خبر ماذا يقول الإسرائيليون عن حرب غزة؟!../ نواف الزرو

الساعة 01:50 م|25 فبراير 2009

25/02/2009  12:27 

 

فور اتخاذ الحكومة الاسرائيلية صباح /18/1/2009 "قرار "وقف العدوان على غزة" أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت "أن إنجازات الحرب على غزة تحققت"، ولخص المعلقون الإسرائيليون في الصحف إنجازات الحرب بتوجيه "ضربة عقابية لحماس"، و"زيادة قدرة الردع الإسرائيلية"، كما ركزت الصحف على "صمود الجبهة الداخلية"، و"استعادة الجيش لحيويته التي فقدها في حرب لبنان"- حسب تعبيرهم-، إلا" أن أكثر من معلق قالوا أن الحملة استنفذت أهدافها في الأيام الأولى وكان يجب أن تتوقف هناك وانتقدوا إطالتها".

 

- فماذا يقول الإسرائيليون في ذلك إذن…؟!.

- وإلى أي حد وأي مدى حققت "إسرائيل" فعلا أهدافها...؟!

 

المؤرخ الإسرائيلي المناهض صاحب كتاب "اختراع إسرائيل والشعب اليهودي" شلومو زاند "اتهم إسرائيل بتحويل القطاع إلى "محمية كبيرة، وأنها فقدت كل ضابط أخلاقي وهي لا تفهم غير لغة القوة". وقال "إن إسرائيل زرعت الخراب والأسى في كل مكان في غزة، وقتلت النساء والأطفال لغايات انتخابية، حيث كان توقيت الحرب ملائما من هذه الناحية "، ونفى "أن تكون الحرب قد حققت أهدافها، حيث لم تنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولم تستطع تقوية معسكر الاعتدال لدى الفلسطينيين".

 

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي أدلى باعتراف بالغ الأهمية التوثيقية حينما كشف النقاب عن "أن مجموعة من أفراد حماس كانت ترتدي زي الجنود الإسرائيليين حاولت التسلل إلى صفوف الجيش الإسرائيلي/ الجزيرة نت-2009/1/13"، وهذا الاعتراف من أهم وأبلغ الاعترافات على ما جرى، فهو يكشف لنا جانبا بمنتهى الأهمية من حقيقة المواجهات الميدانية التي حرصت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية على إخفائها...

 

وإذا ما أضفنا إليه تصريح الجنرال موشيه يعلون الذي شغل موقع رئيس أركان الجيش سابقا أيضا الذي قال: "ما فعلناه في غزة طوال الوقت المراوحة في المكان".

 

إلى ذلك -دعوة رئيس الموساد السابق "افرايم هليفي" إلى "عدم تجاهل حركة حماس عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة بعد العدوان على غزة/ يديعوت أحرونوت": "لأن حماس ورغم الضربات الموجعة غير المسبوقة التي تلقتها طيلة 22 يوما بقيت وصمدت"، مؤكدا: "أمطرنا قطاع غزة بالنار برا، بحرا وجوا، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر الفينيق وأدارت مفاوضات شرسة مع مصر، وهي تبحث عن حاجاتها، ووجهتها ليست الاستسلام".

 

فإننا نغدو بصدد ثلاث شهادات لثلاثة من كبار جنرالات العدو.....!.

نقول قد نكتفي بهذه الاعترافات -الشهادات ونتوقف...!

غير أننا بحاجة ملحة للمزيد والمزيد من الاعترافات والشهادات الاسرائيلية الموثقة ليس لسبب آني عاجل فقط، وإنما لغاية التوثيق التاريخي أيضا...!.

 

يضاف إلى كل ذلك، فإن لإعلان نتنياهو أن"المهمة في غزة لم تستكمل/ إسرائيل اليوم"، مدلولاته الكبيرة، موضحا: "أن حكومة برئاستي سيتعين عليها أن تصدر التعليمات لاستكمال المهمة"، و"هذا موضوع عزة ذاتية، أعتقد أن شعبا يحترم نفسه لا يسمح بأن يطلقوا عليه الصواريخ. بعد أن تعود إلينا العزة الذاتية، سنطالب الآخرين باحترامنا".

