خبر الشرق الأوسط : حماس تؤكد استعداد وزرائها للتنحي.. إذا اتخذ «الآخر» خطوات مماثلة

الساعة 07:11 ص|28 فبراير 2009

فلسطين اليوم – الشرق الأوسط

أعلنت حركة حماس موافقتها على تشكيل حكومة توافق وطني وجاهزيتها لتنحي وزرائها ورئيس وزرائها، إسماعيل هنية، وكذا استعدادها لخوض أي انتخابات قادمة، إذا اتخذ «الاخر» خطوات مشابهة، في اشارة الى حركة فتح.. خلال جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر.

 

وقالت الحركة الاسلامية، على لسان قياديين لها ممن يشاركون في حوار القاهرة، إن قيادات الأجهزة الأمنية الحمساوية أو غير الحمساوية التي كانت تتعاون مع حكومة هنية (المقالة) جاهزة لأن تتنحى جانبا. وفي تصريحات له بالعاصمة المصرية قال القيادي في حركة حماس الدكتور خليل الحية، إن حركته ليس لديها «فيتو» لا على انتخابات رئاسية أو تشريعية..«بل إننا عندما دخلنا الانتخابات وقلنا إننا نؤمن بالتداول السلمي على السلطة مؤمنون بذلك، ومن يقول إننا ندخل الانتخابات لمرة واحدة خاطئ، فنحن جاهزون لاستحقاق أي انتخابات قادمة، ويجب أن نهيئ لها الأجواء في الوقت المناسب».

 

وعن إعادة بناء الأجهزة الأمنية وهل يمكن أن تُقْدِم «فتح» أو «حماس» مثلا على إجبار عناصر معينة على الاستقالة.. قال الحية «إنه يجب أن تتم معالجات لظروف هؤلاء ومن سيكون في الأجهزة القادمة، ومن سيتم الاستغناء عنه، ومن سيتم تحويله لجهة مدنية».. وأضاف: «من جانبنا في حماس نقول إن قيادات الأجهزة الأمنية الحمساوية أو غير الحمساوية التي كانت تتعاون معنا في حكومة الوحدة الوطنية جاهزة لأن تتنحى جانبا، بل نقول إن الوزراء (ورئيس الوزراء) جاهزون لأن يتنحوا جانبا، لكننا نطالب الآخر بأن يكون لديه نفس الاستحقاق». وأوضح: «إنني قلت هذه العبارة لأدلل على مسألة مهمة، وهي أننا إذا اتفقنا كحركة وقيادة أن يتنحى فلان فإنه سيتنحى دون مشاكل، بدءا من رئيس الوزراء إلى أصغر جندي لدينا، وكلهم كبار من وجهة نظرنا.. فهذه قاعدة أساسية بالنسبة لنا».

 

ومن جانبه قال الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وفد الحركة إلى حوار القاهرة، إن قرار حماس بالمصالحة اتخذ بالتشاور مع كافة قيادات الحركة وفي أماكن وجودها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو قرار مُجمع عليه من جميع من ينتمي إلى حماس، وبالتالي نحن ماضون في الحوار من أجل الوحدة وسندفع استحقاقاتنا كاملة فيها وعلى الآخر أن يدفع نفس الاستحقاق.

 

ونفى أبو مرزوق وجود مشكلات تعيق زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى القاهرة، وقال: «عندما يكون هناك اتفاق بين الأمناء العامين للفصائل على كافة الموضوعات التي ستبحثها اللجان التي تبدأ عملها في القاهرة في العاشر من مارس (آذار) سيأتي خالد مشعل إلى القاهرة». وقال أبو مرزوق عن إصرار إسرائيل على ربط ملف التهدئة بالإفراج عن جنديها الأسير جلعاد شاليط: «لن يُفرج عن شاليط إلا بالإفراج عن كامل العدد الذي طلبناه بالنسبة للأسرى الفلسطينيين، وعددهم 450 أسيرا»، مضيفا أن إسرائيل «تدفع بوسطاء إنجليز ومرة ألمان وأخرى فرنسيين، ومرة روس وعرب، للعمل، متجاوزين الوساطة المصرية، لكننا نؤكد أن هذا الملف عند القاهرة، ولا يوجد شيء قريب نستطيع الوصول إليه بخصوص هذا الموضوع».

 

وحول تأثير سورية على حماس أوضح أبو مرزوق أن سورية «صديقة لحماس وللشعب الفلسطيني.. نحن موجودون في سورية ولدينا كل الدعم والتسهيلات والترحيب، ولم تجبرنا أو تطلب منا يوما أي موقف سياسي معين». وبدأ الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة اول من امس، تحت رعاية مصرية على أمل اتفاق نحو 12 فصيلا فلسطينيا على تشكيل حكومة جديدة تعيد توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انقسام دام نحو 18 شهرا، وتتمكن من رفع الحصار عن غزة، لحين اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وتقوم بالإشراف على إعادة اعمار قطاع غزة. وتسعى الفصائل الفلسطينية الى انجاز الاتفاق على هذه الحكومة قبل القمة العربية التي تعقد في قطر يومي 28 و29 مارس (آذار) المقبل. الى ذلك ابدى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، من قطاع غزة الذي كان يزوره امس، استعداد الاتحاد الأوروبي للعودة الى العمل في معبر رفح البري فور اعادة العمل به بعد اتفاق كل الاطراف. واكد انه ناقش موضوع المصالحة الفلسطينية مع المسؤولين المصريين، أثناء وجوده في القاهرة، وقال سولانا للصحافيين في مدينة غزة، «هذه خطوة أولى فقط.. دعونا نرى ما يحدث لكن، من حيث المبدأ يعرف الناس في القاهرة جيدا أننا ندعم تلك العملية». وأضاف «لنرى ما سيحدث في النهاية وسنتحدث حينها لكننا نؤيدهم من حيث المبدأ».

 

الى ذلك طالب رئيس الحكومة الاسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو امس، بأن تلتزم اي حكومة فلسطينية بشروط الرباعية الدولية، وهي شروط رفضتها سابقا وترفضها حركة حماس. وقبل يومين اكد القيادي البارز في حماس محمود الزهار أن حركته لن تعترف بإسرائيل. وقال نتنياهو اثناء لقائه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل «ان على أي حكومة وحدة فلسطينية يتم تشكيلها أن تلتزم بشروط الرباعية الدولية». واكد نتنياهو، أنه سيلتزم بكل الاتفاقيات الدولية للحكومة السابقة.  وناقش نتنياهو القضية الفلسطينية مطولا مع المبعوث الأميركي. ونقل عنه قوله إنه سيجري تقييما مجددا لسياسة الخارجية الإسرائيلية بعد تشكيل الحكومة. وسيحترم كافة الاتفاقيات والالتزامات الدولية لإسرائيل، وأن حكومته لن تقوم بأي عملية تتناقض مع هذه الاتفاقيات.

 

من جهته أكد ميتشيل على أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بشروط الرباعية. وقال إنه لا يوجد تغيير في موقف الولايات المتحدة، وأن الموقف سيبقى على ما هو عليه مع تشكيل حكومة وحدة فلسطينية. واعتبر نتنياهو أن المصالحة الوطنية الفلسطينية ستؤدي إلى التطرف في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أنه «طالما لم تغير حركة حماس من موقفها فإن ذلك سوف يدمي كل احتمال للتوصل إلى سلام».