خبر اسرائيل توجه سهام الاتهام الى وكالة « اونروا » وتقول انها توفر غطاء سياسيا لحماس

الساعة 03:10 م|25 فبراير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

صرح مسؤول حكومي إسرائيلي بارز لصحيفة "جيروزاليم بوست" ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" توفر بشكل ممنهج غطاء سياسيا لحركة "حماس".

 

وهاجم المسؤول الوكالة لتسليمها رسالة من "حماس" الى السيناتور الأميركي جون كيري عندما زار قطاع غزة الاسبوع الماضي. وسلمت رئيسة "اونروا" كارين ابو زيد الرسالة، بالاضافة الى مواد اخرى، الى كيري خلال زيارته القصيرة يوم الخميس الماضي الى غزة. وكانت الرسالة، التي كتبها مستشار في وزارة الخارجية التابعة لحركة "حماس" وتنصلت منها الحركة لاحقا، موجهة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما. وسلم كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الرسالة غير مفتوحة الى القنصلية الأميركية في القدس. وصرح كيري لشبكة "فوكس نيوز" الاخبارية بأنه لم يقرأ الرسالة ابدا لأنها كانت مقحمة بين اوراق ترويجية اخرى أعطتها الأمم المتحدة له.

 

وقال المسؤول الاسرائيلي البارز: "للأسف، فان هناك نمطا هنا". وأضاف: "ان احدا لا يجد من الغريب ان اونروا، التي تملك تفويضا انسانيا، هي أداة تمرر حماس عبرها رسائل الى الولايات المتحدة، وهذا يظهر فقط اين تقف اونروا".

 

وقال المسؤول انه علاوة على ذلك، فان "اونروا" تمارس ضغوطا في انحاء العالم لكي تتخلى الحكومات عن شروط المجتمع الدولي المسبقة الثلاثة للتحدث الى حماس- وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ الارهاب وقبول الاتفاقيات الفلسطينية - الاسرائيلية السابقة.

 

واضاف المسؤول انه لم يتضح بعد كيف ان هذا الأمر، او الدعوات من جانب "اونروا" الى "تحقيق دولي مستقل" بشأن جرائم حرب اسرائيلي مزعومة في غزة، يقع في اطار تفويض المنظمة.

 

ونفى الناطق باسم "اونروا"، سامي مشعشع، هذه المزاعم قائلا ان على المسؤول الاسرائيلي ان يتحقق من الوقائع أولا.

 

وقال مشعشع ان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون نفسه هو الذي دعا، اثناء زيارته لقطاع غزة، الى اجراء تحقيق حول ممارسات الجيش الاسرائيلي في غزة.

 

واضاف مشعشع انه بخصوص الاتهام الكلي بأن "اونروا" تتحدث الى حكومات دولية بالنيابة عن حماس، "فاننا لا نعمل على دعم طرف على حساب طرف آخر، وانما نعمل على دعم اللاجئين الفلسطنيين وتقديم المساعدة لهم".

 

ونفى ان تكون "اونروا" تمارس ضغوطا بالنيابة عن اي جهة، وقال ان المنظمة هي "وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، ومفوضة بتقديم الدعم ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس".

 

وبخصوص رسالة "حماس" الى كيري، قال مشاشه انها كانت قد وضعت عند بوابة مكتب "اونروا" وتحمل ختم السلطة الفلسطينية.

 

وقال مشعشع: "قمنا فقط بتسليمها الى الطرف المقصود. نحن لم نفتحها. ونحن لا نقوم بفتح بريد الناس الآخرين ولا نعرف ما مضمونها".

 

وتعرضت "اونروا" لانتقادات من جانب مسؤولين اسرائليين آخرين قالوا انها تردد اقوال خط "حماس".

 

وقال المسؤول الاسرائيلي البارز ان "اونروا" تبنت خلال عملية "الرصاص المسكوب" موقف "حماس" الداعي الى وقف لاطلاق النار بدون اية شروط مسبقة، مثل وقف تهريب الأسلحة واطلاق الصواريخ على اسرائيل. واضاف المسؤول: "انهم يعكسون فقط صدى مواقف حماس".

