خبر دبي ليس ما اعتقدتم.. يديعوت

الساعة 11:21 ص|23 فبراير 2009

بقلم: سمدار بيري

قبل اكثر من سنة بشر اطباء الاسنان بان مؤتمرا دوليا لمهنتهم سيعقد في مكان مثالي: امارة دبي في الخليج الفارسي مارست ضغوطا على ادارة الاتحاد لاستضافة الاف الاطباء وادراج ثلاثة ايام المحاضرات بتجربة سياحية في عمق الصحراء.

في الاتحاد خشوا في البداية من الكلفة العالية، ولكن سرعان ما وعدت دبي بتعرفة خاصة في الرحلات الجوية، الفنادق، المطاعم بل واسعار مخفضة في التجمعات التجارية. حان الوقت، كما اعلنت وزارة الداخلية في الامارة، كي يضعون على الخريطة.

المئات سارعوا الى تعبئة نماذج التسجيل، بينهم اعضاء اتحاد اطباء الاسنان الاسرائيليون. ماذا عن تأشيرة الدخول؟ اهتم القلقون. دبي بعثت برسالة تهدئة "سيكون على ما يرام"، اعلنوا لمنظمي الحدث، وبعثوا بسرية مبعوثا خاصا الى تل ابيب لتشجيع المترددين.

عشرات اطباء الاسنان الاسرائيليين سارعوا الى التسجيل، دفعوا مسبقا لقاء الرحلات الجوية من تل ابيب عبر الاردن الى دبي حجزوا (ودفعوا ببطاقات الائتمان) لقاء الغرف في فندقين محروسين مخصصين للاسرائيليين. والسفرية؟ تجربة كهذه لم يسبق لنا ان مررنا بها، كما يستعيد الذاكرة احد خائبي الامل. سلطات دبي ارتعدت في اللحظة الاخيرة فرائصهم، اخروا تأشيرات الدخول وطلبوا ان يصل الاسرائيليون بعد يوم من بدء المؤتمر. ولكن من حاول تأجيل موعد الرحلة الجوية اكتشف بانه لا يوجد حتى ولو مقعد واحد شاغر في الرحلات الجوية من عمان.

وللمفاجأة، تمكن عشرة اطباء اسنان اسرائيليين مع ذلك من الوصول. عرب اسرائيليون.

هنا وهناك على مدى السنين يهبط اصحاب جوازات سفر اسرائيلية في دبي. رجل الاعمال أ.أ هبط مع طائرته الخاصة بصحبة عصبة من الاسرائيليين ممن اقسموا على كتمان السر. تجار ماس، مصدرو غذاء ونسيج، عاملو جمارك، كل ما يمكن ان يجدي دبي – ينجح في المطار ينتظر ممثل السلطة واقتادهم الى "مكتب استقبال خاص". جوازات السفر لا تصادر. انت تأتي وتخرج كالحرامي في الليل دون ترك بصمات، اذا ما تورط سيأتي اليك ممثلون من سفارات احدى الدول الاوروبية.

هذا هو الوجه السري للتطبيع في امارة الاحلام، التي ترغب في ان تعقد الصفقات مع اسرائيل ولكن ظلا ايرانيا ثقيلا يعيق خططها. مليون وربع نسمة يعيشون هناك، نصفهم عمال اجانب. بعد قليل سيفرون الى ديارهم بسبب الانهيار الاقتصادي.

قضية تاشيرة شاحر بيئير تمسك بالشيخ راشد، حاكم دبي، في ذروة فضيحة لا تقل تغطية اعلامية، مع اتحاد الكتاب الدوليين. في هذه الحالة ايضا ضغط الدُبيون لعقد المؤتمر الاعتباري في المكان الابعد، وفي اللحظة الاخيرة شطبوا من القائمة كاتبة بريطانية (يهودية، والا ماذا؟) بسبب رواية خيالية بطلها، راشد، كإسم الحاكم المضيف، هو لوطي. موضوع ذوق سيء؟ ثلاثة اعضاء في ادارة الاتحاد يهددون منذ الان بالمقاطعة، ومارغريت اتويد المحترمة تدير جوقة المنتقدين.

مثل الفنادق الفاخرة، المراكز التجارية التي تقام في مناطق صحراوية واسعة، مواقع تزلج وجليد مستورد الى الامارة التي تفقد الوعي من الحر الشديد كل السنة والطموح الذي لا كابح له لتسويق الاوهام بكل ثمن – حلم دبي يهدد بالانفجار بصخب كبير. المستثمرون يبحثون عن كيفية التخلص من العقارات باسعار نهاية الموسم، مستحدثون يصفون اعمالهم، متحمسون ماليون يجرون الاقدام.

ايات الله في ايران لا يكفون عن النفخ في القذالة، يكمنون انتظارا لاول فرصة. انظروا ماذا يحصل لدى الجيران: قطر اتخذت خطوة انهزامية في التطرف الاسلامي لقناة الجزيرة. البحرين في حالة فزع. ابو ظبي تنطوي على نفسها.

بعد كل الضجيج والرنين، دبي تترنح بين واشنطن وطهران.