خبر بنتاغون يلغي منع تغطية وصول نعوش القتلى من العراق وافغانستان

الساعة 11:35 ص|27 فبراير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس الخميس رفع الحظر المفروض على تصوير وصول نعوش الجنود القتلى في العراق او افغانستان الى ديارهم، شرط موافقة عائلاتهم. وقال غيتس ان "الرئيس (باراك اوباما) طلب مني بحث هذه السياسة". واضاف ان "قرار السماح لوسائل الاعلام بتغطية عملية النقل الى دوفر (...) يجب ان تتخذه عائلات الجنود القتلى". وقال غيتس "علينا الا نتخذ هذا القرار بدلا منهم". ودوفر قاعدة جوية في ديلاوير (شرق) تحط فيها الطائرات التي تحمل نعوش الجنود الذين يسقطون في ميادين القتال. واكد الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان "الرئيس يدعم قرار وزير الدفاع" الذي يشكل تغييرا جذريا عن السياسة المتبعة منذ 1991 وتثير جدلا كبيرا. واوضح غيتس ان فريقا من المستشارين سيعد خطة لتحديد طرق اتباع هذه السياسة الجديدة التي تأتي بعد ملاحقات قضائية ومناقشات مثيرة.

 

وكان تصوير المراسم العسكرية لوصول نعوش الجنود القتلى شكلا احد رموز مآسي حرب فيتنام.

وفرض قرار منع الصحافة من تصوير نعوش الجنود القتلى في عهد ادارة جورج بوش الاب (1989-1993). وجدد الرئيس جورج بوش الابن هذا المنع واتهمت ادارته بانها تسعى من خلال ذلك الى اخفاء الخسائر البشرية للصراعين في العراق وافغانستان واللذين قضى فيهما نحو خمسة الاف جندي اميركي. واوضح غيتس انه طلب اعادة النظر في هذه السياسة قبل عام عندما كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس بوش الا ان التوصية جاءت يومها من مساعديه بعدم تغيير السياسة المتبعة في هذا الصدد.

 

وتابع "علي ان اقول انني لم اشعر ابدا بالراحة لهذا القرار. وعندما سمعت الرئيس اوباما يعبر عن رغبته بتغييرها بدأت عملية الدراسة في اليوم التالي".

 

واضاف انه قام بمشاورات اوسع هذه المرة شملت كل القوات المسلحة واسر العسكريين، موضحا ان مذكرة للجيش الاميركي تدعم هذا التغيير شكل عاملا اساسيا في قراره.

 

لكن غيتس اكد في الوقت نفسه انه "ما زال هناك انقسام" في البنتاغون حول هذه السياسة.

 

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الخميس شبكة "سي ان ان" وشمل 1046 اميركيا ان 67 في المئة من الاميركيين اعتبروا ان على الحكومة السماح لوسائل الاعلام بتغطية عودة جثامين الجنود من ساحات القتال. واكد رئيس اركان الجيوش الاميركية مايكل مولن الذي انضم الى المؤتمر الصحافي الذي كان يعقده غيتس انه يؤيد هذا التغيير في السياسة بقوة. واضاف انه زار قاعدة دوفر حيث تجري مراسم التشييع العسكرية، معبرا عن تأثره بالاجراءات المخصصة لعودة هؤلاء القتلى. وقال انها "مراسم تنظم بشكل جيد ومحترم واي اميركي يراها سيشعر بالفخر".

 

ورحب البيت الابيض بهذه الخطوة مؤكدا انها تتناسب مع السياسة المطبقة في مقبرة ارلينغتون حيث يدفن قتلى الحرب. ومع ذلك، انتقدت جمعية "اتحاد عائلات العسكريين" القرار وعبرت عن "خيبة املها" منه. وقالت الجمعية في بيان ان هذا القرار "يظهر الازدراء التام لعائلات الجنود الاميركيين"، مشددة على "خصوصية" هذه المناسبة.