خبر من الجانب اليساري: سنعمل من الخارج ومن الداخل

الساعة 09:35 ص|26 فبراير 2009

بقلم: موريا شلوموت- إسرائيل اليوم

 (المضمون: توجد حياة بعد ان يعود بيبي الى الحكم. وفي هذه الحياة سنتحرر من القيود التي قيدتنا طالما كرسنا ارادتنا كي لا يتحقق هذا. المعارضة البرلمانية يمكنها اخيرا أن تتعاون مع شقيقتها التي تعمل من الخارج - المصدر).

اليافطات من العهد ما قبل الانتخابات لا تزال منصوبة بشعة وحزينة. باراك لا يزال يوجه نظرة نحو الحقيقة، تسيبي على جانب الطرقات لا تعرف بعد بان بيبي انتصر، ويثقل القلب على نحو خاص افرايم سنيه الذي يكافح ضد الجريمة بين ليبرمان والخضر.

الوضع الاقتصادي جمد الصورة. الركود يقلص وتيرة استبدال القديم بالجديد، ولكن اذا لم يتغير وضع الامور السياسية ولفني تبقي على كلمتها وتذهب مع العمل ميرتس، حداش والكتل العربية الى المعارضة، فان الدولة ستخرج من الركود السياسي في السنوات الاخيرة.

موسي راز، الذي بقي لاسفنا جميعا نائبا لفترة قصيرة في الكنيست وكان لسنوات طويلة الامين العام للسلام الان قال لي ذات مرة ان قدرة التأثير على جدول الاعمال السياسي من الملعب خارج البرلمان كبير على الاقل مثل ذاك المتاح من داخل الكنيست، ان لم يكن اكثر. في الايام العادية يوجد للساحة خارج البرلمان دور هائل في تصميم السياقات. ولكن بالذات لان الساحة خارج البرلمان تربط بين المواقف، الاماني والمطالب المدنية وبين الممثلين في السلطة التشريعية والتنفيذية – فان الشلل في أي من الطرفين يشل ايضا الاخر. حكومات الوحدة على انواعها حطمت ليس فقط الساحة البرلمانية بل وايضا كل معسكر السلام.

انا على علم بالهزء المنتشر الان على وجوه كل اولئك الذين على مدى السنين عملوا بصوت مصمم وثابت. اولئك الذين لا يجرون اعتبارات سياسية صغيرة وضيقة، لا يأخذون حسابا للوزير اياه او الوزيرة اياها. ولا يعنون بتشكيل الحكومة. فقط يحتجون، عند الحاجة، يتظاهرون بشجاعة ويحافظون على الصفاء حتى في الايام العكرة. اولئك الذين نظروا الى معسكر السلام الاخذ في التقلص بعيون تعبة، بغضب وألم. كل هؤلاء غضبوا، وعن حق من أننا لم نصرخ بما فيه الكفاية حين بنى ايهود باراك في المستوطنات ضعف ما بناه نتنياهو الذي سبقه، وعندما شجعناه حين عاد مهروسا ومعقدا برواية "لا شريك" التي نسجها في رحلته الطويلة من كامب ديفيد عائدا الى الديار. عن حق احتقرونا، حين دعمنا فك الارتباط وبعد ذلك أنابوليس: فقد رأوا قبلنا الاكاذيب والحيل الانتهازية، الافخاخ والمخاطر. هذا القسم المحق من معسكر السلام اياه، لاسفي لا يزال هو الاقلية.

معظمنا سقطنا في الافخاخ، صدقنا الاكاذيب واشترينا الحيل الانتهازية.  التبرير لذاك السقوط يتكرر ايضا وأجده بالذات في احساس القوة والتأثير. الرغبة في التأثير شلت معسكر السلام الصهيوني خارج البرلمان. فالداعي الى اسقاط الحكومات التي يجلس فيها منتخبينا، الذين يتحدثون باسمنا، شل نشاطاتنا. بديل بيبي في الحكم الى جانب ليبرمان، شاس والاتحاد الوطني كان الكابوس الذي اردنا منعه. اما الان فان الكابوس يتجسد. وللدقة، الان نرى ان للكابوس دورا ورسالة لحياتنا هنا في الواقع.

توجد حياة بعد ان يعود بيبي الى الحكم. وفي هذه الحياة سنتحرر من القيود التي قيدتنا طالما كرسنا ارادتنا كي لا يتحقق هذا. المعارضة البرلمانية يمكنها اخيرا أن تتعاون مع شقيقتها التي تعمل من الخارج. القوى الراديكالية والمعتدلية يمكنها ان تجد قاسما مشتركا. معسكر السلام يحتاج الى هذا التحرير. فقط في اطار حر من الحسابات الشخصية والسياسية يمكن أن يخرج قول جارف ومقنع. ان نكون جزءا من المعارضة المكافحة هو شرف اعظم من كل منصب وزير. الرفاق في كديما سيرون بان هناك جمهورا يعوض منتخبيه الذين يعملون انطلاقا من الايديولوجيا.