خبر كاتب إسرائيلي: إسرائيل توصلت عبر الدراسات الأمنية والإستراتيجية الي استحالة القضاء على المقاومة

الساعة 08:28 م|24 فبراير 2009

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

أكد الكاتب الإسرائيلي في الشؤون الإستراتيجية "داني بركوفتش"  أن إسرائيل توصلت عبر معظم الدراسات الأمنية والإستراتيجية الإسرائيلية إلى استحالة القضاء على المقاومة في المناطق التي تحتلها، ولذلك فهي تسعى فقط لإضعافها سواء حزب الله في لبنان أو حركة حماس في فلسطين، خاصة بعدما جربت ولاحظت أنه كلما اغتالت مقاوماً حل محله عدد من المقاومين.

جاءت هذه الخلاصة للكاتب الإسرائيلي في كتاب بعنوان "هل يمكن قطع رؤوس الهيدرا؟", ومن خلال عنوان الكتاب يؤكد الكاتب على استحالة القضاء على المقاومة, حيث أن "الهيدرا" التي قصد بها المقاومة هي كائن خيالي له سبعة رؤوس، كلما قَطَعْتَ رأساً منها نبت مكانه رأسان، والكتاب هو إجابة عن سؤال: كيف يمكن إضعاف المقاومة.

ويتتبع "بركوفتش" في كتابه عوامل القوة عند المقاومة في فلسطين ولبنان, ويقترح الآليات لإضعاف هذه العوامل, ويُرجع قوة المقاومة في ثلاثة عوامل وهي: (قوة الإيمان والعقيدة، عمق التجذر الشعبي للمقاومة, والعلاقات مع القوى الإقليمية).

أما عامل القوة الأول لدى المقاومة يتمثل بحسب الكاتب في قوة الإيمان والعقيدة الموجودة عند المقاومين، واعتبر أن مفهوم الاستشهاد يمثّل ترجمة عملية لقوة العقيدة, وانه على هذا الأساس تبني المقاومة في فلسطين ولبنان أملها في التحرير.

ويقترح "داني بركوفتش" إستراتيجية تعمل على إضعاف هذا العامل من القوة لدى المقاومة، من خلال قيام إسرائيل والولايات المتحدة من خلفها بمحاصرة الثقافة التي تنتجها وتحض عليها من جهة، وتشجيع كل ما من شأنه التشكيك في أهميتها في نفوس أنصار المقاومة عموماً، وتفتيت هذه النواة العقيدية الصلبة التي تشكل مرجعية عليا لكل نشاطات المقاومة وبرامجها, إلا أن "بركوفتش" أوضح أن إسرائيل يتملكها انزعاج من الإعلام المقاوم الذي بدأت مؤسساته تزداد لدى حركة حماس وحزب الله، والذي ادى لكسر الاحتكار الإسرائيلي للرواية الإعلامية.

أما العامل الثاني هو التعاطف الشعبي الذي اكتسبته المقاومة عبر شبكة العمل الاجتماعي والخدماتي الذي زاد من شعبية حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان, لذلك يدعو "بركوفتش" لإضعاف هذا العامل عبر فرض الحصار الاقتصادي والتجويع، والتهجير، وتوجيه الضربات العسكرية للأهداف المدنية بحجة وجود المقاومة، وتكثيف التغطية الإعلامية التي تبرر الضرب والحصار بوجود المقاومة بحجة الدفاع عن النفس، مع دمغ المقاومة دائماً بوصف الإرهاب؛ حتى يمكن عزلها عن محيطها الاجتماعي، وحرمانها منه كحاضنة طبيعية لها.

أما بخصوص العامل الثالث، فهو يتمثل في العلاقات الإقليمية التي تضمن للمقاومة القدرة على العمل لفترة طويلة، ومن ثم تزيد الأعباء التي تتحملها إسرائيل في مواجهتها.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن إضعاف قوة الروابط الإقليمية للمقاومة تكون من خلال تقديم الإغراءات، أو تهديدات للأطراف الإقليمية الداعمة للمقاومة (سوريا وإيران)، وزيادة محتويات سلة الحوافز أو التهديدات التي تجعل هذه القوى تفضل القبول بالسلة الأكثر فائدة والأقل ضررا لها, كما يقترح الكاتب في الحد الأدنى شق العلاقة بين إيران وسوريا.