خبر الحوار الوطني .. هل يجابه الفيتو الأمريكي..؟!

الساعة 06:52 ص|27 فبراير 2009

 

د.إبراهيم : ملفات الحوار معقدة وتحتاج إلى وقت طويل

حبيب : الأطراف المختلفة معنية بالمصالحة لتسهيل إعمار غزة

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

أكد محللان للشأن الفلسطيني أن الأجواء الايجابية التي تسود حوار القاهرة بين حركتي "حماس" و"فتح" تعطي مؤشراً عن وجود نية حقيقية للوصول إلى اتفاق ينهي الانقسام القائم ، موضحين أن الأطراف الدولية المختلفة تسعى لإنجاز اتفاق من شأنه تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن التعامل معها دولياً .

 

وشددا في حديثين منفصلين مع "فلسطين "على أن تشكيل لجان لمتابعة الملفات الرئيسية للحوار هدفه إضاعة الوقت وإدخال الحوار في متاهات لا آخر لها ، موضحين أن الدول العربية تريد المصالحة الفلسطينية –الفلسطينية لكنها لا تستطيع التحرك بهذا الاتجاه دون ضوء أخضر أمريكي .

 

رهن الإشارة الأمريكية

 

المحلل السياسي د.يوسف إبراهيم أوضح أن موضوع المصالحة مرتبط بمجموعة من المؤثرات الإقليمية والدولية ، مشيراً إلى أن الدول العربية جزء لا يتجزأ من هذه المؤثرات  لكن موقفها مرتبط بالموقف الدولي المتمثل في أوروبا وأمريكا ".

 

وقال :" إذا أعطت أمريكا الضوء الأخضر  لإنجاح المصالحة فإنها ستأخذ منحى باتجاه النجاح (...) ولكن إذا ما فرضت شروط من أمريكا والاتحاد الأوروبي على المصالحة فان ذلك سيعيقها".

 

وأضاف :"إذا أبقت الدول الأوروبية على شرطها المتمثل في ضرورة اعتراف حماس بشروط الرباعية فإن ذلك سيعيق تشكيل حكومة وحدة وطنية وإذا تمسكت أمريكا بشرطها المتمثل في اعتراف حماس بالاتفاقيات الموقعة ما بين منظمة التحرير الفلسطينية و(إسرائيل) فإن ذلك أيضا سيعيق ملف إعادة هيكلة المنظمة وإذا ما استمرت أمريكا في فرض الفيتو على إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية فإن ذلك سيعيق ملف الأجهزة الأمنية ".

 

وكانت كل من حركتي فتح وحماس قد اتفقتا على وقف التراشق الإعلامي والإفراج عن المعتقلين السياسيين على أن يتم تشكيل خمس لجان تتولى متابعة ملفات تشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية والتشريعية  والمنظمة والمصالحة الوطنية وإعادة تأهيل الأجهزة الأمنية على أن تلتزم الحركتان بما تتفق عليه اللجان .

 

سيف مسلط

 

وأكد د.إبراهيم على أن الدول العربية مجمعة على ضرورة المصالحة وإنهاء الانقسام وتمثل ذلك في جهودها في اتفاق القاهرة 2005 ومكة ومبادرة صنعاء و مبادرة السنغال، مشيراً إلى أن جميع هذه المبادرات على الرغم من انطلاقها في المرحلة الأولى إلا أنها توقفت فيما يعد نتيجة التدخلات والضغوطات الخارجية وخاصة من (إسرائيل) وأمريكا ، مبيناً أن الدول العربية  تقف إلى جانب شعبنا لكنها رهينة للموقفين الأمريكي والأوروبي .

 

وتوقع أن يكون تشكيل حكومة إسرائيلية من اليمين المتطرف سيفاً مسلطاً على عملية المصالحة لأن الضفة الغربية ما زالت تخضع  للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر القطاع ، معرباً عن اعتقاده بأن الحكومة المقبلة في (إسرائيل) لن يكون في مصلحتها المصالحة التي قد تدفع إلى فتح ملفات القضية الفلسطينية من جديد وستعيد طرح مفهوم الدولة الفلسطينية في حدود عام 67  الذي يوجد مؤشرات بأن إدارة أوباما الجديدة ستتبناه ، قائلاً :" لكي يتم تعطيل هذا الاتجاه الأمريكي فإن الحكومة القادمة ستعيق المصالحة وإعادة بناء البيت الفلسطيني ".

 

لا بد من الوحدة

 

وأبدى ثقته في أن السنوات الماضية أثبتت بشكل واضح بأنه لا مجال لفتح أو حماس أن يسير أي منهما بمفرده فالجميع تيقن بضرورة الوصول إلى وفاق وطني ، معتبراً أن مسألتي  الاعتقالات السياسية والتراشق الإعلامي جزء لا يتجزأ من خطوات بناء الثقة للبدء في الحوار .

 

وبين وجود تعقيدات كبيرة جداً أمام الوصول إلى اتفاق لأن الملفات المطروحة تحتاج إلى وقت طويل كإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وكذلك ملف منظمة التحرير الشائك وآليات إعادة ترتيبها وملف الانتخابات وحكومة الوفاق الوطني وإمكانية أن تعمل –في حال تشكيلها –بدون معوقات .

