النحت على الجبس.. موهبة الهندي في دعم القضية الفلسطينية

الساعة 03:29 م|11 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

داخل غرفٍ صغيرةٍ، أراد الشاب يوسف الهندي أن يبرز موهبته الفنية في دعم القضية الفلسطينية التي تمر حاليًا بمرحلة سياسية صعبة، لاسيما مع محاولة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخطط (الضم)، وهي من مشاهد "صفقة القرن" المدعومة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

موهبة الهندي التي اكتسبها منذُ الصغر، تعتمد في الأساس على الفن التشكيلي برسم لوحات فنية عديدة، وفيها ينقل جمال قبة المسجد الأقصى والقدس الشريف، ومعاناة شعبه، وتراثه وتاريخه، إلى أحرار العالم، لكسب مزيد من الدعم والمساندة، أمام جرائم القوات الاسرائيلية.

"اضفي في النحت على لوحات الجبس، داخل المشغل فوق سطح البيت، العديد من الرسوم، التي تأخذ طابع وطني وتاريخي وتراثي"، كما يقول النحات يوسف الهندي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وداخل المشغل الواقع في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، أُطلق عليه اسم "يابوس" تيمنًا باسم الحضارة الكنعانية، وذلك لعارقتها، إذ يعمل يوسف، بأدواته الخاصة في المنحوتات المقدسية مدة عشرة ساعات يوميًا، ويضيف أنه "مبدأ أساسي في عملنا التراثي والتاريخي".

وجاء دور الفنان في دعم قضيته، في وقت عرض فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على وزير الحرب بيني غانتس أربعة سيناريوهات مختلفة لضم المستوطنات، بدءًا من ضم 30% من الضفة الغربية، في منتصف يونيو الماضي.

ووفق القناة 13 العبرية، قرر نتنياهو تأجيل قرار (الضم) إلى سبتمبر المقبل بعد أن كان في الأول من مايو، إذ تفجرت الخلافات بين الأحزاب الإسرائيلية حول الخطة، فيما رفض الفلسطينيين المشروع التصفوي كاملاً.

وتتوزع المجسمات الفنية على جدران المشغل المقام منذُ عام 2009، حيثُ تظهر ابداعاته في التعبير عن قضيته العادلة، برسم خريطة فلسطين بأشكال متنوعة وجميلة، ومقدساتها، وأخرى تُحيي حق العودة، وإضافة إلى إضفاء جزء من تراث الحضارة الكنعانية.

MeqnJ


ويوضح الهندي (29 عامًا)، أن تلك المجسمات التي بدأ بإنتاجها منذُ سنوات، "تلقى رواجًا من المهتمين باقتنائها"، كما يمكنهم تعليقها على الجدران أو وضعها على المكاتب.

واستطاع الموهوب أن يطّور من موهبته الفنية، ففي عام 2009، شارك في معرض فني نطمه جمعية الفنانين بعنوان "جنون الليل" وبتمويل من صندوق محمود درويش، وحينها لاقت أعماله التشكيلية اهتمام الناس، ويقول: إنّه "بدأ مرحلة النحت على مجسمات الجبس، في رسم انتاج أعماله".

وبينما تحرم إجراءات الاحتلال الاسرائيلي فئة الرسامين كباقي الفئات الأخرى في قطاع غزة، من الحرية التامة بالسفر إلى الخارج، ومشاركة منتوجاتهم في المعارض الفنية العربية والدولية، لجأ الشاب الهندي إلى المنصات الرقمية لعرض أعماله، كونها الوسيلة الوحيدة في التواصل مع الخارج.

وكغيره من الفنانين، يواجه النحات يوسف، ثمة صعوبات وتحديات أثناء عمله، ويوضح، أنه " يُعاني من الحصول على المواد الأساسية للمشغل"، بسبب إغلاق المنافذ الحدودية، إذ تشدّد قوات الاحتلال حصارها البري والبحري والجوي على القطاع، منذُ عام 2007.

c0abf506-db6c-4a16-a7eb-ef14f43c8b89


وحول المشغل الفني، يُشير إلى أنه "فني تجاري، ويعمل وفق طلبات المتقدمين، لاسيما في الاحتفالات والوفود والسياح والمغتربين"، ويحصل من خلالها على مصدر رزقه الوحيد.

وبيّن الهندي، أنه "لم يتلقى أي دعم حكومي"، سوى من مؤسسة معنية واحدة، وذلك لتطوير أعماله وتبني موهبته، مؤكدًا أنه يطّور من موهبته الفنية، من خلال الاطلاع المتواصل والمشاركة مع فنانين آخرين.

ويأمل الموهوب، بأن يشارك أعماله في المعارض الدولية؛ حتى ينقل أفكاره الابداعية إلى الخارج، وكسب المزيد من المناصرين للقضية الفلسطينية.

وتتنوع أعمال الفن في إبراز التراث الفلسطيني وتاريخه، والتعبير عن حقوقه المشروعة، وذلك في إطار مواجهة رواية الاحتلال، ومنها: الفن التشكيلي، والمسرح، الفلوكورية، ورسم الجدارية وغيره.

بدوره، أكد وزير الثقافة بغزة، أسامة العيسوي، سابقًا، على ضرورة مواجهة الغزو الفكري والثقافي الصهيوني بكافة الوسائل المتاحة.

وشدّد العيسوي، على أهمية إقامة المعارض الفنية وللكتاب، لإبراز الصبغة التاريخية والحضارية للقضية الفلسطينية بصورة خاصة، والأمة العربية والإسلامية بصورة عامة.

6ecd1be0-8092-41a7-97af-15689b8dc9f8

eed45f2a-378b-48e0-823d-e61e3ac9625a

eb4641ef-8be3-41ef-a571-da700345a6d4

fe0f593e-95d3-4a65-95fd-56e1ffad9e8f

ببببب.PNG

 

كلمات دلالية