الميناوي يرثي الإعلامي أبو حسنة: خسرنا رجلا مثابرا ومهموما بقضيته ومصير أمته

الساعة 03:58 م|12 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأستاذ عبد العزيز الميناوي، إن الخسارات التي يمكن تعدادها بفقدان الإعلامي والمثقف نافذ أبو حسنة كثيرة، واصفا الفقيد بالمثابر المهموم بقضيته ومصير أمته.

وقال الميناوي في كلمة رثاء للفقيد أبو حسنة، المدير التنفيذي لفضائية فلسطين اليوم: ها نحن اليوم نُودِّع أخاً عزيزاً، مفكِّراً وكاتباً كبيراً، ومنافِحاً عنيداً عن قضيته وقضية شعبه وأمته، قضية فلسطين، نودع الإعلامي الفلسطيني الكبير والكاتب الوطني المخضرم نافذ أبو حسنة".

وأضاف: نحن الفلسطينيون الذين نُقدِّر قيمة جهود أبناء فلسطين الكبار، نحزن حزناً عميقاً لفقدانهم، فليس من السهل تعويضهم، وإنَّني لحزينٌ لفقدانك يا أبا أحمد".

وأوضح الميناوي أن الفقيد أبو حسنة كان يعيش ألماً كبيراً، بسبب شيوع موضةٍ جديدةٍ في دنيا العرب، موضة افتتحها كمال الصليبي ولا زالت تتدحرج، وصار الحديث من خلالها، أنَّ القدس وبيت المقدس و“أورشاليم” وأرض الإسراء والأرض المقدَّسة ليست في فلسطين، بل في اليمن وعسير وجنوب جزيرة العرب، وأن الصراع في فلسطين ليس له علاقةٌ بالقدس الحقيقية، وإنَّ الإسراء لا محلَّ له في الصراع، ولا أيضاً الأرض المقدَّسة ولا الأرض المباركة" بحسب وصف الفقيد أبو حسنة الذي نقله عضو المكتب السياسي للجهاد.

وتابع الميناوي بالقول: لقد رأى نافذ أبو حسنة -رحمه الله- في هذه الموضة الجديدة فعلاً منظَّماً لا يستطيع فردٌ أنْ يقوم به، بل رأى فيها فعل مؤسَّساتٍ مقتدرةٍ، ترسم وتخطِّط وتنسِّق وتُحدِث تخريباً مقصوداً في وعي الأمة، التي لم تتوحَّد حقّاً إلا حول فلسطين وقدس فلسطين، لم يكن يرى في هذه الموضة إلا خدمةً لصالح أعداء الأمة وفرصةً تُمهِّد لإدراج العدوِّ الصهيوني في المنطقة بسلاسةٍ، وتمهيداً لمدِّ هيمنتها على المشرق العربي كلِّه".

وأشار إلى أن الفقيد عزم على مواجهة هذه الموضة وبدأ بجمع موادَّ لهذا الغرض، مضيفا: لقد شجَّعتُه على ذلك، فأنا أؤمن بما اعتقدَه وإنْ كنتُ أفتقر إلى إمكانياته، وبوفاته فقد خسرتُه شخصياً من هذه الناحية بجوار غيري من العرب".

وزاد الميناوي بالقول: كما خسرتُه من ناحيةٍ أخرى، فقد كنتُ مهتمَّاً بنصٍّ قديمٍ لأحد آباء الصهيونية، نصُّ مؤلِّفه -أحد عتاة الحركة الصهيونية قبل هرتزل- (موسيه هس) بعنوان: “روما والقدس”، وكان هكذا عنوانٌ، وفي تلك اللحظة التأسيسية قبل أنْ تتحوَّل الفكرة الصهيونية إلى حركةٍ ودولةٍ، كان عنواناً مثيراً فعلاً أنْ يضع “القدس اليهودية” المتخيلة في مواجهة روما، مركز العالم لحظتئذ"، لافتا إلى أن الفقيد أبو حسنة كان مهتمَّاً بهذا النص القديم ولم يجده فقدَّمه هو إليه، وأخذ أبو حسنة على عاتقه أنْ يقوم بعمل قراءةٍ له، ولكن بغيابه خسرْنا هذه القراءة المعتبَرة لهذا النصِّ المهمِّ.

وختم الميناوي بالقول: كثيرةٌ هي الخسارات التي يمكن تعدادها بفقدان “نافذ”، ولكنَّ الخسارة الأكيدة لنا جميعاً فقداننا لشخصِ “نافذ” الإنسان، المثابر، والمهموم بقضيته ومصير أمته، رحم الله أبا أحمد وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وذويه ومحبيه الصبر والسلوان

كلمات دلالية