ضابط اسعاف في "الهلال الأحمر" يساهم في انجاح ولادة امرأة مصابة بـ "كورونا"

الساعة 01:47 م|05 يوليو 2020

فلسطين اليوم

لم يكن المواطن سامر الزغير (32 عاماً) من الخليل، يتوقع أن يجد نفسه، وزوجته الحامل المصابة بفايروس "كورونا" في وضع لا يحسدان عليه، مع مداهمة آلام الولادة لها.

يقول الزغير ويكنى بـ "أبو مالك": داهمت آلام المخاض زوجتي قرابة الساعة الرابعة فجراً، وكان هناك ترتيب مسبق بأن تتم الولادة في مستشفى الهلال الأحمر في حلحول شمال الخليل، فتوجهت إليه، لكن هناك تم الاعتذار عن ادخال زوجتي بحكم تحويله لمركز لاستقبال الحالات المصابة بفايروس "كورونا".

ويضيف: قمت بعدة اتصالات لطلب المساعدة، قبل أن أرن على رقم الطوارئ الخاص بجمعية الهلال الأحمر(101)، فرد علي ضابط الإسعاف أحمد السيوري، الذي ظل متواصلا معي لحظة بلحظة حتى تمت الولادة بسلام في النهاية.

ويعتبر الرقم (101) مركز الاتصال المركزي لكافة محافظات الضفة الغربية، وما لا يعلمه كثيرون أن من يداوم فيه ضباط اسعاف ذوو كفاءة، بالتالي فإن دورهم ليس مقتصرا على الرد على الاتصالات، بل اعطاء تعليمات وارشادات اسعافية للتعامل مع الحالات المرضية إلى حين وصول الطاقم المخصص لهذا الغرض.

كما أن العاملين في مركز الاتصال المركزي، هم ضباط عاملين في الميدان، ويستطيعون بحكم الخبرة النظرية والتجربة العملية التدخل بصورة فاعلة في كثير من الحالات أسوة بما حصل مع الزغير.

على أي حال، يشير الزغير إلى أن "السيوري اقترح علي التوجه إلى مستشفى عالية الحكومي، وأبلغني بنيته التنسيق لاستقبالها هناك، وبالفعل فقد أجرى عدة اتصالات، لكنهم اعتذروا عن استقبال زوجتي بحكم اصابتها بالمرض، بيد أنه في هذه الأثناء فإن زوجتي كانت قد وصلت إلى مرحلة الولادة، فقمت بإدخالها إلى خيمة فرز المرضى الموجودة أمام المستشفى، وبالفعل قمت بتوليدها بنفسي".

ويوضح الزغير، ان السيوري، وهو ضابط اتصال يعمل في مركز الاتصال المركز بالإضافة لكونه ممرضا يعمل في مركز الاسعاف والطوارئ التابعة للجمعية في بلدة نعلين غرب رام الله، ظل يعطيه التعليمات خطوة تلو أخرى إلى ان انتهت الولادة بسلام، قبل أن يأتي طبيب من المستشفى، ويتولى قطع الحبل السري، ليصار بعدها إلى ادخال الأم والمولودة "ميلا" إلى المستشفى حيث تم الاطمئنان عليهما.

يقول الزغير: لقد واجهت ظرفا عصيبا، لكن الجمعية لم تقصر معي بالمطلق، بالتالي ولدت زوجتي طفلنا الرابع، وهما الآن في المنزل بصحة جيدة.

بالنسبة إلى السيوري، فإن حالات الولادة لا تبدو صعبة عليه، فهو في كل أسبوع في "مركز نعلين" يشهد حالات ولادة.

ويقول: وردني بلاغ "اتصال" قرابة الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم، بخصوص حالة ولادة، فطلبت منه بعد أن أبلغني بالتفاصيل أن يتجه إلى مستشفى عالية، وقد حاولت اقناع غير مسؤول فيه بإدخال الأم إلى المستشفى، الذي هو أصلا غير مخصص لاستقبال حالات مصابة بكورونا، وتحديدا الحوامل حيث يتم تحويلهن في العادة إلى رام الله، لكن بما أن الظروف لم تسمح، بقيت على الخط مع أبو مالك، وأعطيته الارشادات اللازمة إلى أن تمت الولادة.

ويتابع: التعامل مع حالات الولادة أمر روتيني بالنسبة إلي، وأنا سعيد بقدوم الطفلة وكونها ووالدتها بصحة جيدة، فهذا هو المهم.

 

 

كلمات دلالية