خبر تسيبي الحمراء.. معاريف

الساعة 10:17 ص|25 فبراير 2009

بقلم: نداف هعتسني/كاتب يميني

من ينصت الى خطاب زعيمة كديما في الفترة الاخيرة ملزم بان يستنتج بانه تقف امامنا مُنظرة راديكالية من مدرسة اليسار المتصلب. من ناحيتها، شيء واحد فقط هام لدولة اسرائيل – اقامة دولة للفلسطينيين. بحماسة وتصميم تكرر لفني المرة تلو الاخرى الشعار الذي تصدر مظاهرات اليسار على مدى السنين – دولتين للشعبين وكأنها لم تكن ابنة ايتان لفني، بل تشي جيفارة. من ناحيتها، بدون "تقدم السلام" من خلال دولة فلسطينية، لن تقوم قائمة للدولة، ولا مستقبل للشعب ولا معنى لاستمرار وجودنا.

الحماسة الثورية لزعيمة كديما هجرها منذ سنين اليسار القديم، الذي تعلم شيئا او اثنين عن العالم الحقيقي، منذ اخترع هذه الشعارات المغلوطة. فالعمل منذ زمن بعيد بات على يمين لفني، وحتى ميرتس لم تعد حقا تدعي بان اساس وجودنا هو في رؤيا الدولة الفلسطينية. غير أنه مع هذه الرسائل تمكن مدراء حملة لفني في نهاية الحملة الانتخابية، من أخذ مقترعي اليسار. ولكن منذ الانتخابات ينشأ الانطباع بان لفني لم تخرج بعد من هذا المقطع الذي اخترعه لها اراد وادلر.

ليس واضحا الى أي مدى تؤمن لفني بالرسائل التي تسوقها. فهي تعرف حقا ما هو جوهر حزبها ولماذا اقيم. صحيح أنها تعيد كل مرة من جديد تصميم التاريخ وتنسب لرفاقها ايديولوجيا واستقامة لم تولدا ابدا، ولكن من مثلها يعرف لماذا فكك ارئيل شارون الليكود ولماذا خان جمهور الناخبين والمنتسبين ممن لم يوافقوا على ان يزودوه بحجة الغيبة الايديولوجية للتحقيقات الجنائية ضده. كما ان لفني تعرف كم جلبت سياسة اطفال الورود للحكومة المنصرفة من نزعة قوة مشوهة، ثكل ودمار.

من شدة دفع السلام الى الامام زودتنا هي ورفاقها بحربين عديمتي المنفعة وساعدوا بتعزيز كل من يسعى الى قبض روحنا. ومن غير المستبعد انه لدى لفني، مثلما هو لدى نموذج الاقتداء لديها – شارون، الشعارات والتعالي يشكلان غطاء للايغو ولدوافع شخصية عديمة الحدود. معقول ايضا الافتراض بان لفني مقيدة بتعهدات بعيدة المدى اطلقتها للامريكيين والاوروبيين من حدود 1967 وحتى حق العودة. وهي ببساطة غير قادرة على ان تهضم الانتهاك لهذه الوعود.

ولكن يحتمل ايضا أن تكون لفني قد تبنت، بعمرها المتقدم، الشعارات العابثة لليسار الكلاسيكي. اذا كان هذا هو الحال، فليس واضحا ما هو دور معظم اعضاء حزبها، رجال اليمين الذين يدعون بانهم يمثلون الوسط في اجلى صوره؟ هل تساحي هنغبي، روني بار أون، شاؤول موفاز وعتنئيل شنلر هم ايضا اصبحوا توائم لاوري افنيري؟ من الصعب التصديق. وعليه، فيمكننا فقط ان ننتظر جانبا لنرى اذا كان باقي اعضاء كديما سيسمحون لها بان تقودهم، بحماسة مسيحانية الكذب السلمية، الى الضياع السياسي.