خبر مسيحيون فلسطينيون حاولوا إلغاء زيارة البابا إلى « إسرائيل » بسبب العدوان على غزة

الساعة 06:40 ص|01 مارس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

علمت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن عدة عناصر في القيادات المسيحية الفلسطينية في اسرائيل والضفة الغربية حاولت في الأسابيع الماضية اقناع بابا الفاتيكان، بانديكتوس السادس عشر، بالإحجام عن زيارة اسرائيل احتجاجا على الحرب العدوانية على قطاع غزة. وعندما فشلت بذلك، حاولت اقناعه بزيارة قطاع غزة، وعدم الرضوخ للبرنامج الذي تحاول وزارة الخارجية الاسرائيلية فرضه لهذه الزيارة.

 

وقال القاضي المتقاعد، خليل عبود، رئيس الجمعية المسيحية العالمية في الناصرة، وهي إحدى المؤسسات المسيحية التي جاهرت بموقفها المعارض لهذه الزيارة، ان اسرائيل بحربها البشعة على غزة وقصفها البيوت وقتل المدنيين بهذه الكثافة، نسفت عمليا جسور السلام والحوار والتعايش المشترك. و«إذا كان قادة الدول الأوروبية تصرفوا بكبح مشاعر تجاه شعبنا الفلسطيني وسمحوا لأنفسهم بزيارة اسرائيل في الأيام الأخيرة للحرب، وهذا بحد ذاته أمر مذهل، فإن قداسة البابا، الذي يمثل الضمير الانساني المخلص للمسيحية، ليس ملزما بهذا الموقف. ومن واجبه توجيه رسالة واضحة ضد العدوان».

 

يذكر ان زيارة البابا ستتم في شهر مايو (أيار) المقبل.

 

وقد كانت موضع خلاف مع السلطات الاسرائيلية منذ الاعلان عنها، حيث انه في البداية كان مخططا ان تشمل زيارة المتحف الاسرائيلي لضحايا النازية «يد فشم» في القدس.

 

واعترض الفاتيكان على زيارة المتحف طالما بقيت فيه صورة للبابا الأسبق وضعت تحتها جملة تقول انه صمت على جرائم النازية في زمن الحرب العالمية الثانية.

 

وعندما سوي الخلاف حول هذه النقطة تم ترتيب الزيارة. لكن بعد الحرب العدوانية على غزة نشأت قضية جديدة. وحسب مصادر مسيحية فلسطينية، فإن حوارا واسعا دار بين القيادات المسيحية الفلسطينية حول موضوع الزيارة، وقد أصر الفاتيكان على تنفيذ الزيارة بدعوى انها ضرورية وحتمية كونها ليست ضيافة في اسرائيل بقدر ما هي زيارة للأماكن المسيحية المقدسة. فمعظم هذه الأماكن تخضع للسلطة الاسرائيلية، مثل كنيسة القيامة (في القدس الشرقية المحتلة) وكنيسة البشارة (في الناصرة، كبرى المدن العربية في اسرائيل). وانه حتى كنيسة المهد في بيت لحم، الواقعة تحت نفوذ السلطة الفلسطينية، لا يمكن دخولها من دون الترتيب والتنسيق مع اسرائيل. وعلى اثر هذا الاصرار، حاول المسيحيون الفلسطينيون اقناع الفاتيكان بضرورة أن ينطق البابا بانديكتوس بموقف واضح يعبر فيه عن موقف الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين ضد العدوان على غزة وتعاطفه وتضامنه مع ضحايا هذا العدوان. وكان هناك من دعاه الى القيام بزيارة الى قطاع غزة، لكن هذه الفكرة تصطدم برفض جميع قوى الأمن العاملة على ترتيب وحماية الزيارة، بدءا بقوات الأمن التابعة للفاتيكان الى قوات الأمن الفلسطينية والاسرائيلية.

 

من جهة ثانية اكتشف مسيحيو مدينة الناصرة ان وزارة الخارجية الاسرائيلية تحاول منع البابا من زيارة مدينة الناصرة العربية ونقل القداس الاحتفالي الى ميناء حيفا، وهي مدينة ذات أكثرية يهودية حاليا وليس فيها مقدسات مميزة تضاهي الناصرة بالأهمية.

 

وحسب بلدية الناصرة العربية، فإن هذه المدينة تعتبر أهم مدينة للمسيحيين بعد بيت لحم. فهي المدينة التي بشر فيها الملاك جبرائيل السيدة مريم العذراء بحملها في السيد المسيح وهي البلدة التي أمضى فيها السيد المسيح جل سنوات حياته وفيها كنيسة البشارة وعين العذراء وجبل القفزة وغيرها من الأماكن المقدسة.

 

وتدعي الخارجية الاسرائيلية ان اختيار حيفا تم لأسباب أمنية، إلا ان بلدية الناصرة ترفض هذا الادعاء وتقول ان المدينة استقبلت البابا السابق يوحنا بولس الثاني واستقبلت البابا بولس السادس ولم تكن هناك أية مشاكل أمنية.

 

وتعتقد القيادات المسيحية ان السبب الحقيقي وراء قرار الخارجية الاسرائيلية يعود الى حسابات ضيقة تتعلق بانتماء رئيس بلدية حيفا الى حزب «كديما» بقيادة وزيرة الخارجية تسيبي لفني. ويقولون «من المؤسف ان تحاول الحكومة الاسرائيلية استغلال قداسة البابا لأغراض السياسات الحزبية الاسرائيلية».

 

الجدير ذكره ان الفاتيكان لم يقرر بعد ما هو برنامج زيارة البابا لاسرائيل وفلسطين. وحسب ناطق بلسانه فإن القرار سيكون مقصورا على حكومة الفاتيكان، «فهي وحدها صاحبة القرار وليس حكومة اسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو غيرهما».