خبر مسرحية فلسطينية عن الاحتلال تثير جدلا وسجالات بأمريكا

الساعة 10:27 ص|28 فبراير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

ربما بات من الصعب تنظيم أية فعاليات ثقافية واجتماعية تتعلق بفلسطين في الولايات المتحدة دون أن يخلو الأمر من حدوث جدال وسجال، وهذا ما حدث مؤخرا عندما قرر مركز كينيدي للفنون في واشنطن، وهو أحد أكبر المؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة، إقامة مهرجان فني عربي تحت مسمى "أرابيسك" ليكون الأكبر من نوعه في واشنطن.

 

وتم اختيار مركز القصبة الثقافي الفلسطيني من رام الله لتقديم مسرحية "قصص تحت الاحتلال"، التي سبق لها أن شاركت في الكثير من المهرجانات الدولية وحازت على عدة جوائز، وقد أدى اختيار هذه المسرحية إلى اعتراض مجموعات يهودية في أمريكا، وذكر بعض منظمي المهرجان أن سبب الاعتراض مرده أن المسرحية "ذات طابع سياسي"، وبالتالي يجب أن تُمثل وجهة النظر الإسرائيلية في المهرجان لإحداث "توازن".

 

غير أن مدير مركز كينيدي "مايكل كايزر" دافع عن قرار عرض المسرحية الفلسطينية، قائلا: "بعض الأعمال التي تعرض في المهرجان سياسية؛ لأن السياسة جزء من الحياة اليومية وجزء من تجارب الفلسطينيين، وهدف المهرجان هو عرض الحياة كما يراها مواطنو الدول العربية المختلفة".

 

من جهة أخرى، ذكر مدير البرامج الفنية في مسرح المركز الثقافي اليهودي في واشنطن آري روث أنه أجرى اتصالات مع مركز كينيدي في الربيع الماضي عندما كان المهرجان في طور التنظيم، وعرض ترتيب مجموعة من الحوارات المشتركة بين الفنانين العرب والفنانين اليهود والإسرائيليين خلال المهرجان، لكن مركز كينيدي رفض ذلك بحسب كلام روث.

 

وأوضح روث الذي حضر مسرحية "قصص تحت الاحتلال" عدم ممانعته عرض المسرحية من جانب واحد، "لكنني أصبت بالاستياء لرفض مركز كينيدي السماح للفنانين بالتواصل والحوار وفتح النقاش.. أتفهم أن المسرحية تقدم تجارب الفلسطينيين مع إسرائيل، ولكن الحرب ليست الطريقة الوحيدة التي يتفاعل الفلسطينيون فيها مع الإسرائيليين".

 

غير أن مسؤولة البرامج الدولية في مركز كيندي "اليشا آدمز" شددت على "أرابيسك"، الذي يشارك فيه 800 فنان من 22 دولة عربية، بقولها: إن المهرجان عن العرب وليس عن الشرق الأوسط، وإن هناك العديد من الفنانين الإسرائيليين الذين يستضيفهم المركز، بالإضافة إلى تنظيم المركز لمهرجان خاص بإسرائيل في وقت سابق".

 

وأكد عدة مسؤولين في مركز كينيدي أن تأسيس مهرجان أرابيسك بتقديم زاوية "يهودية-إسرائيلية" كان على الأغلب سيؤدي إلى مقاطعة الكثير من الفنانين العرب للمهرجان، الأمر الذي أراد المركز تلافيه، والوصول إلى حل يرضي الطرفين، وتم تنظيم فترة للنقاش والأسئلة بعد عرض المسرحية الفلسطينية، التي بيعت تذاكرها بالكامل.

 

وتتحدث مسرحية "قصص تحت الاحتلال"، التي قدمت لأول عام 2000 على أثر انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عن مجموعة من تجارب الفلسطينيين تحت الاحتلال في مزيج من التراجيديا والكوميديا، ولا يظهر الاحتلال الإسرائيلي مجسدا على خشبة المسرح إلا من خلال أصوات الطائرات الحربية والرصاص، وهدف المسرحية -كما يقول مدير مركز القصبة جورج إبراهيم- عرض تجارب الفلسطينيين الواقعية والمتنوعة وإخراجهم من حلقة رقم في خبر في صحيفة.