خبر بين فتح وحماس.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:15 ص|25 فبراير 2009

بقلم: رؤوفين باركو

تجديد التفاوض بين قادة حماس وقادة السلطة الفلسطينية هو الان في طريق مسدود، بالرغم من ان ممثل حماس موسى ابو مرزوق، اتى مصر لبدء المحادثات.

توجد شحناء كبيرة بين المعسكرين. ففي غزة يتم القضاء على نشطاء فتح بضروب عجيبة من الموت وتنشر حماس في اليوم الاخير افلاما يعترف بها نشطاء من فتح بالتجسس من اجل اسرائيل بالتعاون مع السلطة الفلسطينية في رام الله وفي اثناء عملية "الرصاص المصهور". بل ان حماس تطلب اطلاق سراح ثمانين من اعضاء الحركة اعتقلوا في الايام الاخيرة في الضفة. ينكر مسؤول السلطة الفلسطينية الكبير ياسر عبد ربه التهم بغضب ويرجعها الى مؤامرات من دمشق ترمي الى افشال الحوار المرتقب. في هذه الاثناء تحاول سلطة ابي مازن حشد الاستقرار والتقدم في تحقيق الامن المدني، ومن اجل ذلك تحظى بتخفيفات تقدمية في الميدان من قبل اسرائيل.

المصريون الذين يحاولون دفع تسوية قدما، يضربون في هذه الاثناء كف بكف يأسا ويؤجلون من آن لاخر اللقاء بين المنظمتين بحجج مختلفة. ان نظرا سريعا في مطالب حماس يبين بلا صعوبة التغير الذي طرأ على صورة المنظمة ازاء وضعها الحقيقي في الضفة ايضا. فلم تعد حماس تشبه ذنبا كلب يحاول البصبصة. حماس في واقع الامر هي "الكلب" نفسه، وهي تحاول ان تغير قواعد اللعب تغييرا تاما. حتى لو بدا الان ان عداء المعسكرين الفلسطينيين بعضهما لبعض يغلب الكراهية المشتركة لاسرائيل، فان القاسم المشترك ما زال موجودا. الحديث في الاساس عن طلب "حق العودة" الى داخل اسرائيل في حدود 1948، وهو طلب يعني القضاء على اسرائيل.

لهذا فان الصراع الموجود بين الحركتين الفلسطينيتين متصل بطريق تحقيق الهدف المشترك، سواء أكان ذلك على مراحل او "بمقاومة" متصلة. في واقع الامر المسالة الشخصية هي السبب الرئيس لجعل تيارات في قيادة فتح تفعل كل شيء تستطيعه لافشال اي انجاز لحماس بتثبيت "التهدئة". كل بناء للقطاع من جديد وازدهار له تحت سلطة حماس بلا فتح ضربة اخرى لقادة السلطة الفلسطينية، لكن الامر الاهم هو ان الجدل بين القيادتين لا يتجاوز الصفوف بين الجماهير. قدر احد النشطاء السياسيين الفلسطينيين ان شعبية حماس في الضفة ايضا تبلغ ثمانين في المائة بين السكان. حتى لو كان مخطئا فان هذه ظاهرة لن تنجح اي تغطية اسرائيلية سياسية في الطمس عليها كما يبدو.

حماس في الحقيقة هي ارادة الشعب الفلسطيني. وهي ايضا الثمرة العفنة لتجربة الديمقراطية الفلسطينية التي اشرف عليها بنشاط جم الرئيس جيمي كارتر. يمكن ان نفرض ان هذه كما يبدو ستكون نتيجة عملية انتخاب في المستقبل في الضفة ايضا. "الديمقراطية" التي تعترف بها حماس كما ينبغي ان نذكر، هي اداة مساعدة فقط لسلطة اسلامية شمولية، لا تعترف بالديمقراطية الغربية كطريقة حكم بل كقاعدة تقود فقط الى نظام رايته البندقية. لكن الطريقة الى هناك تمر بمحادثات التقريب بين الفصائل الفلسطينية.

ننتقل من الفلسطينيين الينا. عندنا ايضا يشترك اكثر الاسرائيليين في المبادىء الاساسية نفسها، لكن كل من يراقب ما يجري على الفلسطينيين يعجب من اننا لم نتفق بعد على حكومة وحدة. تبدو حجج الامتناع من حكومة وحدة بذريعة مثل "عدم الرؤيا" مثل تغطية على خيبة امل شخصية ومثل تهرب ويؤسفنا ذلك.