خبر رهان لفني.. معاريف

الساعة 09:44 ص|01 مارس 2009

بقلم: ماي بنغل

قبل أقل من سنة فقط تحفظت تسيبي لفني من قواعد اللعب السياسية في اسرائيل. فقد ارادت ان تقود خطوات سياسية دون ان تتسخ بالوحل المغرق للسياسة الاسرائيلية. ولكن من يلتقي لفني اليوم يرى سياسية افتراضية.

في لقائيها مع بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات قررت: دولتان للشعبين، شراكة كاملة دون احزاب اليمين وتناوب – والا فاني سأذهب الى المعارضة. نتنياهو رفض. لفني، بالتالي، تقود رفاقها الى المعارضة، وبطريقة غير مميزة للسياسيين في مطارحنا، تذهب الى هذه الصحراء السياسية بابتهاج. هذا مشهد منعش. حزب العمل عودنا من قبل على انهم الى الحكومة يزحفون ولا يهم من يقف على رأسها.

اذا ما قادت لفني حزبها حقا الى المعارضة، فانها ستحافظ على سمعتها الطيبة كمن وعدت بسياسة اخرى لا تبيع مبادئها مقابل الكراسي وكذا – اذا ما تحققت بالفعل نبوءتها  وفشل نتنياهو كرئيس لحكومة يمينية ضيقة – فان كديما كفيل بان يصبح بديلا سلطويا.

اضافة الى ذلك، فاذا كانت شيلي يحيموفتش تدعي بان كديما ليس سوى تآلف لاصحاب مصالح الحكم والابهة فقط يربطان بين اعضائه، فان لفني تمنح كديما الفرصة لان تثبت العكس: اذا ما نجا كديما في المعارضة، فانه كفيل بان يلتصق في الوعي الجماهيري كحزب سياسي جدي وليس كحزب لطامعين، عديمي العامود الفقري والطريق.

وتوجد ايضا شماتة: كديما مع 28 نائبا في المعارضة سيجعل من الصعب جدا على العمل اعادة بناء نفسه. للعمل مع 13 مقعدا لن يبقى مجال معيشة واسع وكديما برئاسة لفني سيدير معسكر السلام.

ما ستخسره:

بنيامين نتنياهو هو سياسي قديم ومجرب. في هذه الجولة كفيل بان يثبت بانه تعلم من الاخطاء وانه رئيس وزراء ناجح. بل ربما يثبت ايضا بانه حقا ساحر يمكنه أن يقود "مبادرة سلام اقتصادي" سيحقق الازدهار في الضفة الغربية دون أن يدير مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين على التسوية الدائمة. في مثل هذه الحالة سيتعين على كديما أن يأكل القبعة ولفني لن تكون في هذه الحالة ناصعة ولامعة، وشاؤول موفاز سيكون بوسعه ان يجند ثلث نواب كتلته كي يعود الى الديار في الليكود والى حقيقة الدفاع وكديما كفيل بان ينهار.

صحراء المعارضة لا تفعل الخير للسياسيين المدللين. الانتقال من طاولة الحكومة الى مكتب صغير في الكنيست هو أمر صعب. داليا ايتسيك كانت هناك في هذا المقطع. وهي على الاقل تعرف ما الذي ينتظرها. شاؤول موفاز خلافا اليها كفيل بان يجتاز أزمة نفسية مضنية. يكفي أنه، وبضعة وزراء سابقين آخرين، لا يجتاز الصدمة، وعندها سينغصون عيش لفني. وبدل بناء كديما كحزب سلطة بديل، سيتعين على لفني ان تقضي وقتها في اطفاء الحرائق والاحتمال للعودة الى الحكم سيبدو هزيلا اكثر من أي وقت مضى.