خبر مع بدء الحوار الوطني.. الوسائل الإعلامية أداة لتعزيز الانقسام أم لتقريب وجهات النظر؟

الساعة 11:03 ص|26 فبراير 2009

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الفلسطينيين والعالم أجمع إلى العاصمة المصرية القاهرة التي تحتضن الحوار الوطني الفلسطيني، تنشط كافة المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية من أجل تذليل العقبات وتعزيز فرص التفاهم وتقريب وجهات النظر بين المتحاورين ليشكلوا ضغطاً من أجل إنجاح الحوار الوطني.

 

فمنذ الحديث عن حوار وطني شامل بدأت المؤسسات الإعلامية المحلية بكافة أنواعها في العمل من أجل

تهيئة الأجواء لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإعلاء أصوات المواطنين الداعية للتوصل لحوار وطني ينهي الأزمة الفلسطينية ليجعل من دور الوسائل الإعلامية هاماً وضرورياً.

 

وأكد الصحفي صالح المصري مدير إذاعة القدس على أهمية دور الوسائل الإعلامية لاسيما الإذاعات المحلية الذي لا يقل أهمية عن دور الساسة وصناع القرار في موضوع المصالحة الوطنية، مطالباً المؤسسات الإعلامية بضبط عملها بحيث تتوقف عن الدور الهدام الذي تقوم به في مجال الدفع نحو أتون الفتنة والصراع الداخلي.

 

ودعا المصري، المؤسسات الإعلامية إلى التركيز على توجيه كافة برامجها لاسيما السياسية نحو المصالحة وتعزيز الوحدة الداخلية من خلال الابتعاد أولاً عن الشخصيات الموتورة مهما كان موقعها أو دورها، وتجنب متابعة تصريحاتهم.

 

كما طالبهم في ذات الوقت إلى تكثيف التواصل مع الشخصيات المحبوبة جماهيرياً وذات الطابع الوحدوي لتهيئة الأجواء لدى القاعدة الخاصة بالفرقاء، وحشد تأييدهم للضغط على القادة باتجاه الالتفات إلى مصالح شعبنا العليا، والمخاطر التي تحدق بقضيتنا الوطنية برمتها.

 

وشدد مدير إذاعة القدس على ضرورة قيام وسائل الإعلام بالعمل على إبراز القضايا التوافقية فيما بينهم، دون الوقوف كثيراً عند صغائر الأمور التي من شأنها الإبقاء على حالة الاحتقان الموجودة في الشارع الفلسطيني، بل ومضاعفته.

 

من ناحيته، أكد سامي عطا الله المذيع في إذاعة البراق على دور الإعلام الفلسطيني الهام في تجيير الرأي العام والجماهير الفلسطينية بشكل خاص في الفكر والرأي، وفي تسليط الضوء باتجاه قضية معينة في ظل حالة الإعلام الفلسطيني الذي أخذ منحنى ضيق في المستوى السابق.

 

واعتبر عطا الله أن الدور المطلوب من الوسائل الإعلامية الفلسطينية لاسيما الإذاعات المحلية هو دعم الوحدة الوطنية بشكل واقعي وملموس ومرئي، وتقريب وجهات النظر مع إبراز الكلمة الإيجابية، قائلاً:" آن الأوان أن نتفق وكفانا نزاعات واختلافات فدماء الشهداء والجرحى كافية لأن نفيق من سباتنا العميق".

 

وأشار عطا الله إلى العقبات التي تواجه الإعلامي وتتمثل في الوصول للخبر الحقيقي في ظل حالة من التجاذبات السياسية، حيث أن الصحفي الفلسطيني يجب أن يعمل بأرق شديد للوصول لخبر صحفي دقيق وصحيح وعليه أن يختار مابين أن يكون صحفي أو صحاف.

 

بدوره، طالب الصحفي عماد الإفرنجي مدير فضائية القدس في قطاع غزة، كافة الفضائيات بالعمل من أجل إعادة اللحمة الوطنية وتحسين صورة المجتمع الفلسطيني داخلياً وخارجياً، والنأي عن نفسها من الأزمة الداخلية وحالة الانقسام التي تسود الشارع.

 

ودعا الإفرنجي إلى عدم استخدام الألفاظ والشعارات التحريضية التي تحض على العنف والتعصب والكراهية، وضرورة التحلي بالموضوعية والمهنية بعيداً عن الفئوية والفصائلية التي تزيد من حدة الاحتقان في الشارع الفلسطيني وتمزق وحدة الصف وتفقد الإعلام مصداقيته.

 

أما الطالب مصعب أبو صالح الذي يدرس السكرتارية في كلية الأقصى، فشدد على دور وسائل الإعلام في تهيئة الجو المناسب للحوار الوطني من خلال نشر الوعي بالقضية الفلسطينية حيث لا تتوقف القضية على من الذي يحكم البلد ولكن من الأكثر إيجابية وأن تحاول أن توفق بين الطرفين.

 

وطالب أبو صالح وسائل الإعلام أن تقف موقفاً حيادياً من الطرفين "فتح وحماس"، لتلاشي الوقوع في أخطاء الحزبية والتي انتهجتها العديد من وسائل الإعلام المحلية منها والدولية، منوهاً إلى ضرورة أن تتحد وسائل الإعلام مع بعضها البعض ورفع الحواجز فيما بينها، كونها تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله وناطقة بلسانه.

 

من ناحيته، لم يقلل المواطن علي البنا من مدينة خانيونس، من أهمية دور الوسائل الإعلامية خاصةً الإذاعات المحلية والتي تعتبر المصدر الأساسي للمواطنين في معرفة أخبارهم ونتائج الحوارات الوطنية، وتجعله متلهفاً لمعرفة ماهو جديد فيما يتعلق بالحوار الوطني.

 

وأشار البنا، إلى أن وسائل الإعلام يكمن دورها في أنها تنشر تصريحات للقادة والمسؤولين وقادرة على أن تكون إما داعمة للحوار الوطني أو معززة للانقسام الداخلي، مبيناً أن النصر لا يأتي إلا بالوحدة ويجب على شعبنا أن يتحد وينسى خلافته حتى يصل لمراده ولا تورث هذه المناكفات للأجيال القادمة فحينها ستكون وصمة عار على جباه شعبنا.

 

وأعرب البنا عن أمله في أن تذلل وسائل الإعلام العقبات أمام الحوار وأن ينجح الحوار ولا يكون كسابقه مجرد حبر على ورق، قائلاً "والله أدعي دائماً لأن تألف قلوب إخواننا في فتح وحماس وأن يجتمعوا على خير" .