دول عربية أخرى ستطبع العلاقات مع العدو

حوار د. القططي: مطلوب الخروج من حالة الضجيج واستعادة الوحدة لمواجهة كل التحديات

الساعة 10:32 ص|15 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

أكد الدكتور وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي برعاية أمريكية لتطبيع العلاقات لم يكن الأول عربياً، فقد سبقه اتفاق كامب ديفيد عام 1987 بين مصر والكيان الصهيوني، ومن ثم تبعه اتفاق أوسلو عام 1993م من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ثم اتفاق وادي عربة بين الأردن والكيان الصهيوني عام 1994، وأخيراً هذا الاتفاق المشؤوم بين الإمارات والكيان. متوقعاً أن تسير عدة دول عربية أخرى في مركب الإمارات وتهرول نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، على حساب الحقوق الفلسطينية.

وأوضح القيادي القططي في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أنه بات واضحاً أن الأنظمة العربية تعدت مرحلة العلاقات والتطبيع مع العدو السرية ومن وراء الكواليس، وأصبحت الآن علنية بأوامر أمريكية، لافتاً إلى أن صهر الرئيس الأمريكي جيرارد كوشنير مهندس صفقة القرن، عندما يقول إن هناك دول عربية ستحلق بالإمارات وان تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل أمر حتمي، فهو لا يتحدث من باب التوقع وإنما يصدر الأوامر لهذه الأنظمة التي ربطت وجودها بالحماية الأمريكية.

وأضاف، أن هذه الأنظمة الهزيلة ربطت مصيرها بالإدارة الأمريكية التي تمر عبر البوابة الاسرائيلية، وهو ما أصبح واضحا وعلنياً، أن من يريد الحماية الامريكية عليه أن ينال الرضى الإسرائيلي عبر بوابة السلام والتطبيع، وترك القضية الفلسطينية للفلسطينيين، وتركها جانبا والتخلي حتى عن المبدأ العربي الذي طالما تغنى به وهو السلام مقابل الأرض، والآن السلام مقابل السلام، متوقعاً أن تلحق عدد من دول الخليج بالإمارات.

وحيال تبرير الإمارات اتفاقها مع الكيان الصهيوني، بأنه من باب المصلحة الفلسطينية، أوضح الدكتور القططي أنه على الدوام كانت الأنظمة الخليجية ونخبها تبرر إقامة علاقات مع الكيان سواء رسمية أو غير رسمية، بمصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وأن هذا الاتفاق المشؤوم (الاماراتي الاسرائيلي) لم يخرج عن هذه القاعدة، ولكن بتبرير هزيل للغاية لم يسبق له مثيل في هذه الأنظمة، وهي أنها أجلت ضم بعض أجزاء الضفة، الذي سرعان ما نفاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في نفس إعلان ليلة الاتفاق.

وشدد على أن منطق هذه الدول بتبرير هرولتها وتطبيعها للعلاقات مع الكيان من أجل مصلحة الفلسطينيين، هو منطق مرفوض مطلقاً كما كان مرفوض سابقاً، خاصة وأنه ثبت أنها لم تحقق مصلحة للفلسطينيين بل جلبت له الضرر.

وشدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، على أن هذا الاتفاق الاماراتي مع الكيان الصهيوني، لا مصلحة فيه للإمارات مطلقاً، وإنما هي مصلحة وهمية لنظام الحكم في الإمارات، أوجدها العدو الصهيوني نفسه وأمريكا، بإيهام هذه النخبة الحاكمة بأن هناك خطر على وجودها في الحكم من عدو وهمي اسمه الجمهورية الإسلامية في إيران.

وأوضح أن هذه الأنظمة أُدخل في عقول نخبتها الحاكمة أن مصلحتها ووجودها في الحكم مرتبط بالحماية الامريكية، وأن الحماية الامريكية مرتبطة بالرضى الإسرائيلي، وهذه الاتفاقيات والتطبيع كلها للنيل الرضى الإسرائيلي ومن ثم الأمريكي، التي أقنعت نفسها أن هذا المحور الدولي الأمريكي الصهيوني هو الذي سيبقيها في الحكم، مؤكداً مرة أخرى أن هذه المصلحة الوهمية غير صحيحة وأن أمريكا سرعات ما تتخلى عن حلفائها واتباعها في أي مفصل من مفاصل الصراع في المنطقة.

