انقطاع الكهرباء يُكبد المواطنين خسائر فادحة وقرار الاحتلال يزيد الطين بلة..!

الساعة 12:11 م|13 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

تزايدت مخاوف المواطنين، واًصحاب المحالات التجارية في قطاع غزة، جراء الإرباك الحاصل على جدول توزيع التيار الكهربائي، والذي من شأنه أن يلحق ضررًا فادحًا بمصالحهم اليومية، إذ وصلت امدادات الكهرباء إلى أربعة ساعات وصل، في اليوم، وتضاعفت هذه المخاوف مع إعلان "إسرائيل" وقف إدخال الوقود للقطاع المحاصر.

ففي الفترة الأخيرة، شهدت كافة محافظات القطاع الخمس، تراجعاً في امدادات الكهرباء، ما أغضب المواطنين والتجار، خشيةً من تعطل مصالحهم الحياتية، فيما تعرض الأخير إلى خسائر مالية، جراء تلف بضاعتهم، التي تعتمد على الكهرباء، بشكلٍ أساسي.

ومع خطوة الاحتلال في منع إدخال الوقود، فمن المتوقع أن تتراجع كميات الكهرباء، إلى أقل من الجدول المعمول به حاليًا، والذي سينتج عنه أزمة جديدة في القطاع، هو في غنى عنها.

واشتكى عدد من المواطنين والتجار أثناء مقابلاتهم مع وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، من انخفاض ساعات وصل الكهرباء، علمًا أن "الجدول المعمول به حاليًا، 8 وصل يماثله ساعات قطع"، وفق شركة توزيع الكهرباء بغزة.

تلف البضاعة وخسائر مالية

المواطن مهند البلعاوي، صاحب محال لبيع اللحوم، أكد، أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ولساعات طويلة، أتلف كميات كبيرة من بضاعتهم، ما كبده خسائر بآلاف الشواكل.

وأوضح البلعاوي، أن كميات اللحوم الطازجة والمثلجة، تعتمد في حفظها بشكل رئيس على الكهرباء، مبينّا أن بعض من تلك الكميات يظهر عليها علامات زرقاء داكنة تعرف ببداية العفن، وبذلك تكون غير صالحة للبيع والاستخدام الادمي، وذلك بسبب فصل التيار لمدة طويلة.

ومع تقليص وصول الكهرباء، ذكر التاجر البلعاوي، أن استمرار القطع، أَثَر على بيع اللحوم، وبالتالي أدى إلى تراجع دخل محاله الذي يعمل فيه ثلاثة عمال، وعدّ ذلك أن الناس يخشون من تخزينها في ثلاجاتهم، خوفًا من تلفها، إضافة إلى السبب المذكور.

ولتقليل حجم الضرر الناجم عن انفصال الكهرباء، قرر التاجر البلعاوي، مد خط كهرباء من المولدات التجارية القريبة منه، مع تخفيض كميات اللحوم، للربع، وذلك لتفادي الخسائر، وتيسير بضاعته.

ودعا التاجر، الجهات المعنية والرسمية، بضرورة وضع حل جدري ينهي تفاقم استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وتشدّد حكومة الاحتلال من حصارها البري والجوي والبحري على قطاع غزة، فيما تمنع إدخال الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في النصيرات، تحت حجج واهية، ما تسبب بظروف إنسانية صعبة، جراء توقف معظم مصالح السكان.

أمّا بائع الفواكه محسن مطر، فيتقاسم المعاناة مع سابقه، إذ تعرضت بضاعته إلى التلف الشديد، التي هي بحاجة إلى الكهرباء، لحفظها، وتخزينها.

وأوضح مطر، أن طبيعة الفواكه وبأصنافها المختلفة، تحتاج إلى كهرباء على مدار الوقت، حيثُ اذا انقطع عنها الكهرباء يوم واحد، قد يعرضها لتلف، وهو ما حصل معه، من تعفن كميات كبيرة لها.

وأكد مطر، أن تكبد خسائر بحوالي 40 ألف شيكل، خلال الأربعة الأشهر الماضية، نتيجة قطع التيار الكهربائي، دون أي تحسين يطرأ على جدول التوزيع.

وضمن التفاهمات الجارية بين فصائل المقاومة وحكومة الاحتلال، منذُ عام 2018،  تمول دولة قطر شراء وقود من (إسرائيل) لصالح محطة توليد كهرباء غزة، وحينها طرأ تحسن على جدول الكهرباء، قبل أن تتدهور لاحقًا.

مزيد من العبء على الناس

وكغيرها من السكان، عبرت المواطنة نهى عزيز، عن استيائها الشديد بشأن انقطاع الكهرباء بشكل متواصل، وقالت: إن "استمرار فصل الكهرباء، أثر سلبًا على تيسير أوضاعها في البيت".

وأضافت عزيز، أنها تستغل ساعات وصل الكهرباء الضئيلة، في إعادة ترتيب أمور بيتها، وحاجاته، من (تشغيل الغسالة، وخبر العجين، ودراسة الأبناء، وغيره)، وهو جهد ومعاناة كبيرين تتحمله المواطنة، خلال الساعات المعدودة.

ونتيجة لزيادة ساعات الفصل، أوضحت، أن الطعام المحتفظ في الثلاجة يتعرض يوميًا إلى العفن، والتلف، منه: (الخبز، واللحم، والطبيخ الزائد، والخضروات).

ويغذي محافظات غزة عشرة خطوط "إسرائيلية" كل خط بقيمة 12 ميجا واط وهي موزعة على المحافظات، إجمالي 120، إضافة إلى محطة توليد الكهرباء الوحيدة التي تعرضت لغارة إسرائيلية عام 2008، وتنتج قرابة 890 ميجا واط. 

وعبر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم الشديد عن استمرار انقطاع الكهرباء المستمر، وسط مطالبات من شركة الكهرباء بوضع خطة كاملة لحل المشكلة، والعمل على تحسين امدادات كميات الكهرباء.

 

 

عجز كبير في الكهرباء

من جانبه، قال المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة، محمد ثابت في تصرح سابق :"إنّ إشكالية الكهرباء تبرز في ذروة فصلي الصيف والشتاء، حيث أن الشركة أصبحت بمفردها في الشارع تواجه عبء عجز الكهرباء وتداعياته".

وأوضح ثابت، أن مولدات محطة الكهرباء قد تعطي 90 ميجا واط، فيما تبلغ حاجة القطاع من الكهرباء نحو 240 ميجا واط، مشيرًا إلى أن مولدات المحطة تصدر طاقة أقل في الصيف بسبب ارتفاع الحرارة، عكس الشتاء.

وذكر أن كميات الكهرباء من الجانب "الإسرائيلي" تصل 120 ميجا واط، ومن محطة التوليد المحلية 60 ميجا واط"، ما مجموعة 180 ميجا واط.

وأكد أن الشارع الغزي مستاء من جدول توزيع كميات الكهرباء المحدودة منذ عام 2014، موضحًا أن هذه الكميات يعتريها 30 % عجز موزع ما بين (سرقة الكهرباء والتلاعب بالعدادات والخطوط القلاب).

وعبر عن أمله في إعادة خط الكهرباء المصرية المتعطل منذ 2018، من أجل تحسين جدول توزيع الكهرباء.

كلمات دلالية