إقبال ضعيف

بالصور "مهنة السنان" تُذْبح من الوريد إلى الوريد بسبب قلة الأضاحي!

الساعة 12:12 ص|29 يوليو 2020

فلسطين اليوم

مع بدايات العشر الأوائل من ذي الحجة من كل عام، لا يستطيع الحداد الفلسطيني أنيس الفيري "أنْ يحك رأسه"، بسبب التزاحم الشديد من قبل الناس داخل محله، رغبة منهم بسنٍ سكاكينهم، وسواطيرهم، وأدواتٍ حادة أخرى خاصة لذبح الأضاحي، إلى جانب محاولة الحلاقين سن شفرهم، والأمواس الخاصة بالحلاقة، استعدادا من الطرفين سواء الجزارين أو الحلاقين لموسم عيد الاضحى.

ويتخذ الفيري من صقل (تلميع وسنّ) السكاكين، عملاً له منذ حوالي 40 عاماً، مع إشارته أنَّ "سن الادوات الحادة" من المهن التي تنتعش بشكل موسمي، إذ ينشط محله غالباً في عيد الأضحى المبارك، بينما في الأيام والأسابيع والاشهر الأخرى يعاني من انعدام الحركة.

ويعتبر الموسم الحالي من أصعب المواسم على الفيري، إذ أنَّ اعداداً محدودة هي التي قصدت محددته، لسن السكاكين، وشفرات الحلاقة، مرجعاً السبب لقلة المضحين، الذين تراجعت أعدادهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والحصار المتواصل على قطاع غزة منذ 15 عاماً، والذي عطل المناحي الاقتصادية كافة.

وعلى الرغم من ضيق المكان ومشقة العمل في سن السكاكين، وارتفاع درجة الحرارة داخل الورشة، إلا أن "الفيري" يبدو سعيداً، ومنهمكاً في عمله، ومستمتعًا بضجيج ورشته، ومتحفزًا للعمل لإنجاز الطلبيات منه، مع اقتراب يوم النحر.

 ومن بين الشرار المتطاير، الناتج عن عمليات الصقل والشحذ؛ يقول الفيري: "نعمل على سن السكاكين والادوات الحادة منذ حوالي 40 عاماً، وعملت في غزة وفي المدن المحتلة عام 1948، ويعتبر سن السكاكين مصدر دخلٍ لعائلتنا".

وعلى الرغم من أنَّ محددته استقبلت عدداً من المضحين والجزارين، إلا أنه أشار إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية، وضعف الإقبال على محددته مقارنة في الأعوام الماضية.

ويقول: "الموسم الحالي ضعيف جداً مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب الحصار، والفقر، وأزمة فيروس كورونا".

ويشير إلى انَّ المواسم الأخرى كان الزبائن لا يستطيعون الدخول إلى محددته من كثرة الزحام داخلها، مشيراً إلى انَّ الأوضاع الاقتصادية أثرت

حال ابو محمد الفيري لا يختلف عن حال شقيقه الذي اشتكى من الاوضاع الاقتصادية الصعبة، قائلاً :"نحن في مهنة سن الأدوات الحدادة والسكاكين لا نعمل سوى في موسم عيد الاضحى المبارك، لكن هذا الموسم من أصعب المواسم علينا، فعلى الرغم من وجود حركة، إلا أنها ضعيفة مقارنة في المواسم الأخرى".

وأشار إلى انَّ اعداد المضحين تراجعت بشكل كبير، مستدلاً على تراجع الإقبال على الأضاحي بعدم قدوم أعدادٍ كبيرة إلى المحددة لسن السكاكين، متمنياً أن تتحسن الحركة في محددته خلال الأيام المقبلة، التي تسبق عيد الاضحى.

ويقول علاء محمد  (45 عاماً) أحد الجزارين الذين جلبوا سواطيرهم وسكاكينهم لشحذها :"إن النبي صلى الله وعليه وسلم أوصانا بسن السكاكين وشحذها عندما قال (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)".

وأشار إلى أنَّ الموسم الحالي يشهد تراجعاً واضحاً في الاقبال على الاضاحي، لافتاً إلى أنه أقدم لسن سكاكينه على أمل أن يطلبه بعض المضحين، لذبح أضحيتاهم في الأيام المقبلة، راجياً من الله ان يكون عيداً مباركاً على المسلمين، وان ينعم الله على فلسطين بالرزق والخير والتحرر.

 

سن السكاكين لذبح الأضاحي (12).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (11).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (10).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (9).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (8).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (7).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (6).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (5).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (4).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (3).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (1).JPG
سن السكاكين لذبح الأضاحي (2).JPG