 

إلى ذلك أيضا - هاهو الوزير الأسبق يوسي سريد يؤكد: "الردع الذي حققه الفلسطينيون مع بنادقهم الخردة فاق ألف مرة الردع الذي حققه الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين مع كل دباباته ومروحياته، فضلا عن العبوات الناسفة التي بدأ يزرعها المسلحون في أماكن أكثر دقة وحساسية/ هآرتس".

 

ونتابع بعض العناوين التي تتحدث عن الجوهر ذاته:

فكتب موشيه آرنس- وزير الحرب الأسبق تحت عنوان" الردع أحلام" يقول: "حماس لا يمكن ردعها".

 

وهاهي مديرة الأبحاث في معهد الأمن القومي للأبحاث الدكتور "أنات كورس" توضح "أن العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة أضعفت حركة حماس، ولكنها لن تمنعها من إعادة بناء قوتها، وإعادة القدرة على تهديد إسرائيل من ناحية أمنية مجددا/ إذاعة صوت الجيش".

 

ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي قال: "إن قرار إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة كان خطأ منذ البداية ولم يكن لها أي داع بتاتاً/ يديعوت"، وقالت أسرة تحرير هآرتس "إن الخطر الأكبر يكمن في تصديق الجيش الاسرائيلي أنه قد انتصر في هذه الحرب".

 

وكعادته كشف جدعون ليفي /المحلل الاسرائيلي المناهض لسيلسات الاحتلال جوانب مما حدث في غزة، فكتب يقول: "بعد عودة آخر الجنود من غزة إلى البيت يمكن أن نجزم بيقين أنهم خرجوا إلى هناك عبثا، ففي هذه الحرب فشلت اسرائيل فشلا ذريعا، ليس الحديث فقط عن الفشل الأخلاقي العميق، بل عن عدم قدرتها أيضا على إحراز أهدافها المعلنة، وبعبارة اخرى أضيف إلى الثكل الفشل أيضا، لم نفد شيئا من هذه الحرب، سوى مئات القبور، وفيها لصغار، وآلاف المعوقين، والدمار الكثير وضعضعة صورة إسرائيل، إن ما بدا خسارة معلومة مقدما لقلة فقط يوم نشوب الحرب، سيتضح كذلك لكثيرين بعد زوال هتاف النصر/ هآرتس".

 

بل إن ضابطا إسرائيليا كبيرا اعترف قائلا: "نواجه مقاتلين مفخخين ومنازل ملغمة"، وزاد عسكريون إسرائيليون على ذلك بتشبيههم المواجهات الميدانية في غزة بـ"حرب فيتنام"، بل إن الأسر والقنص والأشباح أخطار تربصت بالمحتلين في غزة، كما قالت أسبوعية "لو كورييه إنترناسيونال" الفرنسية نقلا عن قائد لواء "غفعاتي" الإسرائيلي، الذي عاد وقال "المقاومة حولت غزة إلى مدينة متفجرات".

 

وأقر المحلل العسكري ناحون برنيع في "يديعوت أحرنوت" بأن عملية الجيش الإسرائيلي في غزة "لم تحقق نجاحاً بالمطلق"، بل وذهب إلى أبعد من ذلك مؤكدا: "إن لم نفتح المعابر لـ"حماس" طوعاً، فقد يأتي اليوم الذي يجبروننا فيه على فتح هذه المعابر".

 

لنصل في الخلاصة المكثفة في ضوء كل هذه الشهادات-الاعترافات الإسرائيلية الموثقة إلى تلك الحقيقة الكبيرة الناصعة: إن هذه الحرب العدوانية المحارقية الإسرائيلية على غزة، قد أخفقت في تحقيق أهدافها، وإن كانت حققت انتصارا حقيقيا فيها، فهو ذلك الانتصار المتعلق بمساحة الجريمة/ المحرقة التي اقترفتها قوات الاحتلال ضد الاطفال والنساء والشيوخ والبنى التحتية، بينما لم تنجح في تحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير بالنسبة لهم وهو "كسر شوكة الفلسطينيين ومعنوياتهم وإجبارهم على رفع الرايات البيض"..