اختلاق الأزمات الفلسطينية الداخلية لمصلحة من؟.. بقلم/حسن لافي

الساعة 07:33 م|16 يوليو 2020

فلسطين اليوم

تعاني " اسرائيل" من أزمات داخلية متلاحقة ومتعددة وتطال شرائح اجتماعية مختلفة، والحكومة كونها حكومة وحدة صهيونية معتمدة على مبدأ التبادل في رئاستها، من الواضح انها اضافت ازمة أخرى على الأزمات، وهي ازمة خلط العمل السياسي الهادف لزيادة اوراق القوة السياسية للأحزاب المشاركة في الحكومة وقيادتها  بالعمل المهني الحكومي لمواجهة تلك الازمات، مما زاد من الطين الصهيوني بلة.

لكن الغريب في الامر، انه في ظل هذه الازمات الداخلية الصهيونية الحقيقية، وضعف جبهتا الداخلية، هناك محاولات من البعض في الداخل الفلسطيني خلق ازمات فلسطينية داخلية، تمنع من استثمار الموقف الفلسطيني الموحد على الاقل في مواجهة قانون الضم وتطويره لعملية مواجهة مع الاحتلال في فترة زمنية يعاني من ضعف حقيقي داخلي.

مجموع القضايا التي تم هندسة تفجيرها داخل المشهد الفلسطيني وفي توقيتات حساسة تجبر المتابع لها  قراءتها من منظورات أمنية استخباراتية اكثر من المنظور السياسي.

وبداية يجب طرح عدة أسئلة:-

*. لمصلحة من  يتم فتح قضية العملاء في انتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧، والكل الفلسطيني يدرك ان هذا الملف تم اغلاقه لما فيه من تداعيات خطيرة على النسيج المجتمعي الفلسطيني؟.

*.لمصلحة من يتم شيطنة المقاومة واظهار قياداتها وكوادرها على انهم حفنة من العملاء والمتخابرين مع الاحتلال، والتشكيك بكل تضحياتها، وتقزيم انجازاتها، والتركيز فقط على عثراتها؟.

*. لمصلحة من  اعادة خلق الفوضى داخل قطاع غزة من خلال عمليات تخريبية تحت مسميات مشبوهة، ليصبح المواطن الفلسطيني غير آمن في بيته ولا في مجتمعه؟.

بالتأكيد ان المصلحة من وراء ذلك تهدف إلى   :-

اولا، حرف البوصلة الفلسطينية عن صراعها الرئيسي مع الاحتلال في ظل ازماته الداخلية الخانقة، واشغال المقاومة بالدفاع عن نفسها امام شعبها، واستنزافها بقضايا مجتمعها الداخلية بعيدا عن الاحتلال.

ثانيا، السعي وراء نزع الثقة بين الحاضنة الشعبية وما بين المقاومة، واظهار ان المقاومة وقياداتها عبارة عن عبء على الشعب وليس جدار حارس لهذا الشعب وقضيته، الأمر الذي له تداعيات خطيرة  وعلى كافة المستويات السباسية والامنية.

ثالثا، وأد حالة الاتفاق الفلسطيني الحالية وهي في البدايات قبل ان تتحول لاليات يتم توحيد الصف الفلسطيني بناء عليها.

رابعا، تشويه الفلسطيني أمام الجماهير العربية، والعمل على قطع آخر خيوط التعاطف العربي مع الفلسطيني بشكل عام ومع مقاومته بشكل خاص، سواء من خلال اظهار الفلسطينيين عملاء مع الاحتلال، او من خلال الصاق تهمة الارهاب الداعشي لغزة، وبالتالي يبقى الباب مفتوحا دون اي عائق امام التطبيع العربي المتسارع تجاه دولة الاحتلال.

خامسا، الفوضى والازمات تعتبر البيئة المثلى للعمل الأمني الاستخباراتي للعدو داخل اي منطقة، فعندما تسود الخلافات يصبح لكل فعل  للعدو ساترا امنيا يختفي من وراءه، خاصة ان غزة تحمل في احشاءها قضايا كبرى للاحتلال مازال يبحث عن فك شيفرتها المعقدة ، خاصة ان  مرارة تجاربه السابقة معها مازالت في فم مسؤولي الشاباك والاستخبارات في كيان الاحتلال.

ليس كل من انتقد خائنا، وليس كل  من أضاء صوب الخلل حاقدا، ولكن لنحذر ممن يعلو صراخهم مطالبين بدم سيدناعثمان ويرفعون  قميصه على أسنة رماحهم ليس إلا ليطعنوا الوطن ومقاومته لحسابات مصلحة العم سام وام هارون.

كلمات دلالية