خبر هآرتس: « تل أبيب » لا تزال بعيدة عن تحقيق الأهداف المعلنة للحرب الأخيرة على غزة

الساعة 03:02 م|27 فبراير 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أشار فحص أجرته صحيفة "هآرتس" إلى أنه منذ وقف إطلاق النار، قبل 40 يوما، فقد تم إطلاق أكثر من 60 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة، بالإضافة إلى "حوادث" شبه يومية على طول السياج الحدودي، يضاف إلى ذلك التقارير الاستخبارية التي تشير إلى تجدد "تهريب السلاح"، كل ذلك يشير إلى أنه لم يتم تحقيق أهداف الحرب على القطاع.

وفي هذا السياق كتب عاموس هرئيل وآفي يسسخاروف في صحيفة "هآرتس" أن الصواريخ الثلاثة التي سقطت يوم أمس في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة تذكر إسرائيل بأنها لا تزال بعيدة عن تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة، والتي حملت اسم "الرصاص المصبوب"، قبل شهرين بالضبط. وحتى اليوم، أي بعد 40 يوما من وقف القتال، لا يزال "الواقع الأمني الجديد" غير مستقر على حدود قطاع غزة.

ويتمحور النقاش حول نتائج "الرصاص المصبوب"، في نهاية المطاف، حول المصطلح الفضفاض والذي يصعب تعريفه، وهو الردع. وإذا كانت إسرائيل ستنجح في أن تتضمن التسوية وقف إطلاق الصواريخ باتجاه النقب لفترة طويلة فسوف ينظر الجمهور إلى الإسرائيلي إلى الحرب على أنها نجاح. أما إذا "ذابت" النجاحات العسكرية وتجدد القتال في قطاع غزة فسوف ينظر إليها الجمهور كجولة غير ناجحة في حرب طويلة ومستمرة.

ويضيف الكاتبان أنه بالنسبة للجيش، فإن الواقع محبط جدا، لأنه قبل 40 يوما كانت التوقعات متفائلة، وأن الجيش قام بالمهمات المطلوبة واحتل المناطق التي خطط لاحتلالها مع أقل ما يمكن من الخسائر، الأمر الذي أتاح الحديث عن انتصار. بيد أن الكاتبان يشيران إلى أن هذه الجملة الأخيرة المتعلقة بالانتصار سوف تظل في حالة انتظار، فحتى في حرب لبنان مرت شهور كثيرة قبل أن يتضح أنه عندما أخفق الجيش أيضا، فإن حزب الله يمتنع عن تجديد القتال، بحسبهما.

ويتابع الكاتبان أنه من الممكن اتهام السياسيين بكون الحكومة أخفقت في ترجمة ما حصل إلى تسوية سياسية ملزمة. ومما لا شك فيه أن التزامن بين العمل العسكري والسياسي في قطاع غزة كان منقوصا. وحتى إيهود باراك الذي يسرف في تحليل ما حصل في الحرب الأخيرة على لبنان قد انجر في هذه النقطة إلى إيهود أولمرت وتسيبي ليفني. وفي النهاية تراجعت إسرائيل بدون أي تسوية حقيقية.

وبحسبهما أيضا، فقد يكون هناك تفسير آخر، بموجبه فإن ما حصل في غزة هو مثلما حصل في لبنان، حيث كان أمام إسرائيل في قطاع غزة إمكانيتان للعمل؛ الاكتفاء بالعملية الجوية الكبيرة التي نفذت السبت 27/12/2008، والإعلان عن وقف القتال وحركة حماس في حالة صدمة، أو تفعيل قوة أكبر وأسرع من أجل تحقيق إنجازات برية على الأرض. بيد أنه مثلما حصل في لبنان، فقد اختارت إسرائيل الطريق الوسط، فهي تتقدم ببطء باتجاه احتلال جزئي تكون نتيجته محدودة، وعندها تنسحب مع نفاد صبر المجتمع الدولي.