خبر أمال المواطنين في غزة معلقة على نجاح حوارات المصالحة

الساعة 06:30 ص|26 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

أحيت اللقاءات "الإيجابية" بين حركتي حماس وفتح في القاهرة الأمل لدى المواطن الفلسطيني خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من آثار الحرب والحصار، حيث باتت أحلامهم أقرب إلى التحقيق.

 

أحلام الغزيين والتي تعتبر من أبسط المتطلبات التي يجب أن تتوفر لأي مواطن، باتت بعيدة المنال، والأمل الوحيد الذي سيكفل لهم تحقيقها هو إنهاء الانقسام المستمر منذ ما يقارب من العامين.

 

وعقد قياديون من حركتي "فتح" و"حماس" لقاءً مساء الثلاثاء لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأسبوع الماضي خاصة فيما يتعلق بملف المعتقلين وذلك لتهيئة الأجواء قبيل انطلاق جلسات الحوار الوطني.ووصف أحد أعضاء وفد حماس أجواء الاجتماع بأنها كانت إيجابية.

 

ومن المقرر أن تتوج جلسات الحوار التي ستعقد اليوم بتفاهمات يحضرها الأمناء العامون في الفصائل الفلسطينية بعد مداولات داخل خمس لجان هي لجنة تشكيل حكومة توافق وطني ولجنة المصالحة ولجنة إصلاح الأجهزة الأمنية ولجنة الانتخابات ولجنة منظمة التحرير الفلسطينية.

 

وبدت الفتاة رشا غاضبة من استمرار الانقسام الفلسطيني منذ ما يقارب من العامين، مبدية تخوفها في حال تمت المصالحة من عدم تنفيذ ما يتم التوافق عليه من قبل بعض الأطراف".

 

وتقول:" أنا شخصياً لدي فرصة للسفر إلى الخارج، لكن حتى وإن فتحت المعابر فلن أخاطر بالخروج لأنني قد لا أستطيع ضمان العودة إلى الوطن، لأن ذلك مرهون بمزاج الاحتلال وليس بالمصالحة".

 

وتضيف :"الأصل أن يكون المعبر مفتوحا بمصالحة أو بغيرها وألا يرتبط بمصالحة مصيرها غير مضمون، وقد تفشل عند أول اختبار حقيقي لها"، ملفتة إلى أنها لا تعلق أيا من أحلامها على المصالحة التي لا تثق بنتائجها.

 

ويعيش الفلسطينيون منذ الخامس عشر من يونيو عام 2007، بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على القطاع من انقساماً حاداً، تسبب في شلل الكثير من المؤسسات الفلسطينية، وعاشوا خلالها حالة من الاستقطاب الحاد.

 

وحاول الفلسطينيون والعرب خلال هذه الفترة عقد مصالحات فلسطينية،إلا أنها كانت في معظمها تفشل بسبب التدخلات الأجنبية وخاصة من أمريكا و(إسرائيل)، إلى جانب رفض الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية.

 

أما باسل زقوت "24"عاما فيقول إنه ينتظر المصالحة بفارغ الصبر على أمل أن يتم معالجة ملف الموظفين المقطوعة رواتبهم  من قبل "حكومة فياض".

 

ويضيف:"لقد قطع راتبي بدون أن أعرف السبب، ومنذ وقت طويل وأنا أسعى لإعادته لكن دون جدوى، والحياة أصبحت صعبة للغاية فأنا كنت أنفق على عائلة كبيرة لا معيل لها غيري".

 

ويتابع:" أصبح أملي الوحيد في المصالحة أن تنصفني وتعيد لي راتبي المقطوع، وآمل أن يحدث ذلك قريبا ".

 

وقطعت "حكومة رام الله" منذ بدء الانقسام رواتب آلاف الموظفين الفلسطينيين بحجة العمل مع الحكومة الفلسطينية في غزة أو التعامل مع أفراد حماس ومصافحتهم، مما تسبب في خلل اجتماعي كبير وعاش آلاف الموظفين في ظروف صعبة جعلهم يبحثون عن لقمة عيش في مجتمع يعاني من نسبة بطالة مرتفعة.

 

وتتمنى الشابة آلاء عواد "19 عاما " أن تنتهي الحوارات بالقاهرة إلى إعلان المصالحة حتى ينتهي الخطاب الإعلامي الحالي الذي وصفته ب"المخزي ".

 

وتقول:"لقد بتنا نتقن في المناكفات وصنع الخلافات من لا شيء ونسينا قضايانا الكبرى كالقدس واللاجئين التي أصبحت لا تأخذ سوى حيز ضيق للغاية في إعلامنا الذي خصصناه لتجريح بعضنا البعض".

 

وتضيف:" آمل أن تسهم المصالحة في تغيير لغة خطابنا الإعلامي وان نترك الحديث في قضايا صغيرة لا طائل من ورائها لنوجه بوصلتنا نحو قدسنا التي تهود وقضايانا الوطنية الأخرى ".

 

وأردفت بالقول :"في حال فتح المعابر سيكون لدي الفرصة للسفر واكتساب خبرات  لطالما حلمت بالحصول عليها لكن وقف الاحتلال والانقسام عائقا أمامي في ذلك ".

 

من جانبه، يأمل المواطن محمد س في أن تسهم  المصالحة في إعادة الألفة والمحبة بين أبناء الشعب الفلسطيني بعد أن فرقتهم الخلافات، مبدياً أسفه لمظاهر الفرقة والانقسام التي قطعت الروابط الاجتماعية بين الناس رغم أنهم أبناء شعب واحد.

 

وقال:"على صعيدي الشخصي فالمصالحة تعني لي إعادة إعمار غزة مما قد يسهم في إعادة بناء بيتي الذي دمره الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة، الأمر الذي قد يعيد لي الأمل في المستقبل"، ملفتا إلى أن هدم بيته أضاع أمله بالاستقرار وبناء أسرة.

 

أما كمال فأوضح انه يعول على المصالحة في أن تسهم في فتح المعابر ودخول مواد البناء الأمر الذي سيمكنه من تجهيز شقته والتمكن من الزواج، معتبرا أن المصالحة ستحل كل المشاكل العالقة للشعب وسترسم له أملاً بمستقبل أفضل.

 

المواطنة هدى شبير 19 عاماً، رأت أن المصالحة تعني أن يتم تبييض السجون من المعتقلين الفلسطينيين، قائلة :"يؤلمني جدا أن أسمع أخباراً عن وفاة معتقلين تحت التعذيب بأيدي إخوانهم الفلسطينيين، إن هذا عار على جبين كل فلسطيني ولا بد لهذه المهزلة أن تتوقف، وآمل أن تحدث المصالحة قريبا حتى يقفل هذا الملف الذي يسيء لنضالات شعبنا".