خبر المصالحة الوطنية حلم يراود مواطني قطاع غزة

الساعة 06:12 ص|23 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

برغم مرور نحو سنتين على الانقسام الوطني في قطاع غزة، إلا أن الـمواطنين لا يزالون ينظرون بأمل إلى قرب تحقيق الـمصالحة الوطنية التي تأخرت كثيراً.

وتجدد الأمل في نفوس هؤلاء الـمواطنين بعد الدعوة الـمصرية لانطلاق الحوار بعد غد.

ويشعر الـمواطنون بتفاؤل حذر إزاء إمكانية تحقيق الـمصالحة، وتدور بينهم أحاديث وشائعات عن اتفاق منجز بين حركتي فتح وحماس.

وبرغم الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة التي استمرت 22 يوما وما تبعها وسبقها من حصار مشدد إلا أن متابعة الـمواطنين للحوار لـم تتأثر بل جعلتهم الحرب يطالبون الـمتخاصمين بسرعة الحوار والـمصالحة من أجل الخروج من هذه الأزمة الأصعب.

الـمتضررون يترقبون التهدئة

وتزداد متابعة الحوار الوطني لدى الـمتضررين من الحرب الإسرائيلية وخصوصا أصحاب الـمنازل الـمدمرة الذين يعرفون أن إنهاء معاناتهم يتوقف على الـمصالحة الوطنية، كما يقول تيسير الحادي الذي فقد منزله.

وعبر الحادي عن سعادته البالغة عقب تجدد الدعوة الـمصرية للحوار، وبمجرد سماعه الخبر خرج يبشر جيرانه الذين تضررت منازلهم وينتظرون إعادة الإعمار.

ويشير الحادي في بداية الخمسينيات من عمره إلى أن إعادة الإعمار لا يمكن تحقيقها في ظل الانقسام وعدم الاتفاق، مؤكدا أن أهالي القطاع في حاجة ملحة جدا لإنهاء الانقسام.

اتفاق جاهز!

وتساءل الحادي عن حقيقة ما يشاع في القطاع عن وجود اتفاق جاهز بين حركتي فتح وحماس على إنهاء الانقسام، مشيرا إلى أنه يستمع من أكثر من شخص في "حماس" و"فتح" خلال الـمدة الأخيرة عن وجود اتفاق.

تفاؤل الحادي بدا حذرا مع تذكره انهيار جولة الحوار الأخيرة التي كان مقررا انطلاقها في شهر تشرين الثاني الـماضي، معربا عن خشيته من تكرار السيناريو.

وطالب الحركتين وجميع الفصائل بتغليب الـمصلحة الوطنية والعمل من أجل إنهاء معاناة الذين دفعوا فاتورة الحرب وصمدوا في وجه الاحتلال.

وينتظر الـمواطن أبو عبد الله فرج صاحب أحد الـمنازل الـمدمرة بفارغ الصبر انعقاد الحوار الوطني ليرى ما سينتج عنه، مؤكدا أن مصيره ومصير عشرات آلاف الـمتضررين في يد الزعماء الذين سيذهبون للحوار.

وطالب أبو عبد الله الذي لـم يتبق من أملاكه شيء الـمصريين وكل الدول العربية بالضغط على الفصائل لإنجاز الـمصالحة حتى يتمكن الشعب من إعادة إعمار ما خلفه الاحتلال من دمار هائل وشامل في القطاع.

وقلل أبو عبد الله الذي فقد أحد أبنائه خلال الحرب من أهمية الحديث عن إعادة الإعمار في ظل الانقسام، مضيفا إنه حتى الـمواطن العادي يعرف أن مؤتمر إعادة الإعمار الذي سيعقد في القاهرة بداية الشهر القادم لن يكون ذا جدوى إذا ما بقي الانقسام.

وعبر عن تفاؤله بإمكانية تحقيق الـمصالحة، مستمدا ذلك من الإصرار الـمصري والعربي على إنهاء الانقسام.

وأكد أبو عبد الله أن الـمواطنين سئموا من الانقسام وتوابعه الـمدمرة التي توجت بالحرب الإسرائيلية على القطاع، مشيرا إلى أن الـمتضررين يتابعون أخبار الحوار بالتوازي مع أخبار إعادة الإعمار التي يتداولونها على نطاق واسع.

آمال كبيرة على الـمصالحة

ويعلق الشاب نائل الفحام آمالا كبيرة على الـمصالحة الوطنية من أجل الشروع في إعادة الإعمار التي ستوفر له فرصة عمل على الأقل.

وقال الفحام: إنه دون مصالحة ستزداد الأمور تعقيدا بالنسبة له وللكثير من الشبان الذين يعيشون في مستنقع البطالة والفقر والعوز.

الحال نفسه بالنسبة لخريج الهندسة محمود موسى الذي لـم يعمل منذ سنتين، إذ يتابع أخبار الحوار لحظة بلحظة ويؤمن بأن الـمصالحة ستجلب له وظيفة.

وحذر من خطورة عدم توصل الطرفين إلى حل، مؤكدا أن الكارثة ستكون أصعب وأخطر.

بدوره، أعرب الخبير الاقتصادي عمر شعبان عن تفاؤله إزاء تحقيق الـمصالحة الوطنية خلال حوارات القاهرة.

وأشار شعبان إلى أن كل الظروف والـمؤشرات تدل على إمكانية تحقيق الـمصالحة، خصوصا وأن الجانبين أدركا أن خطواتهما لـم تفلح ولـم تنجح في تحقيق أهدافهما.

وقال: إن الطرفين أدركا أن رهانهما فشل وان الحرب الأخيرة على القطاع جعلت من الـمصالحة أكثر إلحاحاً خصوصاً في ظل رغبة الـمواطنين بالخروج من الـمأزق وإعادة إعمار ما دمره العدوان.

واستبعد شعبان أن يوجد اتفاق جاهز للـمصالحة، لكنه لا يستبعد تحقيقه حتى الأول من الشهر القادم.