خبر كتلة الصحفي تكرم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية لدورهم في تغطية الحرب على غزة

الساعة 03:56 م|27 فبراير 2009

فلسطين اليوم - غزة

نظمت كتلة الصحفي الفلسطيني مساء الخميس 26-2-2009 حفلاً كبيرا لتكريم المؤسسات الإعلامية والصحافيين الفلسطينيين، وذلك تقديراً لجهودهم في تغطية الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة.

 

وحضر الاحتفال الذي عقد في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي عدداً كبيراً من الصحفيين وممثلي الفصائل الوطنية والإسلامية والوزراء وأعضاء المجلس التشريعي وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب الصحفيين الذين أصيبوا خلال الحرب وعوائل الشهداء الصحفيين الذين لاقوا ترحيباً كبيراً من الحضور.

 

وبدء الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها الصحفي إبراهيم الزعيم، والسلام الوطني الفلسطيني،وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والحركة الإعلامية.

 

وأشاد المتحدثون في الاحتفال بدور الصحفيين والإعلاميين في كشف جرائم الاحتلال خلال العدوان على غزة، داعين إلى إطلاق سراح زملائهم الصحفيين من سجون الضفة المحتلة، وإعادة فتح المؤسسات الإعلامية المغلقة، بالإضافة إلى إيجاد جسم نقابي قوي يجمع كافة الصحفيين.

 

وأكد ياسر أبو هين رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني على دور الصحفي الفلسطيني خلال الحرب، مؤكداً أن دماء الصحفيين المصابين والشهداء رسخت لنمط آخر من الإعلام الحر والمنحاز دائما وأبدا إلى قضيته.

 

وقال أبو هين مخاطباً جموع الإعلاميين :" إن الحرب الأخيرة على غزة العزة، وما برهنتم من خلالها عن دور هام وريادي لا يقل في أهميته عن دور المقاوم في الميدان، ولا عن السياسي في موقع القرار، فرضت علينا مسؤوليات جسام، سقفها أن لا نهبط عن التزامنا بالدفاع عن هوية وطننا وحقوقه المشروعة في الحياة بكرامة".

وبمناسبة انطلاق جلسات الحوار الوطني الفلسطيني، دعا أبو هين لأن تكون الصحافة الفلسطينية والإعلام الفلسطيني "أحد أهم عوامل إنجاح هذا العمل الوطني الذي سعينا إليه طيلة الفترة الأخيرة".

 

وأشار أبو هين خلال كلمته الى هموم الصحفيين وأمنيتهم بوجود جسم نقابي قوي يجمعهم، مجدداً دعوته لوقفة جادة من أجل إصلاح الجسد الإعلامي وإعادة بناءه.

وشدد رئيس كتلة الصحفي على "أن الدعوة لانتخاب نقابة جديدة للصحفيين الفلسطينيين باتت حاجة ملحة، بعد التدهور الحاصل في حرية الصحفيين في الوصول إلى مصدر المعلومة أو نشرها، وبعد أن باتت السجون محلاً مفتوحاً للصحفيين على خلفية عملهم الصحفي ليس إلا، دون أن يوجد من يمثلهم أو يدافع عنهم ويلاحق منتهكي حقوقهم وحريتهم".

ولم ينسى أبو هين أن يدعو لإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين في الضفة الغربية، مستنكراً دور نقابة الصحفيين "التي لم تصدر حتى بيان استنكار أو شجب من النقابة الغراء"، مبرقاً بالتحية للزملاء الصحفيين في الضفة الغربية.

 

كما دعا لعقد لقاءات وورش عمل لتبادل الخبرات التي تراكمت لدى الصحافيين خلال تغطية وقائع الحرب الإسرائيلية، "لاسيما أن الاحتلال دمر مؤسسات إعلامية من خلال القصف البربري واستهدف بنايات تتمركز فيها وسائل الإعلام الأمر الذي ينبغي أن يدفعنا للبحث عن آليات نواجه بها التحديات بما يحافظ على استمرار الصوت والصورة الفلسطينية". 

 

مصالحة إعلامية

وخلال الاحتفال، بعث رئيس الوزراء إسماعيل هنية برقية دعا فيها إلى مصالحة إعلامية شاملة عشية إطلاق الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، مهنئاً الإعلاميين على مجهودهم ودورهم البطولي خلال الحرب على غزة.

 

وطالب هنية بالإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وإطلاق الحريات العامة، داعياً الصحفيين للاستمرار في العمل وتكثيفه نحو القدس ومعاناة أهلها، والاستيطان ونهب الأراضي وتثبيت حق العودة وحق الحرية لآلاف الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.

وقال مخاطباً الصحفيين :" كونوا عاملاً مساعداً لعودة الوفاق الوطني وإنهاء الانقسام، وإنجاح الحوار على قاعدة مصلحة الشعب الفلسطيني وثوابته"

 

وأعلن رئيس بلدية غزة المهندس رفيق مكي عقب عرض مقاطع فيديو للصحفيين أثناء تغطيتهم للحرب على غزة نية البلدية إطلاق اسم دوار "الصحفي الحر" على تقاطع طرق في غزة "شارع عز الدين القسام " تكريماً لدور الإعلاميين في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي. 

