خبر مكتب باراك: « عاموس جلعاد » سيواصل مهامه في الاتصال مع القاهرة

الساعة 09:06 ص|23 فبراير 2009

فلسطين اليوم- وكالات

في أعقاب الانتقادات التي وجهها، عاموس غلعاد، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أصدر الأخير قرارا بتنحيته من مهمته مبعوثا خاصا لمحادثات التهدئة وتبادل الأسرى مع حماس بوساطة مصرية. ومن جانب آخر كشفت مصادر مصرية مطّلعة لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية عن أن إسرائيل طلبت رسمياً من مصر تجميد مفاوضاتها لإبرام هدنة مع «حماس» في قطاع غزة، إلى حين تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو.

 

ولفتت المصادر إلى أن «ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط باتت تتجاذبه لعبة السياسة الإسرائيلية في الداخل»، مشيرة إلى أن «مصر وافقت على إمهال نتنياهو بعض الوقت قبل معاودة التفاوض بشأن صفقة إطلاق ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية في مقابل شاليط».

 

وعلى صعيد تنحية غلعاد، كان مكتب رئيس الحكومة الانتقالية قد تقدم بشكوى رسمية ضد غلعاد لمفوض خدمات الدولة ، شموئيل هولندر، على خلفية اللقاء الذي أجري مع غلعاد في صحيفة معريف وشن فيه هجوما عنيفا على رئيس الوزراء إيهود أولمرت، واتهمه بانتهاج سياسة تضر بالأمن القومي لإسرائيل وبالتقصير في التعاطي مع ملف الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية.

 

وجاء في الشكوي أن غلعاد وجه انتقادات ليست في مكانها ضد رئيس الوزراء وطاقم مستشاريه ومساعديه. وأن غلعاد أكد لرئيس الوزراء إيهود أولمرت بعد النشر في الصحيفة أنه يقف من وراء كل ما قاله في المقابلة. وجاء أيضا أن غلعاد كشف معلومات سرية ومواقف إسرائيل في المفاوضات الحساسة مع مصر وتضر بعلاقاتاتها الخارجية.

 

ودافع وزير الأمن إيهود باراك، عن مساعده غلعاد (رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الأمن)، ورد على الشكوى بالقول إن «غلعاد مسؤول مخلص ومتميز ولديه مساهمات كبيرة لأمن إسرائيل، ومعروف باستقامته ومسؤوليته». وانتقد باراك خطوة مكتب رئيس الوزراء، واعتبرها مؤسفة.

 

وكان أولمرت قد استدعى باراك وغلعاد قبل جلسة المجلس الأمني المصغر يوم الأربعاء الماضي ووبخهما، على خلفية مقابلة غلعاد مع معريف. وذكرت مصادر صحفية أن أولمرت هاجم باراك بشدة غير مسبوقة، واتهمه بنه عمم في وزارة الداخلية «نهجا مستهجنا» وهو التسريبات. وووصف خطوة غلعاد بأنها «وقحة، وغير محتملة، وخرقا لكافة القواعد».

 

 

في المقابلة مع صحيفة معريف، انتقد غلعاد قرار المجلس الأمني المصغر الأخير ربط ملف الأسرى بفتح المعابر، وقال أن هذه الخطة تعتبر إهانة لمصر، لذلك تمس بالأمن القومي لإسرائيل. واعتبر الخطوة «حماقة»، وتساءل: هل يعتقد أن النصريين يعملون لدينا.

 

ودافع غلعاد، في المقابلة التي نشرت يوم الجمعو الماضي، عن نفسه أمام تسريبات تطاله من قبل مقربي أولمرت. وقال: " أقرأ ما يبثونه عني، ولا أصدق. ولكنني على عكس مكتب رئيس الحكومة، لدي كل شيء مكتوب. وكل شيء وارد في التقارير، كل كلمة.

 

وأضاف غلعاد: "لا أفهم ما الذي يحاولون القيام به. إهانة المصريين؟ لقد قمنا بإهانتهم، وهذه حماقة. بكل بساطة حماقة. مصر الحليفة، ربما الأخيرة، التي تبقت لنا في المنطقة، ومن أجل ماذا؟ فالمصريون يبدون شجاعة مدهشة".

 

ويتابع: يمنحوننا حرية الحركة، ويحاولون لعب دور الوساطة، ويبذلون الجهود، ويبدون إرادة غير مشهودة، ويتعامل مبارك بنزاهة وشجاعة، فمعبر رفح مغلق، وحماس محاصرة. ماذا نعتقد، هل يعمل المصريون لدينا؟ أم هم وحدة إسناد لدينا؟. أنظر ما الذي يحصل في المنطقة، كيف تثور الحمم، وكل شيء هائج، لديهم أيضا يوجد إخوان مسلمون، أنظر إلى الأردن وتركيا. نحن نسير نحو خسارة كل ذلك.

 

وبشأن ملف صفقة الأسرى قال غلعاد: "في قضية غلعاد شاليط أيضا لا نعرف ماذا نريد. أين عوفر ديكل؟ حسب علمي هو ليس في البلاد. لم يزر القاهرة منذ وقت بعيد. هو في رحلة شخصية. في البداية نقلنا 70 إسما (لحماس)، وهذا كل شيء. ومنذ ذلك الوقت اختفينا. أبهذا الشكل نسعى لاستعادة غلعاد؟

 

وعن موقف حماس قال:" من دون الأسرى الذين يطلبونهم لن يطلق سراح غلعاد. دون ذلك لن نحصل على غلعاد. هكذا هي العادات عند العرب. حتى لو قمت باحتلال غزة كلها لن تحصل عليه. إلا إذا مررت بالصدفة فوق البئر الذي يتواجد به.

 

ويتابع: هؤلاء (الفلسطينيون) " يموتون من الجوع، ولن يسلموه. رئيس الوزراء لم يتعامل مع هذا الملف حتى يومنا هذا. وفجأة، غير الترتيب. وأصبح فجأة شاليط أولا. لا أفهم ما يحصل. وإلى أين يقود ذلك، إلى إهانة مصر؟ وجعلهم ينفضون يدهم من القضية؟ ما الذي سنجنيه؟

 

وتابع: "من ينجز المهمة بدل مصر؟ قطر انتقلت إلى الجانب الآخر، إيران. تركيا تتأرجح. أنظر ما الذي يحصل في الأردن. نحن لا نفهم أننا بحاجة للعلاقات مع تلك الدول. بالتالي يتعين علينا الحفاظ على أمننا القومي. ولكن لا نقوم بذلك".