتشبيه بعد بين حجم النار الان وما تلقاه النقب الشمالي والغربي عشية الحملة او اثنائها. يخيل ايضا ان حماس ليست متحمسة لاستئناف القتال بكل القوة. ومع ذلك فان النار المتواصلة تأكل انجازات الحملة. الرد الاسرائيلي، حاليا، طفيف جدا ويتلخص بقصف الانفاق في محور فيلادلفيا. وفي ظل غياب اتفاق، الوضع على حدود القطاع يبدأ بتذكيرنا بالواقع الذي نشأ بعد حملة السور الواقي في الضفة الغربية في نيسان 2002. عندها ايضا تبين بسرعة ان الجيش والمخابرات يحتاجان الى "تعزيز" الردع وان هناك حاجة لحملات اخرى للحفاظ على ما تحقق. في حالة القطاع، استمرار القصف كفيل بان يدفع اسرائيل الى استئناف الهجمات الجوية بقوة اشد، لا تنحصر بالانفاق وحدها.

من ناحية حماس، هناك مجال لوقف النار، ولكن المنظمة لا تزال تأمل باملاء تهدئة بشروط اكثر معقولية من ناحيتها. حماس تعتقد بانها كسبت مجالا اخر للمناورة في الايام الاخيرة. فالمؤتمر الدولي الذي ينعقد بعد غد في شرم الشيخ للبحث في ترميم القطاع كفيل بالضغط على اسرائيل للتخفيف على عبور البضائع الى القطاع. وهذا الصباح ينشر البنك الدولي تقريرا يتضمن توصية بنقل بضائع كالحديد والاسمنت الى القطاع للسماح باعمار حقيقي للبنى التحتية المتضررة. اما اسرائيل فتمنع عن قصد دخول هذه البضائع خشية ان تساعد حماس على اعادة بناء البنى التحتية العسكرية (الخنادق والصواريخ). وامام الادارة الامريكية الجديدة، التي تؤيد تشكيل حكومة وحدة فلسطينية ومعنية باعمار غزة، فان اسرائيل كفيلة بان تكتشف بأن من الصعب جدا فرض الحصار على القطاع في صيغته القديمة.

في الخلفية لا تزال هناك الاتصالات على صفقة شليت. وسائل الاعلام العربية تصر على ان الفوارق بين الطرفين طفيفة. وحسب تلك التقارير، ينحصر الجدال الان في مسالة مصير 6 – 10 سجناء كبار، من اصل قائمة من 450 سجينا "ثقيلا" تطالب حماس بتحريرهم، وتصر اسرائيل على طردهم من المناطق. واعلنت حماس بانها لا تستبعد الفكرة. وبالمقابل، فان المحافل الاسرائيلية المرتبطة بالمفاوضات، بينها اولئك الذين بدوا متفائلين جدا فقط قبل اسبوعين – ثلاثة اسابيع، يوضحون بان المسافة لا تزال بعيدة. ومثلما بالنسبة للتهدئة، يخيل ان القرار في صفقة شليت يجب ان يتخذ في القدس اساسا. اذا لم يصل رئيس الوزراء الحالي الى حسم في هاتين المسألتين قريبا، فانهما ستنقلان الى خلفه نتنياهو.