 

وأشار إلى أن انطلاق الحوار في حد ذاته سيضع المجتمع الفلسطيني في حالة من الأريحية أكثر مما كانت عليه في الأيام والشهور الماضية حيث ساد الاحتقان والتراشق الإعلامي ويعطي فرصة جديدة لإعادة الثقة و حالة من الراحة والطمأنينة للمجتمع الفلسطيني بأن هناك أملاً في  الوصول إلى وفاق وطني .

 

وشدد على أن وقف التراشق الإعلامي له دور مهم في إنجاح الحوار لأن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في إثارة المشاعر ، مقترحاً على وسائل الإعلام المحلية أن تسخر يوماً كاملاً للحديث عن المصالحة وإشراك المجتمع المحلي والمفكرين السياسيين والمحللين  فيه  للضغط باتجاه إنجاح الحوار .

 

وأبدى اعتراضه على تشكيل لجان من قيادات من الصف الثاني والثالث تتولى متابعة الملفات الرئيسية في الحوار ، قائلاً :"لا بد أن يقود هذه اللجان قيادات من الصف الأول التي تمتلك القرار والرؤية الواضحة في مشاركتها في معالجة هذه الملفات .. لأنه من الناحية المهنية وجود قيادات من الصف الثاني سيطيل عملية الوصول إلى اتفاق حول نقاط معينة لأنها لا تملك القرار وستضطر للعودة إلى قيادات الصف الأول  وهذا سيأخذ وقتا طويلا ".

 

إرادة حقيقية

 

أما المحلل السياسي هاني حبيب قال: "إن الأخبار الايجابية التي تأتي لنا من القاهرة جعلت شعبنا يعلق آمالاً كبيرة على النتائج المتوخاة من هذا الحوار(...) لكننا مررنا بهذه الحالة أكثر من مرة كما حدث في التوافق على وثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة فبدون توفر إرادة حقيقية لخوض حوارات جادة وفاعلة بدون حسابات فئوية أو أجندات خارجية تبقى هذه الأعمال في مهب الريح" .

 

وفيما يتعلق بالاتفاق على وقف التراشق الإعلامي ، قال :"سبق أن اتفقوا على وقف التحريض أكثر من مرة ولكن دون جدوى فكل هذه سيناريوهات تحتاج إلى التنفيذ"، مبيناً أن

 

الاعتقالات السياسية وأشكال القمع المختلفة بالضفة وغزة كان يجب أن لا تحدث أصلاً وإن حدثت يجب وقفها على الفور لا أن تصبح ملفا للتفاوض بين أبناء الشعب الواحد  .

 

الاتفاق العربي أولا

 

وحول تشكيل لجنة عربية لمتابعة جهود المصالحة الفلسطينية ، قال :"هناك حالة استقطاب عربية تعكس نفسها على الشرخ الفلسطيني واستمرار حالة الانقسام، فالتدخل العربي يجب أن ينصب بشكل كامل لإزالة العقبات أمام هذا الحوار وهذا غير ممكن بدون توافقات عربية –عربية وعدم قيام العرب بتدخلات سلبية ".

 

 ولفت إلى وجود جملة من الملاحظات في الأسبوع الأخير تشير إلى أن الساحة العربية ربما مقبلة على معالجة الخلافات العربية وحالة الاحتقان السياسي والحرب الباردة بين الاستقطابات العربية يدل على ذلك التناغم بين دمشق والرياض والانسجام بين الدوحة ودمشق .

 

وأشار إلى أن ذلك يأتي في إطار السعي لإيجاد توافق يسهل على القمة العربية أن تنعقد و حل مشكلة التمثيل الفلسطيني فيها.

 

وأعرب عن اعتقاده بأن الأطراف العربية والدولية  لها مصلحة في المصالحة الأمر الذي من شأنه أن يسهل على الدول المانحة تنظيم إعادة اعمار غزة ، موضحاً أن المجتمع الدولي بات أكثر ضغطاً على الأطراف الفلسطينية من أجل توفر ظروف للمصالحة .

 

هدفها ..تضييع الوقت

 

وقال:"  بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي فان المصالحة مصلحة فلسطينية و(إسرائيل) كانت وما زالت تعمل على ما من شأنه تخريب الساحة الفلسطينية" ، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الموقف الإسرائيلي لا بد أن يكون دافعاً قوياً  للفلسطينيين للوصول إلى مصالحة  من اجل تحدي (إسرائيل) .

 

واعتبر أن تشكيل لجان منبثقة عن الحوار لمتابعة المفاوضات في الملفات الرئيسية شكل  من أشكال الخداع والمراوغة لأن مهمتها البحث في ملفات تم بالفعل التوافق بشأنها ضمن وثيقة الوفاق الوطني ، قائلاً :"لم يكن من المهم تشكيلها لكنها شكلت من اجل تضييع الوقت والانزلاق بالحوار إلى متاهات ليس لها آخر "، ملفتاً إلى أن المطلوب الآن وضع آليات لتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وليس تشكيل لجان لتضييع الوقت  .