خبر نيران الاحتلال تمنع مزارعي بيت لاهيا من العودة إلى أراضيهم بعد توقف الأمطار

الساعة 06:17 ص|24 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

بعد انقضاء ثلاثة أيام عاصفة وماطرة توجه المزارع سعيد أبو حالوب إلى مزرعته القريبة من السياج الحدودي شمال بيت لاهيا لتفقد مزروعاته، لكنه عاد مسرعاً بعد أن سمع أصوات إطلاق نار وقصف.

حاول أبو حالوب مرة أخرى العودة إلى مزرعته للعناية بمحاصيل الخضراوات التي زرعها قبل نحو أسبوعين لكن إطلاق النار استمر لوقت غير قصير.

تيقن أبو حالوب ( 28 عاماً) من أن المنطقة تشكل خطرا كبيرا على حياته فقرر تركها وإعادة المحاولة في يوم آخر.

أبو حالوب قال وهو عائد إلى أرض بعيدة نسبياً عن السياج الحدودي: هنا أيضا توجد مخاطر إطلاق النار العشوائي.

وأضاف: منذ أن انتهت الحرب وعدنا لممارسة العمل وإطلاق النار مستمر بشكل شبه يومي لكنه هذه المرة غير المعتاد، معرباً عن تخوفه من الوصول لأرضه نظراً لأنها قريبة من السياج الحدودي الذي تتمركز عنده الدبابات الإسرائيلية.

يُشار إلى أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها أكثر من مرة باتجاه الأراضي الزراعية في مناطق السيفا والشيماء والعطاطرة المحاذية للسياج الحدودي، أمس.

المزارع أبو حالوب يعمل في زراعة أصناف متعددة من الخضراوات المسوقة محلياً بأسعار متواضعة، وهو يرى في ذلك البديل الملائم بعد أن تكبد خسائر مادية نتيجة لتجريف أرضه التي كانت مزروعة بأشتال التوت الأرضي بعد فشل موسمه هذا العام نتيجة الحصار والحرب.

وقال إنه يعمل مع شقيقيه في أرض استأجرها والده بثمن زهيد نظراً لوقوعها بالقرب من السياج الحدودي، مشيراً إلى أن استئجار أرض هناك يعد مغامرة كبيرة نظراً للظروف الأمنية غير المستقرة.

تحسن الأحوال الجوية دفع بالكثير من المزارعين إلى التوجه لأرضهم لمتابعتها مستبشرين بسقوط الأمطار، وشهدت الأراضي الزراعية الواقعة شمال وغرب بلدة بيت لاهيا حركة لهؤلاء المزارعين، أمس.

قال أبو أحمد غبن أحد هؤلاء المزارعين: يبدو أن الاحتلال استشعر الخطر من حركة المزارعين واقترابهم من السياج فأطلق النار نحو الأراضي الزراعية بهدف إبعادهم.

وأضاف غبن في الخمسينيات من عمره والذي كان يتابع التطورات الميدانية والسياسية عبر مذياع علقه في خيمة أقامها وسط أرضه: نسمع أن هناك إطلاق نار وقصفا شرق مخيم المغازي ونتوقع أن تمتد هذه الأحداث إلى هنا في بيت لاهيا.

وتابع: يعمل هنا المزارعون وأحياناً المقاومون وكلهم مستهدف من الاحتلال.

ورجح عدد آخر من المزارعين المتواجدين أن إطلاق النار ينطلق من الزوارق الحربية الإسرائيلية المتمركزة في البحر.

وقال أحد أبناء غبن واسمه تامر (20 عاماً): غالباً يستهدف الاحتلال مراكب الصيادين وخاصة في الأيام التي تعقب سقوط الأمطار، لكنه لم يستبعد أن يكون إطلاق النار يستهدف المزارعين العاملين في أراضٍ قريبة من الشاطئ.

وأضاف: على أية حال لن يشعر المزارعون والصيادون بالأمن في هذه المناطق طالما لم يتم توقيع أو إقرار هدنة تهيئ لهم العمل بحرية وأمن.