خبر بدائل رخيصة لإعادة إعمار غزة بعيداً عن الحديد والإسمنت

الساعة 06:38 م|24 فبراير 2009

فلسطين اليوم: غزة

تعكف مجموعة من المهندسين والخبراء الأردنيين بمجال الإسكان على تقديم أوراق خبرة فنية وافية للمهندسين في قطاع غزة بهدف إعادة إعمار المنازل هناك دون الحاجة للمواد الأولية الممنوعة من دخول غزة سيما الحديد والإسمنت.

 

وكشف رئيس جمعية المستثمرين بقطاع الإسكان أن مجموعة من الخبراء الأردنيين سينقلون للمهندسين بقطاع غزة قريباً خبرات لبناء المنازل التي جرى تهديمها، من الطين ومواد أولية يمكن توفيرها من القطاع.

 

زهير العمري قال للجزيرة نت إنه يمكن إنتاج طوب طيني بقوة كسر عالية بالقطاع بواسطة ماكينات يدوية أو هيدرولوكية، بعد إضافة كميات من "الشيد" ليتم إنتاج الطوب الطيني بفترات قياسية تساعد في إعمار المنازل ذات الطابق أو الطابقين دون الحاجة للإسمنت أو حديد التسليح.

 

كما يؤكد أن إنتاج هذا النوع من الطوب الطيني ممكن في قطاع غزة خاصة أنه يتمتع بجودة عالية جدا، حيث أثبتت فحوصات علمية أن قوة الكسر لهذا النوع أكبر بكثير من الطوب الإسمنتي.

 

وتواصل لجنة من نقابتي المهندسين والمقاولين وجمعية مستثمري الإسكان اجتماعاتها بالعاصمة عمان قبل أن تنقل ما توصلت له من خبرات فنية للقطاع.

 

ويؤكد نقيب المهندسين في حديث للجزيرة نت أن "اللجنة العليا لإعمار قطاع غزة" والمشكلة من الهيئات الثلاث المذكورة، ستقوم بتدريب مهندسين وخبراء بقطاع غزة على استخدام البدائل للحديد والإسمنت.

 

ولفت وائل السقا إلى أن التدريب سيجري عبر الربط التلفزيوني إذا ما تعذر وصول مدربين للقطاع بسبب الحصار، مشيراً إلى أن الخبرات الأردنية ستعزز بخبرات مصرية بعد أن قدم مهندسون مصريون العديد من الأفكار الإبداعية المماثلة.

 

 

 

ويشير نقيب المهندسين الذي زار مع وفد كبير من المهندسين قطاع غزة مؤخراً، إلى أن اتصالات أجريت مع نقابات وهيئات هندسية بدول عربية وإسلامية واتحادات هندسية إسلامية بأميركا الشمالية وأوروبا، انتهت إلى تشكيل الهيئة العربية الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة.

 

وشدد على أن جهد هذه الهيئة شعبي ولا علاقة له بالأطر الرسمية لإعادة الإعمار، وأنها ستنشئ صندوقاً بجهود شعبية ومشاركة مؤسسات مجتمع مدني تقدم الخبرات والأموال لإعادة الإعمار.

 

وقال السقا إن جهد إعادة الإعمار سيتم على ثلاث مراحل؛ الأولى سريعة وتتضمن تقديم بدائل للبناء لا تتضمن الحديد والإسمنت، والثانية متوسطة وتتضمن إعادة الإعمار في حال تم فتح المعابر بشكل جزئي، والأخيرة طويلة الأمد وهذه ستكون في حال فتح المعابر وفيها ستتم إعادة بناء كامل البنية التحتية المدمرة بقطاع غزة.

 

وكانت نقابة المهندسين دعت في إعلانات نشرتها بالصحف الأردنية المهندسين لتقديم خبراتهم لإعادة إعمار قطاع غزة دون الحاجة للحديد والإسمنت.

 

ويؤكد السقا أن النقابة تلقت عشرات الأفكار الإبداعية مشفوعة بالطرق العلمية لتنفيذها، وأعدت قائمة من البدائل العملية سيتم وضعها ضمن أسس علمية ومواصفات ستفضي إلى إيجاد بدائل تمكن من تهدمت بيوتهم بزمن قياسي إعادة بنائها دون انتظار فتح المعابر وتوفر المواد الممنوعة من دخول القطاع.

 

ولعل المثير بحديث م. العمري تأكيده أن قطاع غزة سيشهد ولادة نظام جديد من البناء (عبر استعمال الطين) بات يستخدم حالياً بالولايات المتحدة وبعض دول أوروبا.

 

وقال أيضاً إن ميزات هذا النوع من الطوب الطيني أنه سريع الإنتاج والبناء، كما أنه لا يحتاج لأعمدة تسليح من الحديد، وشكل البناء منه جميل كما أنه عازل ممتاز للحرارة صيفا والبرودة شتاء.

 

 

وتابع "يمكن بناء منزل من الطوب الطيني بمساحة طابق أو اثنين على الأكثر خلال أيام فقط، وتوقع أن تجد هذه التقنية رواجا بقطاع غزة "ومن ثم ستنتقل للمحيط العربي كونها رخيصة الكلفة وجميلة المظهر".

 

وكشف السقا عن أن اجتماعا تأسيسياً للهيئة العربية الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة سيعقد بالنصف الأول من مارس/ آذار المقبل بالعاصمة اللبنانية بيروت، بهدف إيجاد إطار يجمع الجهود المدنية والشعبية لإعادة إعمار غزة.