خبر سلطة المياه: 6 ملايين دولار خسائر قطاع المياه جراء الحرب على غزة

الساعة 06:34 ص|23 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

أكد المهندس ربحي الشيخ، نائب رئيس سلطة المياه أن جل الخسائر التي لحقت بقطاع المياه جراء العدوان الإسرائيلي تركزت في مناطق شمال قطاع غزة، مبيناً أن العديد من آبار وشبكات المياه ومحطات معالجة المياه العادمة في تلك المنطقة تعرضت لأضرار جسيمة.

وأشار الشيخ في حديث صحفي إلى أن إجمالي الخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع المياه إثر الحرب بلغت 6 ملايين دولار، لافتاً إلى أن 3 آبار للمياه دمرت كلياً ونحو 10 آبار دمرت جزئياً في شمال القطاع، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بمكونات شبكة المياه في المناطق الواقعة شرق مخيم جباليا وكذلك في المناطق الجنوبية لقطاع غزة وأحواض المعالجة الواقعة في منطقة الشيخ عجلين جنوب غربي مدينة غزة.

وأوضح أن قرابة 20 ألف متر مكعب من المياه العادمة كان يتسرب يومياً إلى الخزان الجوفي، منوهاً إلى أنه خلال فترة الحرب تسرب ما مجموعه نحو نصف مليون متر مكعب جراء التصدع والأضرار التي لحقت بأحواض الترشيح، إضافة إلى تسرب كمية كبيرة من السولار تقدر بنحو 3 آلاف لتر إثر تدمير خزان للوقود من قبل دبابات الاحتلال، الأمر الذي ترتب عليه تلوث في الخزان الجوفي.

ونوه الشيخ إلى أن سلطة المياه تمكنت من الحصول على أموال للقيام بأعمال الصيانة وإصلاح بعض الأضرار التي كان من الممكن إصلاحها من خلال الموارد والمواد المتاحة في قطاع غزة، موضحاً أن سلطة المياه استعانت بعدد من اتفاقات المنح المقدمة من العديد من الدول والمنظمات الدولية لدعم مشاريع متفق عليها، حيث تم تحويل هذه المنح إلى دعم وتمويل مشاريع إصلاح الأضرار.

كما ونوه إلى أنه تمت الاستعانة بمنحة قدمتها الحكومة الفرنسية بقيمة 500 ألف يورو ومنحة مقدمة من الحكومة السويدية بقيمة 400 ألف دولار، إضافة إلى نحو 5ر1 مليون دولار كانت على شكل التزامات مالية قدمتها مؤسسات دولية غير حكومية، وبالتالي كان لهذه المساعدات الدور الأبرز في تمكين سلطة المياه من القيام بجزء كبير من مشاريع معالجة وإصلاح الأضرار الناجمة عن الحرب.

ولفت إلى أن إجمالي ما تم توفيره من أموال يقدر بنحو 5ر2 مليون دولار فيما تعمل سلطة المياه حالياً على البحث عن قنوات أخرى لتمويل متطلبات إصلاح الأضرار بشكل كلي، حيث يلزم لذلك معدات وتجهيزات مختلفة ما زال الاحتلال يواصل عرقلة دخولها إلى قطاع غزة.

وبيّن أن ما تم إنجازه من أعمال إصلاح الأضرار منذ انتهاء الحرب استهدف بالدرجة الأولى وقف اختلاط المياه العادمة بمياه الشرب وإصلاح خطوط شبكات المياه بما يخدم هذا الغرض.

ولفت الشيخ إلى أن سلطة المياه أعدت دراسة تفصيلية حول مجمل الخسائر التي لحقت بقطاع المياه وعملت على إرسال هذه الدراسة إلى الحكومة في رام الله وعدد من الجهات المانحة، كما أطلعت الجانب الإسرائيلي على الأضرار التي ألحقها بالبنية التحتية لقطاع المياه.

ونوه إلى أن البنك الدولي يعتزم قريباً عقد اجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين من أجل تسهيل عملية دخول مستلزمات إصلاح الأضرار التي لحقت بقطاع المياه، مبيناً أن سلطة المياه عقدت الأسبوع الماضي اجتماعاً مع الجهات المسؤولة في الجانب الإسرائيلي لمطالبتها بتسهيل دخول المواد والمعدات اللازمة إلى قطاع غزة، خاصة وأن هناك تجهيزات مختلفة ما زال الجانب الإسرائيلي يمنع دخولها منذ ما قبل الحرب.

وشدد الشيخ على ضرورة فتح المعابر أمام دخول مختلف أصناف المواد الخام اللازمة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بقطاع المياه، لا سيما وأن سلطة المياه أرسلت إلى الجانب الإسرائيلي منذ عدة أشهر قائمة بالاحتياجات المطلوب إدخالها لتنفيذ مشاريع مختلفة في قطاع المياه.

وحذّر الشيخ من خطورة مماطلة الجانب الإسرائيلي في إعادة فتح المعابر، مبيناً ارتباط سلطة المياه باتفاقات منح محدودة بفترات زمنية، وفي حال انتهاء الفترة الزمنية تقوم الجهة المانحة بإلغاء هذه الاتفاقية، منوهاً في هذا السياق إلى أن الحكومة الايطالية أبرمت اتفاقية منحة مع سلطة المياه تتعلق بتمويل مشاريع منها إنشاء محطة لتحلية المياه في مدينة رفح، وصيانة محطتين للتحلية في مدينة خان يونس إلا أن هذه الاتفاقية انتهت في شهر كانون الأول الماضي ويخشى أن تفقد سلطة المياه اتفاقات أخرى مماثلة.