خبر حكومة: الوحدة هي الاغلبية.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:43 ص|01 مارس 2009

بقلم: حاييم شاين

تسيبي لفني تعتقد بانها ملتزمة بالمعارضة. للدقة فان الاغلبية الساحقة من ناخبي كاديما (28 هو اكثر من 27) لم يصوتوا لتسيبي لفني لمنصب رئيس الوزراء، بل صوتوا ضد بنيامين نتنياهو. في نظري هذا يدل على ان كراهيتهم لنتنياهو اقوى من مسؤوليتهم عن الدولة، امنها وازدهارها؛ نهج غير عقلاني دفعهم لان يوافقوا على ان يضعوا على رأسهم مرشحة عديمة التجربة، لم تتخذ ابدا قرارات مصيرية في اثناء الضغط والازمة، وذلك فقط انطلاقا من الايمان بان بوسعها ان تمنع او توقف نتنياهو.

* * *

هذا اليسار الصالوني كان مستعدا لان يرقص فالس مع لفني تماما مثلما رقص منذ وقت غير بعيد مع وزير دفاع في صورة عمير بيرتس. هذه الوضعيات التاريخية الغريبة اسمتها الكاتبة باربرا توخمان "مسيرة السخافة". 28 مقعدا سارت في مسيرة السخافة المتجددة وكأن دولة اسرائيل هي كرنفال برازيلي.

الان من المهم ان يجري بنيامين نتنياهو محاولة صادقة لاقامة حكومة وحدة ولكن اهم من ذلك الا تنجح هذه المحاولة. فلا يوجد مواطن في دولة اسرائيل يتوق للاخفاقات السياسية والامنية لحكومة كاديما، وبالتأكيد لا يوجد اي اشتياق لوزراء كاديما الذين على مدى سني ولايتهم لم يتركوا اي طابع حقيقي على حياة المجتمع الاسرائيلي. كل حل وسط مع طريق كاديما (على فرض انه يوجد طريق) او منح حقائب لوزراء فشلوا هي تشويه لنتائج الانتخابات. لقد قال مواطنو اسرائيل قولا واضحا ولا لبس فيه بالنسبة للطريق التي على حكومة اسرائيل ان تسير فيه.

الوحدة الوطنية هي امر هام، ولكن حكومة الوحدة الوطنية هي امر زائد تماما. تجربة الماضي اثبتت بانه في ابان الازمة الامنية الصعبة او الحاجة الى قرارات دراماتيكية في المجال الاقتصادي، فان المعارضة تسير مع موقف الجيش والقيادة المهنية العليا في المجال الاقتصادي. يمكن ادارة الدولة مع اغلبية 65 نائبا على ان تتفق الاغلبية البرلمانية على الخطوط الاساس اللازمة لاسرائيل في هذا الاوان. ينبغي الامل بان يفهم نواب اليمين حجم المسؤولية الملقاة عليهم والا يكرروا اخطاء الماضي. هكذا فقط يكون بوسع الحكومة توجيه كل طاقاتها الى مجال الفعل دون ان يكون رئيس الوزراء منشغلا دون انقطاع بالحفاظ على الوحدة الوطنية الزائفة.

* * *

متوقع انه بعد ان يشكل بنيامين نتنياهو حكومته لن يكون له حتى ولو يومين من الرأفة. كثيرون في وسائل الاعلام لن يغفروا لانفسهم انتصاره الكبير، رغم جهودهم الجبارة لمنع انتخابه؛ شعب اسرائيل في معظمه انتخبه من فوق رأس الاعلام المعادي. صراعهم ضد نتنياهو كان اكثر تصميما من صراعهم ضد مناحيم بيغن واريك شارون (قبل ان يصبح غير قابل للنقد). وعليه فان بنيامين نتنياهو مطالب بسرعة بان يتخذ القرارات والافعال التي توضح بانه يوجد زعيم في العاصمة.

من اجل اتخاذ القرارات السليمة لا حاجة لوحدة وطنية سياسية. يمكن تحقيق وحدة وطنية حقيقية من فوق راس السياسيين. شعب اسرائيل يستحق اخيرا قيادة لديها طريق ورؤيا، طريق ورؤيا هما اكبر واهم من الاشخاص الذين يقودوهما.