خبر بناء الذات في المعارضة- يديعوت

الساعة 10:48 ص|24 فبراير 2009

بقلم: جادي طؤوب

يمكن اطفاء صافرات الانذار. نتنياهو لن يسير بنا نحو هوات السياسة اليمينية المتطرفة، وذلك لان مثل هذه السياسة غير ممكنة. حكومة يمينية ضيقة لن تنزع حق المواطنة من عرب اسرائيل، لن تقصف ايران صباح الغد، لن تعيد احتلال غزة، لن يكون بوسعها التنكر لخريطة الطريق، وينبغي الافتراض بان تحت العين المفتوحة لاوباما لن يكون بوسعها ايضا زيادة وتيرة الاستيطان.

 ولكنه يمكنها بالتأكيد اتخاذ سياسة اقتصادية يمينية، وهكذا ستفعل اغلب الظن في كل الاحوال، وذلك لان هذا هو بالنسبة لنتنياهو دين. حكومة واسعة تضم اليها كاديما لن تصد اقتصاد نتنياهو، وذلك لان كاديما لا يطرح بديلا يميل الى اليسار، مثلما يفعل الان معظم العالم. المعنى، انضمام كاديما الى الحكومة ما كان ليغير الكثير من سياسة الحكومة، بل يوفر لها فقط ورقة التين. بدلا من ان يقف نتنياهو امام ناخبيه وامام التركيبة المتطرفة لحزبه ليقول لهم الحقيقة – في ان كل صواريخ القسام في العالم لن تعيد ارض اسرائيل الكاملة، مع كاديما في الحكومة يمكنه ان يستخدم حزبه ليصد كل محاولة لتحرك باتجاه التقسيم وكذا ابقاء اليمين المتطرف في حزبه تحت جناحيه.

 في الجولة الانتخابية القادمة، والتي يبدو انها ليست بعيدة، يمكن لليكود ان يتحدث مرة اخرى عاليا عاليا بلهجة اليمين الصقري، وكأنه لو لم يوقفه معتدلو كاديما لكان بوسعه ان يحقق رؤياه. بتعبير اخرى، انضمام كاديما الى حكومة شلل غير كفيل بان يمنع الشلل، بل فقط ان ينقل الذنب عنه الى كاديما.

 في قيادة المعارضة يمكن لكاديما ان يمنع ايضا ميرتس ومعتدلي العمل من ان يصوروا انفسهم كبديل وحيد لليمين. الحقيقة هي ان البديل للمستوطنين في هذه اللحظة ليس "السلام"، بل السعي الى التقسيم حتى بدونه. زمن طويل مر الى ان تنكر الناخبون لتضليل المفاوضات وسيكون من السيء جدا ارجاع وهم الاتفاق المقترب. تحت رعاية هذا المقترب تتطور المستوطنات وتظهر هذه الحقيقة الحاسمة: من اجل انقاذ الصهيونية من ثنائية القومية سيتعين علينا اغلب الظن ان نفرض تقسيم البلاد على شريك رافض.

 كاديما في المعارضة سيضمن ايضا للعمل ان يبقى هناك. وهذا ايضا خير. ايهود باراك يجب ابعاده عن وزارة الدفاع وعن رئاسة حزب العمل. فهو لم يسهم في شيء في وجوده هناك من حيث الخروج من المناطق ولم يحرك ساكنا لاخلاء البؤر الاستيطانية. فقد ابعد الناخبين عن العمل والان هو ايضا يضيع نتائج الحملة في غزة لانه يسمح بتدهور السياسة الحازمة حيال حماس الى حرب استنزاف خفيفة. في هذا الموضوع يحتمل ان يكون صقور الليكود بالذات افضل: الردع لا يتحقق بالتذبذب المليء بالذكاء بل بالتصميم الذي لا يحتمل التذاكي.

 والاخير: كاديما حظي بانجاز مثير للانطباع رغم تصريحات المحللين بانه "معسكر لاجئين" و "حزب اجواء". ونبع الانجاز من اسباب عميقة. فمعظم الجمهور يرفض التقسيم القديم بين "معسكر السلام" وبين "معسكر الاستيطان". وهو لا يريد تقسيما يكون اسيرا لدى المستوطنين من جهة ولدى ابو مازن من جهة اخرى. كاديما يحتاج الان للوقت لبلورة هذا الموقف وتأكيده، ولبناء مؤسسات الحزب. عليه ايضا ان ينظف الاسطبلات: من الفساد، من رافضي التقسيم، من الراكبين بالمجان. كل هذا لازم لاستقرار الوسط السياسي. لن يكون هناك سبيل اخر لعمل ذلك تحت نتنياهو، اذا ما اختار هذا الحزب الكراسي على حساب الطريق