 

توفير الأجواء

 

من جهته، قال صالح المصري مدير إذاعة القدس إن الصحفيين عاشوا خلال الحرب أيام صعبه، وأن العديد منهم لم ير أهله وتعرض لمخاطر كبيرة لكنه واصل عمله متحدياً تلك المخاطر لإيصال الرسالة.

 

وأكد المصري في الكلمة التي ألقاها باسم الصحفيين والإعلاميين على أن الدور المميز للصحفيين يستوجب من السياسيين والفصائل عدم الزج بهم في أتون المناكفات السياسية، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالمؤسسات الإعلامية وتوفير كافة الأجواء لها والارتقاء بكادرها الإعلامي وعدم التضييق عليها.

 

وطالب بإعادة افتتاح كافة المؤسسات الإعلامية المغلقة، وإطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين مع الأجواء الإيجابية في الحوار الوطني في القاهرة، معرباً عن أمله أن يظل الحس الوطني والمهني معمول به في المؤسسات، وأضاف" يجب أن يبقى إعلامنا مسخراً للقضية الفلسطينية ودعم المقاومة ودعم أهل القدس والخليل".

 

وأكد المصري على دور الصحفيين خلال الحرب على غزة في ظل غياب الصحافة الأجنبية التي منعها الاحتلال من دخول القطاع. وحيا الإعلاميين العرب والأجانب والنقابات والاتحادات العربية التي جاءت لتعبر عن تضامنها مع أهالي القطاع، داعياً كل من يستطيع الوصول لغزة زيارة أهالي الشهداء الصحفيين والمؤسسات الصحفية.

 

ودعا لانتخاب مجلس إدارة جديد لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، وقال :" من حقنا وجود نقابة صحفيين قوية، ومن حق الصحفيين الجدد المشاركة في النقابة وعدم اقتصار ذلك على أناس معينين".

وقال الصحفي المصري إن  الحرب كشفت لمن يراهنون على المعتدلين وأنصار السلام وأهل الديمقراطية أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع حربي موحد خلف قيادته العسكرية وبدا واضحا من خلال توحد الإعلام الإسرائيلي خلف جنرالات الحرب وتشويه الحقائق والأرقام والمعلومات والمساهمة في الحرب النفسية لذلك نؤكد أن الإعلام الإسرائيلي كان شريكا في الحرب جنبا إلى جنب مع الآلة العسكرية.

واعتبر أن مهمة الصحفيين لم تنته بعد كونهم وأكد أن المطلوب تنظيم زيارات عربية ودولية للتحدث عما شاهدناه وعايناه من جرائم كما أننا مطالبون بتنظيم معارض للصور تجوب دول العالم لفضح الاحتلال وجرائمه وخاطب مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بتبني هذه القضية .

 

وألقى الشاعر د.عبد الخالق العف المحاضر في الجامعة الإسلامية قصيدة شعرية تحدث فيها عن تضحيات الصحفيين الشهداء، ودورهم في ميدان المعركة جنباً إلى جنب مع المقاومين الفلسطينيين.

 

اختبار لقدرة الصحفي

وشدد عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان على أن تغطية الحرب على غزة كان بمثابة اختبار لقدرة الصحفي في ظل الظروف بالغة التعقيد، وأضاف" كل المسؤولية كانت على عاتقهم، الاحتلال سعى لإخفاء جريمته لكن الجميع شاهد ما حدث بالصوت والصورة، فلا مبرر لأحد أن يقول إننا لم نرى ما حدث في غزة".

 

وقال :" المعركة لم تنتهي فمازال الحصار والدمار، فيجب أن لا نضع الكاميرا أو القلم جانباً والاحتلال يحاول أن يحقق نوعاً من الانتصار"، مؤكداً على ضرورة الإبقاء على المستوى المهني والوطني والموضوعي.

 

وطالب بالإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين، وإعادة افتتاح كل المؤسسات والمقرات الإعلامية التي أغلقت، وإعادة الاعتبار للعمل الصحفي والنقابة بتوحيد الجسم الصحفي. وأضاف" لم يعد مقبول اعتقال صحفيين على خلفية ما يكتبون".

 

وفي نهاية المهرجان، وزعت الكتلة الدروع التقديرية على أهالي الشهداء الصحفيين، والصحفيين الجرحى، إلى جانب تكريم المؤسسات الصحفية والفضائيات العربية والإذاعات المحلية والصحف العاملة في قطاع غزة، كما وزعت شهادات تقديرية على حوالي 500 صحفي ومصور تقديراً لجهودهم في تغطية وقائع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما كرمت الكتلة اثنين من الصحفيين الفلسطينيين حازوا على جوائز دولية مؤخرا.

 

يذكر أن احتفال التكريم الذي نظمته الكتلة يعتبر أكبر حفل تكريم يقام في الأراضي الفلسطينية تقديرا لدور الإعلاميين والصحفيين، ولاقي الحفل ترحيبا واسعا في أوساط الصحفيين والمشاركين.