خبر خدمة السلام من المعارضة-هآرتس

الساعة 09:33 ص|26 فبراير 2009

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: على لفني ان تخدم قضية السلام من المعارضة - المصدر).

ان اصرت تسيبي لفني فسيكون بمقدورها ان تنتزع من نتنياهو تعهدا صريحا بأن "تسعى حكومته للسلام مع الفلسطينيين". المزيد من الضغط سيدفع رئيس الوزراء الموعود للتصريح بأنه "يؤيد حل الدولتين لشعبين". لا بل هناك اشاعة بان قائد الليكود ناضج لادخال "خريطة الطريق" تلك الوثيقة المغبرة التي قررت بأن "الجانبين سيتوصلان الى اتفاق دائم ونهائي وشامل في عام 2005 ليشكل نهاية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني" – في برنامج حكومته. صياغات اكثر ايهاما من هذه مهدت الطريق للتزاوج بين قابلة عملية اوسلو شمعون بيرس وبين الذي دفنها اريئيل شارون.

لنفترض ان المحامي حاييم رامون او المحامي رام كاسبي سيقومان بصياغة القالب الذي يتيح ادخال الاصلاحي بن تسيون نتنياهو وابنه رجل "الاتسل" ايتان لفني الى مخدع السلام. غداة مراسيم الزفاف ستتصل تسيبي لفني باحمد قريع وتحدد معه موعدا لاستئناف المفاوضات. للتذكير: المداولات بين الاثنين جرت حتى الان على اساس التزام رئيس الوزراء المنصرف ايهود اولمرت علانية في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني 2007 بما يلي:- "المفاوضات ستركز على كل القضايا التي تم الامتناع عن تناولها حتى الان" وحتى يزيل الشكوك اضاف قائلا:- "لن نتهرب من اية قضية وسنتناول كل قضايا اللباب" اي:- الحدود، المستوطنات، اللاجئين والقدس طبعا.

هذا السطر هو خط احمر بالنسبة للفني. من هنا تشتق الاسئلة التي يتوجب عليها ان توجهها لنتنياهو ومن بينها:- هل يوجد لديه استعداد لمواصلة المفاوضات من النقطة لتي تم الوصول اليها مع محمود عباس وابو العلاء؟ ومن هنا – هل يوافق على اقامة دولة فلسطينية على اكثر من 94 في المائة من اراضي الضفة الغربية بما في ذلك غور الاردن؟

هل يخطر بالبال طرح مصير القدس والتنازل عن السيادة على جزء ملموس من المدينة الشرقية؟ وماذا عن مبادرة السلام العربية التي اعتبرتها لفني "فرصة تاريخية يحظر تضييعها".

عشية الانتخابات وعد نتنياهو بعدم الاكتفاء بـ "السلام الاقتصادي" وانه سيفتح قناة سياسية مع الفلسطينيين. ولكنه اوضح بأن حكومته لن تكون ملتزمة بأي تفاهم بلورته الحكومة السابقة. معنى ذلك هو ان لفني ستضطر لاعلام صديقها الفلسطيني بأن عليه ان ينسى امر ما تفاوضوا حوله طوال اكثر من سنة. بعد ذلك تعقد اجتماعا للمختصين والخبراء وتقترح عليهم القاء المسودات في سلة القمامة وتحويل الخرائط الى طائرات ورقية. الفلسطينيون على اية حال اعتادوا على العودة الى نقطة البدء مع اغنية جديدة في القلب. هم وضعوا في الارشيف كل الاتفاقيات السابقة من واي 1998 مرورا بكامب ديفيد 2000 وانتهاءا بطابا 2001.

الراكضون وراء لفني من اوساط اليمين يرفضون الاعتراف بوجود خلاف حول التفاوض مع الفلسطينيين هم يدعون وعن حق انها بيضة لم تولد بعد. الدليل على ذلك – ادارة المفاوضات نفسها وصلت الى طريق مسدود ان ضمت لفني كلا من بيغن ويعلون فلن تخرج حمامة السلام من بيضة كهذه. هي لن تترك حتى قشرة امل لانصار حل الدولتين لشعبين. فمن الذي سيحافظ على الجمرة ويبقيها وقادة؟ ايهود باراك؟ ام سيارات الاودي الثلاثة لدى ميرتس التي تم انقاذها؟

سواء ان اعجبها ذلك واعجب رفاقها الذين يجدون صعوبة في الانفصال عن السلطان والجاه لفني هي قائدة معسكر السلام. انتخابات الكنيست الثامن عشر اعادت اليمين الى الحكم وارسلت هذا المعسكر الى صفوف المعارضة. من هناك يمكنها ان تواصل المداولات مع السلطة الفلسطينية وتناول قضية القدس من دون ان تخشى من قيام ايلي يشاي باسقاط حكومتها. ان كان بمقدروها جسر الهوة بين الجانبين فلتقم بصياغة مسودة التسوية الدائمة. هذا هو الطريق الوحيد لانقاذ السلام وتحويل الانتخابات القادمة الى استفتاء حول مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. من يعرف ربما كان هذا هو السبيل لحث نتنياهو – اريئيل شارون قال بأن خطة فك الارتباط كانت رده على مبادرة جنيف التي طرحها يوسي بيلين.

هناك في الديمقراطية حالات يخدم فيها القائد الحقيقي مصالح بلاده من المعارضة وهذه واحدة منها.