خبر توقعات بعودة الدفء لعلاقات سوريا مع مصر والسعودية

الساعة 05:53 م|27 فبراير 2009

فلسطين اليوم- دمشق

يتوقع عدد من المراقبين والمحللين السوريين انفراجا كبيرا في علاقات بلادهم مع مصر والمملكة العربية السعودية بعد مؤشرات توالت في الظهور الأسبوعين الماضيين.

وقد أجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء الماضي محادثات وصفها بالبناءة مع نظيره السعودي سعود الفيصل في الرياض، كما يتوقع أن يقوم الفيصل بزيارة مماثلة إلى دمشق في وقت لاحق.

كما استقبلت العاصمة السورية الأسبوع الماضي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد سالم الصباح.

مناخات إيجابية

ويرى هؤلاء المراقبون أن التحركات التي سجلت في الآونة الأخيرة بين دمشق والرياض "خطوة بارزة" يمكن البناء عليها في اتجاه تحسين العلاقات مع مصر والسعودية، وكذا في اتجاه دعم المصالحة الفلسطينية والاستقرار في لبنان على بعد نحو شهرين من الانتخابات النيابية التي من المقرر أن يشهدها.

ويرى المحللون أن مما قد يسرع الانفراج في العلاقات بين الدول العربية المعنية قدوم إدارة أميركية جديدة وعدت بتحسين علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي، ورحيل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي تميزت فترته بالصدام مع عدة دول عربية وإسلامية.

وقال عضو مجلس الشعب السوري الدكتور نصر الدين خير الله في حديث للجزيرة نت إنه لا بد من "الاعتراف بوجود مناخات إيجابية" تخيم على العلاقات العربية-العربية.

وأضاف أن انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية يدفعان باتجاه "مصالحة عربية تحمي الانتصار الفلسطيني وتوفر مناخا لمواجهة أي حماقات إسرائيلية جديدة".

وأشار إلى أن "الأمور تسير بهدوء" نحو عودة العلاقات إلى طبيعتها بين سوريا والسعودية، وأن سنوات الجفاء بين البلدين تتطلب مزيدا من المباحثات ومعالجة نقاط التباين بعمق.

معالجات عاطفية

وتوقع خير الله أن ينعكس التقدم في العلاقات مع الرياض إيجابا على علاقات بلاده مع القاهرة، التي يرى أنها لا تزال في "حالة فتور واضحة".

بدوره حذر العضو السابق في مجلس الشعب السوري زهير غنوم مما سماه "معالجات عاطفية" تستمر فترة لتعود الأمور إلى ما كانت عليه، ودعا إلى "معالجات عقلانية وواقعية" لنقاط الخلاف السابقة.

وقال الدكتور فايز عز الدين إن الأحداث أكدت أن سوريا "لا يمكن عزلها كما حاولت إدارة بوش"، مضيفا أن ما يسمى "محور الاعتدال العربي أثبت فشله بعد انتصار المقاومة في غزة"، مؤكدا أنه لا بد من "مواقف تنحاز للمقاومة في دفاعها عن الأرض والحقوق".

وأردف عز الدين أن سوريا "تحصد اليوم نتائج سياساتها وصبرها على مدى سنوات"، متوقعا أن تسير المصالحات قدما إلى الأمام لتبلغ ذروتها في القمة العربية المتوقع عقدها لاحقا في العاصمة القطرية الدوحة.

بدوره أكد المحلل السياسي محمد الشيخ أن دمشق "لم تغير أيا من سياساتها، بما فيها تلك التي طرحتها بعض الدول العربية واجهة للخلافات معها".

واعتبر أن الظرف الدولي الضاغط على سوريا هو الذي تغير، وأن ذلك "ربما هو ما دفع العرب المختلفين مع دمشق للعودة إليها والبحث بجد في الخلافات المشتركة".