خبر « الخيمة »... بديل للمنزل المدمر لعروسين بجباليا

الساعة 06:48 ص|26 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

يصر الشاب أحمد الهرش، وهو من سكان بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، على تحدي حجم الدمار الذي خلفته العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع مؤخراً، وكانت طالت شقة "الزواج" الـمقرر له هذه الأيام.

واستعاض الهرش بخيمة حصل عليها كمئات الـمشردين الفلسطينيين ممن هدمت منازلهم في العملية الإسرائيلية ليقيم "عش الزوجية"، وهو يكثف تجهيزات إعدادها لإتمام حفل زفافه داخل الخيمة ودون انتظار إعادة الإعمار التي قد تطول لشقته الـمدمرة.

ويبدو لافتا إدخال الهرش تجهيزات مستلزمات زفافه، ولاسيما غرفة النوم الجديدة داخل الخيمة في مخيم الـمشردين الذي يحمل اسم "الريان" بانتظار

أن يزف إلى عروسه إيمان عبد العال، اليوم، وسط الخيام الـمتلاصقة، وعلى مقربة من ركام الـمنازل الـمجاورة.

ورأى الهرش، في تصريحات لوكالة الأنباء الألـمانية (د.ب.أ)، أن في خطوة "زفافه داخل خيمة الإيواء تحديا وانتصارا على الاحتلال"، مشيرا إلى أنه ظل طوال عامين يجهز شقته داخل منزل عائلته استعداداً ليوم زفافه على خطيبته.

لكن هذا اليوم لـم يأت بعد أن دمرت الطائرات الإسرائيلية منزل العائلة الـمكون من ثلاثة طوابق خلال قصفها الـمنزل الـمجاور للقيادي في حركة حماس نزار ريان في الأول من كانون الثاني الـماضي.

وشنت إسرائيل هجوماً مدمراً على قطاع غزة في الفترة من 27 كانون الأول حتى 18 كانون الثاني مخلفة أكثر من 1330 شهيداً فلسطينياً وأكثر من خمسة آلاف جريح.

وخلال هذا العدوان، دمرت إسرائيل أكثر من 20 وحدة سكنية بشكل كامل. وأصحاب هذه الـمنازل باتوا مشردين في معسكرات خيام تكتظ بها مناطق قطاع غزة الحدودية بانتظار وعود إعادة اعمار ما دمر.

وأوضح الهرش: أنه متشائم من إمكانية إعادة إعمار منزله قريبا، "فالحصار الإسرائيلي وإغلاق الـمعابر مستمران، وجهود التهدئة التي قد تضمن ذلك متعثرة.. لذلك، قررت عدم الانتظار طويلاً، فالخيمة ستكون رسالة تحد في وجه الدمار".

ومؤخراً، تعثرت جهود مصرية لإبرام تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بما يضمن رفع الحصار وفتح معابر القطاع لإصرار تل أبيب على ربط الصفقة بالإفراج عن جنديها الأسير جلعاد شاليت. ويخلف ذلك إحباطا حادا لدى الفلسطينيين الـمشردين بلا مأوى. ويرى الهرش أن مناسبة حفل زفافه، وإن كانت في خيمة، قد تكون فرصة نادرة لإخراج أهله وسكان مخيم الإيواء الذي بات يقطنه من أحزانهم، مضيفا "الناس هنا في كرب شديد لكنهم شجعوني على الزفاف بينهم، فنحن نريد استمرار الحياة وتحدينا ظروفنا القاسية".

وتابع قائلاً: سأفرح وأتزوج وإن شاء الله سأنجب الأطفال داخل الخيمة نفسها. ما الـمانع من ذلك؟!

وأشار العريس الشاب إلى أنه لـم يلق صعوبة كبيرة في إقناع خطيبته وأهلها في الزواج داخل الخيمة، وقال بينما كان يدخل تجهيزات متواضعة داخل الخيمة التي لا تزيد مساحتها على خمسة أمتار، "لا نجد في الواقع أي عيب في هذا الزفاف هنا سوى أنه رسالة بالصمود".

ونقل الهرش عن عروسه قولها "كل إنسان يحب أن يتزوج داخل منزل جميل، لكن نحن في غزة لنا أوضاعنا الخاصة وتدمير بيوتنا لا يعني أن حياتنا قد انتهت، سنعيش داخل خيمة إلى أن يشاء الله وسنضيء وسط الظلام شمعة علها تنير حياتنا".

وكانت منظمات حقوقية دولية حذرت من تفاقم أوضاع الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي، وطالبوا بتحرك دولي سريع لإعادة اعمار القطاع.