وتابع القططي قائلاً:" ان المصلحة العربية لا تنسجم ولا تتفق بالإطلاق مع المصلحة الإسرائيلية، لأن وجود هذا الكيان الإسرائيلي في قلب الوطن العربي والإسلامي هو أكبر مضرة على شعوب المنطقة ودولها ومصالحها التاريخية والاستراتيجية، وضرر يقع على كل الوطن العربي من ترسيخ وجود هذا الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن هذا الكيان الإسرائيلي هو الوجه الآخر لبعض الأنظمة العربية التي باعت نفسها للشيطان، والتي تتوهم بأن علاقتها معه هذا الكيان يقويها، وهي بالعكس علاقتها ينزع عنها الشرعية ويفقدها مبرر وجودها الأخلاقي أمام الأمة وأمام شعوبها بالتحديد، لأنه لا يوجد أي مصلحة على الاطلاق للسلام مع هذا الكيان الصهيوني، بل ضرر كل الضرر يأتي من خلال هذه العلاقة، مشدداً على أن هذا الكيان في النهاية زائل وهذه الأنظمة ربطت مصيرها بكيان زائل طال الزمن أو قصر، وعندما يسقط الكيان ستسقط معه تلك الأنظمة الهزيلة.

وفرق القيادي القططي بين موقف الأنظمة العربية والشعوب العربية، مشيراً إلى أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أشار في خطاب سابق له، أنه لا مشكلة لدى إسرائيل مع الأنظمة العربية وإنما مع الشعوب العربية، التي ترفض السلام معها. وقال:" مهما وجدنا بعض النتوءات في الصحافة والدراما من بعض النخب العربية المرتبطة بالأنظمة والتي تجمل صورة الإسرائيلي وتشيطن الفلسطيني هي محاولات فاشلة وخائبة لم يسفر عنها شيء.

وأكد أن الشعوب العربية والإسلامية بغض النظر عن وجود هذه النخبة الفاسدة المرتبطة بالأنظمة، هي بحسها الفطري وانتمائها القومي والإسلامي ترفض هذا الكيان وترفض أن تستدمجه في منظومتها الفكرية والنفسية وأن تقبل بوجوده فعليا كيانا شرعياً.

وأوضح القططي أن هذه الأنظمة تكشف نفسها أمام شعوبها وأمام الأمة العربية والإسلامية، وأنه مهما كانت علاقات الأنظمة العربية إلا أن هذه الاتفاقيات لن تتغلل في نفوس وقلوب وعقول شعوب الامة العربية والإسلامية على الاطلاق. مستشهداً برفض الشعب المصري بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم وجود اتفاق كامب ديفيد منذ 40 عاماً، وأنه لا يوجد نخبة مصرية كما هو موجود الآن في الخليج تنادي بالتطبيع، بل هو مرفوض حتى من قبل هذه النخبة المصرية المثقفة.

وعن آلية التصدي لما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات، شدد الدكتور القططي على ضرورة الخروج من حالة الضجيج والصراخ والفوضى في العمل الوطني، والعمل بخطة وطنية واحدة، مشيراً إلى أن الكل الفلسطيني رفض صفقة القرن وخطة الضم وبصوتٍ عالٍ، لكن هذا الصوت هو صراخ وليس عمل، لأن الكل الفلسطيني لم يجلس على طاولة واحدة وبحث عن عوامل القوة التي نمتلكها كفلسطينيين ونفعلها، كما لم يتم الجلوس لوضع خطة استراتيجية على المستوى الوطني في كيفية مواجهة صفقة القرن وخطة الضم، إضافة إلى الهرولة والانحياز العربي نحو التطبيع مع العدو وأننا لازلنا منقسمين ولم تتحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكد على حاجة البيت الفلسطيني إلى الوحدة الوطنية، لمواجهة التحديات كافة موحدين، وهذا يستدعي الاتفاق على خارطة طريق وطنية تضع نصب أعينها إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني ولو بالحد الأدنى، مشروع التحرير والعودة والاستقلال، ونضع خطة كيف نحافظ على وجودنا وصمود شعبنا، وعلى الأقل إن لم نستطع أن ننتزع حقوقنا الوطنية يجب أن لا نتنازل عنها.

ودعا إلى ضرورة مراجعة كل طرق العمل الوطني، والخروج من حالة الضجيج إلى حالة الثورة الحقيقية التي تغيير الواقع أو تمنع تغيير الواقع لصالح العدو.

كلمات دلالية