تقرير زفاف استثنائي للمحرر "حسين صلاح" يحتفل بزفافه بعد 15 عاما في الأسر

الساعة 11:33 م|17 يونيو 2020

فلسطين اليوم

احتفل بيت دقو شمال غرب مدينه القدس المحتلة بحفل زفاف استثنائي، أنه زفاف الأسير المحرر "صلاح حسين" الذي أفرج عنه يوم الأحد الفائت بعد اعتقال دام 15 عاما ونصف العام على "شيرين نزال" رفيقة الرحلة.

المحرر "حسين" ارتبط بزوجته خلال وجوده بالسجن، حيث أتم عقد قرانه بعد الحكم عليه وبعد عشر سنوات قررت الزوجة الانتقال للعيش في بيت زوجها والأنجاب من خلال تهريب النطف، وبالفعل كان "علي" الذي يبلغ من العمر الأن خمسة سنوات، والذي رافق والديه خلال حفل زفافهما بالكامل.

رغم أجواء الفرح والحضور من كل إنحاء الضفة الغربية لتهنئة العريس بالإفراج والزفاف، إلا أن الحزن كان يخيم على الأسير الذي فقط خلال تواجده في السجن أثنين من أشقائه، والأصعب عليه كان موت والده قبل عشرة أشهر فقط، واستمرار اعتقال إثنين من أشقائه.

و"علي" الطفل الوحيد من سفراء الحرية " أطفال الأسرى من النطف المهربة" لوالدين تزوجا خلال فترة اعتقال الأسير بعد تفكير طويل من كلا الطرفين:" لم يكن القرار سهلا، لولا ثقتي بزوجتي وتحملها هذه المسئولية لما أقدمت عليها،

وتابع:" اعتقد أن هذه المشاهد الحية لقدرة المرأة الفلسطينية على تحدي الاحتلال والمضي قدما بالحياة، سواء عملها في المقاومة أو الاجتماعي أو كزوجة أسير أو شهيد، يثبت جدارة المرأة ومساواتها مع الرجل".

وحول اختيار الوقت للإنجاب قال:" عدة ظروف اجتمعت لتحديد الموعد الملائم فبعد عشر سنوات كنا قد تقدمنا في السن انا وشيرين، إلى جانب توفر الفرصة الملائمة لتهريب النطف من السجن، كما ان الفترة المتبقية لي في السن كانت ملائمة كي لا تأثر على علي فيما فبعد، فخمسة سنوات وقت ليس بالطويل".

وخلال فترة الخمسة سنوات حرم حسين من رؤية أبنه " علي" خلال الزيارات السجون، في الفترة الأولى كان سلطات الاحتلال تمنع الزيارات، حتى لم يتبق له الكثير فطلب من زوجته عدم مرافقته بالزيارة كي لا يتأثر الطفل بمشاهدته في المعتقل، وبالفعل كان اللقاء الأول معه بعد الإفراج عنه، ولكن علي لم يتعرف عليه بالبداية.

يقول المحرر "حسين": كانت لحظة قاسية في البداية عندما رفض الاقتراب مني، ولكن الأن بعد يومين هناك قبولا من طرفه، وأعول على الأيام القادمة على تمتين علاقتي معه وخاصة مع حجم الحب والاشتياق الذي أكنه له بالتأكيد سيصله كل ذلك ويشعر بي".

واليوم، أمام المحرر "حسين" حياة كاملة، زوجة وطفل وعائلة، رغم سنوات السجن الطويلة وعرقلة الاحتلال للإفراج عنه حيث تم احتجازه ليوم كامل قبل أن يصل لعائلته،" دائما هناك شيئا ناقصا في فرحتنا وهنا غائب عنها، اليوم أفتقد جميع الأسرى وكلي أمل لهم بالحرية القريبة.

وحول رسالته للأسرى وتشجيعه لهم على خوض تجربته قال المحرر حسين:" انجاب طفل خلال الأسر ليس أمرا سهلا،  ولكن أنا أقول لم يستطيع أن يجد شريكة بهذه القوة والصلابة والقدرة على التحمل سواء عرقلة الاحتلال لنا، وتربية طفل بدون أبيه، فالأمر ليس فقط أن أنجب طفلا وألقبه بأسير حرية، أن لم أوفر له جميع مقومات الحياة المستقرة في الخارج".