خبر الطيبة أولا -معاريف

الساعة 10:45 ص|24 فبراير 2009

 بقلم: آفي رتسون

وكأنه لم تكن انتخابات والشعب لم يقل قولته، تواصل السيدة تسيبي لفني ترهيبنا. ليس لدي ما أفعله في حكومة غير مستعدة لان تعلن عن استمرار المسيرة السياسية وتوافق على دولتين للشعبين، تقول. عن سياستها، التي أدت الى حربين للشعبين، قفزت زعيمة كديما بخفة. فمن يتذكر الدمار والخراب في غزة، بما في ذلك مئات القتلى من الفلسطينيين الابرياء في مخيمات اللاجئين في القطاع كنتيجة لذاك الرصاص المصهور. ولما لم يتبقَ لنتنياهو بدائل، فانه سيضطر الى أن يشكل حكومة ضيقة الى أن ينضم اليها لاعبو تعزيز من كديما او من العمل او من هذين الحزبين معا.

وفي هذه الاثناء، والى أن تنجلي السماء السياسية، وكي يوضح بانه رغم أن زعيم الليكود لن يتخلى عن المبادىء المتعلقة بامن الدولة فانه ملزم بان يضع على راس جدول اعماله المكتظ، مشكلة عرب اسرائيل المعقدة ايضا. ليس هذا هو الوقت للدخول في غياهب التاريخ والاختلاف في مسألة من وماذا أدى الى التوترات بين المؤسسة الرسمية والوسط العربي.

كثيرون وطيبون يدعون بان الذنب ليس فقط هو ذنب القيادة الفلسطينية المحلية، الفاسدة وذات نزعة القوة، التي كل رغبتها هي تخليد المشاكل وليس حلها، وبذلك في واقع الامر تخليد حكمها. ايبدو هذا معروفا من اماكن مجاورة؟ معقول الافتراض ان كذلك. ولكن لا يمكن تجاهل تلك الاصوات التي تدعي بانه على مدى السنين كان للحكم المركزي نصيب معتبر في الفجوات والتوترات الناشئة. مرة اخرى، ليس على خلفية القومية أو العرق. في دولة اسرائيل يوجد ما يكفي من القطاعات المظلومة والقطاع العربي ليس سوى واحد منها. وعليه، حسن يفعل نتنياهو اذا ما عمد في ذات السلام الاقتصادي الذي يتحدث عنه في السياق الفلسطيني،  الى تطبيقه على عرب اسرائيل اولا.

امام ناظر نتنياهو، بل وربما كالشمعة امامه، يجب أن يكون موقفه موقف وسلوك مناحيم بيغن الذي قاد الكفاح لالغاء الحكم العسكري، رغم معارضة مباي وبن غوريون. معالجة مشاكل عرب اسرائيل لا ينبغي ولا يمكن ان تكون سياسية حزبية بل موضوعية صرفة ويجب ان تقفز عن قادة الجبهة الديمقراطية والتجمع الديمقراطي.

هذه المعالجة الجذرية ليست استفزازا لافيغدور ليبرمان. إذ ان ليبرمان قد يكون قوميا متطرفا ولكنه ليس عنصريا. هو أيضا يعرف أن الدخول في اعماق الوسط العربي من شأنه أن يقلل التوترات وان يخلق الفرصة للحوار العملي الذي سيجدي الجميع. 

كما أن هذه هي فرصة ممتازة للعودة الى مناحيم بيغن وذكر مشروع اعمار الاحياء الذي غير وضع الكثيرين من مواطني اسرائيل واعتباره نموذجا للاقتداء.

لهذا الغرض على نتنياهو ان يعين وزيرا عربيا في حكومته. رجل فكر من الوسط غير السياسي، شخصية مثالية لا تفكر باصوات العرب بل بمستقبل اطفالهم، بانخراطهم في حياة الدولة وتحولهم الى مواطنين متساوي الحقوق عمليا وليس فقط بفعل ذاك البند في وثيقة الاستقلال التي تتحدث عن ذلك.

ليس مهما لمن صوتت تلك الشخصية في تلك الانتخابات وما هو رأي الوزير العربي المرشح في النزاع مع العالم العربي. هذه المواضيع ليست ذات صلة في قضيتنا في هذه اللحظة.

كما أنه يفترض أن يكون لذاك الوزير بابا مفتوحا ليس فقط في ديوان رئيس الوزراء بل وان يجد اذنا صاغية وابوابا مفتوحة لدى تلك المحافل في وزارة المالية التي بوسعها أن تساعد المشاريع واذا كان من السذاجة الحديث عن الانصات والانفتاح عندما يدور الحديث عن اولئك الفتيان الاسطوريين في المالية، فعلى الاقل ندعوهم الا يعرقلوا.

امور اكثر مما ينبغي موضوعة هنا على كفة الميزان كي نتعاطى معها باستخفاف او بالغرور الاسرائيلي المعروف. فمن يدري، لعل الطريق الى الشرق الاوسط الجديد تبدأ على الاطلاق من الطيبة وليس من الدهيشة.