 

وقال المسؤول انه بالاضافة الى ذلك، فان الحركة كانت تنتقد بشدة التحركات الاسرائيلية خلال الحرب. وفي وقت من الأوقات، اشار ناطقون باسم "اونروا" الى ان ما لا يقل عن 40 مدنيا من الباحثين عن ملجأ قتلوا في السادس من كانون الثاني (يناير) داخل مدرسة تابعة لـ"اونروا" في جباليا.

 

وقال الناطق باسم "اونروا" كريستوفر غانيس خلال مقابلة في السابع من كانون الثاني في برنامج على اذاعة "الديموقراطية الآن": "أولا، بالنسبة الى الهجوم في جباليا، قلنا امس ان هناك 30 وفاة مؤكدة و55 اصابة، من بينها 15 في حالة حرجة. وللأسف، فان 10 اشخاص توفوا خلال الليل".

 

وقال غانيس في ذلك الحين: "ارتفع عدد القتلى من 30 الى 40. والناس في المجمع، هم بالمناسبة اكثر من 1300. والكثير منهم كان الجيش الاسرائيلي قد طلب منهم مغادرة منازلهم والانتقال الى مكان آمن. وبالطبع فان غزة فريدة في كونها حربا داخل سياج محدود الجغرافيا. ولكنهم جاؤوا مع ذلك- خائفين ومذعورين وضعفاء- الى مركزنا. كانوا ياتون الى ما اعتقدوا بانه ملجأ آمن محايد تابع للأمم المتحدة، والبقية جزء من التاريخ - 40 شخصا قتلوا".

 

وبحسب المسؤول الاسرائيلي، فان هذا كان مثالا على كيفية تبني "اونروا" بشكل روتيني وغير ناقد لروايات "حماس" وادعاءاتها عن الخسائر البشرية.

 

وبحسب الجيش الاسرائيلي، فان ثلاثة مدنيين فقط وثمانية الى 10 من مسلحي "حماس" قتلوا قرب المدرسة. وقال الجيش الاسرائيلي ان وحدة تابعة للجيش تعرضت لاطلاق نار من خلية لـ"حماس" قرب المدرسة وردت باطلاق النار، وأن المدرسة لم تصب بأية قذيفة.

 

وأصدرت الأمم المتحدة تقريرا معدلا في وقت سابق من هذا الشهر أقرت فيه بأنه نتيجة "لخطأ كتابي"، فانها كانت قد أخطأت عندما قالت في تقرير لها ان المدرسة تعرضت للقصف. وصرح غانيس لـ"جيروزاليم بوست" في الماضي بأن "اونروا" لم تذكر أبدا ان قذيفة اصابت المدرسة، وانما تحدثت دائما بعبارات اكثر عمومية عن الخسائر البشرية في المنطقة.

 

وقال مشعشع ان الاتهامات التي وجهها المسؤول الاسرائيلي "تقوض عملنا وتجعله القيام به اكثر صعوبة".

 

واضاف مشعشع ان هذا النوع من الانتقادات "يخلق الانطباع في اوساط الجمهور بشكل عام بأن اونروا ستنحاز الى طرف. ان الوكالة لا تنحاز الى اي طرف، بل تقوم بايصال المساعدات الانسانية، وسيكون يوما جميلا في غزة عندما نحول انتباهنا عن تقديم الدعم الانساني الطارىء الى التنمية البشرية". يذكر ان وكالة "اونروا" تقدم مساعدات غذائية اساسية لنحو 900 الف لاجىء فلسطيني.

 

وقال مشعشع: "نحن لا نؤيد الارهاب، ولا نتغاضى عنه"، مضيفا ان "اونروا" عبرت عن رفضها للهجمات الصاروخية الفلسطينية على مدنيين يعيشون في جنوب اسرائيل. وقال: "وبالروح ذاتها ندين تحركات الجيش الاسرائيلي التي تنتهك القانون الدولي".