خبر خفايا: اسحاق رابين طلب من الملك حسين ترتيب زيارة سرية لصدام

الساعة 03:36 م|28 فبراير 2009

فلسطين اليوم: غزة

في أوائل صيف 1995، اي قبل بضعة أشهر من اغتياله اتصل (رئيس وزراء إسرائيل آنئذ) اسحق رابين بالعاهل الأردني الراحل الملك حسين وطلب منه الاتصال بالرئيس العراقي في ذلك الوقت صدام حسين نيابة عنه وترتيب زيارة مشتركة يقوم بها رابين وحسين إلى بغداد، حسب ما جاء في كتاب نايجل أشتون عن "الملك حسين: حياة سياسية".

 

وكان أشتون وهو من كبار المحاضرين في كلية الاقتصاد بلندن ويتمتع بحظوة لدى العائلة الملكية الهاشمية، قد منح فرصة نادرة للاطلاع على الارشيف الخاص للملك حسين. وعن سيرة الملك الراحل الذاتية يقول أشتون ان صدام حسين لدى استلامه رسالة سرية من احد المسؤولين الاردنيين: "لم يرفض اجراء اتصال مباشر مع رابين "لكنه كان مترددا" في التعامل عن طريق وسطاء على مستوى متدن". ولم يرد المزيد عن المبادرة الاسرائيلية العراقية في الارشيف الاردني قبل مصرع رابين.

 

ويصف أشتون طلب رابين من حسين التدخل مع صدام بانه "مبادرة سرية جريئة وهامة". وقد عرف عن صدام انه من الد اعداء اسرائيل، فهو الذي اطلق عليها حوالي 40 صاروخ أرض – أرض في العام 1991، جزئيا للانتقام من قصف المفاعل النووي العراقي العام 1981.

 

وكان رابين يرى ان فتح باب العلاقات مع العراق سيزيد من الضغط على الرئيس السوري السابق حافظ الاسد، عدو صدام، لكي يوافق على صفقة سلام مع اسرائيل. وفيما يعتبر الامر اكثر أهمية فان رابين كان يرى ان ايران تمثل تهديدا اكثر خطرا على اسرائيل باعتبار انها تخطو الى الامام في برنامجها النووي بينما يخضع العراق لعقوبات ورقابة دولية في اعقاب حرب 1991.

 

ويقول اشتون في كتابه ان "الملك حسين قام بدوره في هذا المشروع بادارة اتصالاته مع رابين عبر رئيس الاتصالات لديه علي شكري و(نائب رئيس) الـ"موساد" افرايم هاليفي". وانه "حسب ما تم الاتفاق عليه مع رابين، قام العاهل الاردني في حزيران (يونيو) 1995 بايفاد رئيس الديوان الملكي مروان القاسم وهو يحمل رسالة الى صدام يقترح فيها الزيارة المشتركة".

 

غير انه لم يمض وقت طويل على مهمة القاسم حتى اصاب العلاقات العراقية الاردنية تدهور مفاجئ. اذ هرب اثنين من ازواج بنات صدام الى عمان.

 

اغتيل رابين في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) بعد حوالي ثلاث سنوات من خطة لاغتيال صدام اقرها رابين بصفته رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع، انتهت بكارثة ادت الى مقتل خمسة جنود.

 

كانت المرة الاولى التي اجرى فيها رئيس وزراء اسرائيلي اتصالا مع صدام في نيسان (ابريل) 1984 عندما حاول دونالد رمسفلد بصفته موفدا للرئيس الاميركي انئذ رونالد ريغان الى الشرق الاوسط الحصول على ضمانات بعدم قيام اسرائيل بمهاجمة اي خط من خطوط انابيب النفط التي ستقوم ببنائها شركة "بيكتل كوربوريشن" من العراق الى الميناء الاردني الوحيد العقبة.

 

وحسب ما اورده مسؤول البنتاغون ضمن وفد رمسفلد هوارد تيشر فان رمسفلد فوجئ عندما عرض (رئيس وزراء اسرائيل) اسحق شامير بدلا من المشروع الجديد ان يتدفق النفط مرة اخرى في خطة انابيب التابلاين، الذي توقف العمل فيه عام 1967. وكان شامير يرى ان ايران هي الخطر الحقيقي لاسرائيل وقد طلب من رمسفلد الذي كان مقررا أن يتوجه الى بغداد ان ينقل هذه الرسالة الى صدام.

 

وقد نقل رمسفلد تلك المقترحات الى وزير الخارجية العراقي انذاك طارق عزيز خلال اجتماع خاص امتد لعشر دقائق، لكن عزيز الذي امتقع وجهه رجا رمسفلد ان يسحب رسالته. وقال انه اذا تجرأ عزيز ونقل الرسالة الى صدام فانه كان سيعدم على الفور.