هل أجاب الأمين على خولة؟ / بقلم: خالد صادق

الساعة 09:56 ص|11 يونيو 2020

فلسطين اليوم

أُزيلت خيمة العزاء التي اقامتها حركة الجهاد الاسلامي في ساحة الكتيبة بمدينة غزة, وانتهى عرس الشهيد الدكتور رمضان عبدالله شلح, وتقدمت حركة الجهاد الاسلامي بالشكر لكل من شاركها هذا العرس الوطني الكبير, فهل انتهى كل شيء وهل نتوقف هنا ونطوي صفحة الامين عند هذا الحد, ابا عبدالله الذي كان رمزا للوفاء لن يتوقف عطاؤنا عند هذا الحد, فشقيق الشهيد محمد شلح قال في تأبينه اثناء تأدية صلاة الغائب عليه في المسجد العمري بحضور ممثلي كافة الفصائل الفلسطينية,  "ان الوفاء للشهيد يعني ان نعلي المواقف الوطنية التي قاتل من اجلها, واولها حرصة على التمسك بالثوابت الفلسطينية, وأولها المقاومة المسلحة والتمسك بالحقوق الوطنية كحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف,, والوفاء للمجاهدين والثوار وللأسرى والشهداء والجرحى, واضاف شقيق الشهيد  محمد ان من يحب الدكتور رمضان ويسعى ان يكون وفيا له, فعليه ان يعمل على تطبيق مبادرة النقاط العشرة التي طرحها قبل اربع سنوات, ويعمل على توحيد البيت الداخلي الفلسطيني, وانهاء الانقسام والتوافق على برنامج وطني جامع",  فهذا هو معنى الوفاء للدكتور رمضان شلح كما لخصه شقيقه القيادي في حركة الجهاد الاسلامي محمد شلح, وقد حمل الفصائل الامانة التي ورثها الينا الدكتور رمضان رحمه الله.

معنى الوفاء الحقيقي تجسد بأجمل معانيه في كلمات خولة فتحي الشقاقي التي ارست برسالتها للقائد الراحل معنى الوفاء وقالت له "أتذكرك حينما كتبت (سألتني خولة وين بابا يا عمو .. فمن يجيب خولة عن سؤالها....) لكني أدركت الاجابة في هذا الجهاد الطويل والعزم الاكيد والوفاء لرفيق روحك ودربك ... رأيت اليوم الإجابة هما وعزيمة وتأثرا في قلوب آلاف المسلمين الذين احزنهم رحيلك. . ابنتك خولة عرفت الإجابة منك ومن أمثالك ممن لا يأبهون بقوائم الإرهاب ولا يخافون بطش المستكبرين ولا يبيعون شبرا من الوطن المسلوب ولا ينسون أن المسجد الأقصى هو أية من القرآن" , لقد اجبت على خولة يا دكتور رمضان واوفيت بوعدك وكنت خير خلف لخير سلف, لقد حفظت لك خولة وهى طبيبة الان تعالج اوجاع الناس وفاءك للعهد, فكان ردها على هذا الوفاء بحجم عطائك وتضحيات ابا عبد الله, خولة قالت "عرفتك يا سيدي فارسا بطلا، مثقفا واعيا، محاورا مقنعا، اديبا تنساب الكلمات من فمه كما تنساب بين أنامله لتعبر عن الحق والجهاد و الثورة بأعذب الألفاظ وأجمل التعابير, كنت تعشق الشهادة وتودع الاستشهاديين وترسم خطوط النار وتقض مضاجع بني صهيون وتفضح المتخاذلين والمتآمرين والمنافقين والمرجفين, أسد هصورا مضيت تحمل هم الإسلام والمستضعفين في هذا السفر الطويل الذي ارق أمتنا وخرجت لتحيي همتنا وتعيد أملنا بالفجر الجميل".

صدقت يا دكتورة فيما قلتيه وكأنك تعبيرين عن مشاعرنا وما يجول بخواطرنا فالعظماء لا تطال هاماتهم الا الكلمات الصادقة والطيبة التي سطرها قلمك الثائر, بعد خمسة وعشرين عاما من سؤالك له (عمو وين بابا...) يستريح الدكتور رمضان ويهنأ في مرقده وانت تقولين له لقد اجبت عن السؤال يا سيدي, لقد منحتيه يا خولة صك البراءة والغفران, وختمت "تدمع عيني يا سيدي حين أراك تدفن جانب ابي رحمكما الله وأتذكر قائدنا واسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وبجانبه سيدنا ابي بكر وعمر رضي الله عنهما كيف جمعتهم حجرة واحدة ، توحدوا فوق الارض رؤية وهدفا فما كان من التراب الا ان  اشتاق ان يضمهم معا, ان في رحيلك ابي عبد الله وصية اراك تتلوها وانت تقول اعملوا لمثل هذا اليوم, اعملوا ليوم قريب سترحلون فيه جميعا عن هذه الدنيا وتسألون عما عملتم".

انها تكملة الوصية التي صاغتها كلماتك في رثاء الراحل الامين, وكأنك تعيدين علينا السؤال مجددا يا خولة, مين راح يكمل الطريق الذي بدأه الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي وواصله المفكر المثقف رمضان شلح ويكمله اليوم القائد الثائر زياد النخالة ابو طارق, ان وصيتك اليوم ليست لأشخاص, انما لأبناء حركة الجهاد الاسلامي, ولشعب فلسطين, وللامة الاسلامية جمعاء, بأن ينحازوا الى الخيار الاصعب, ويسلكوا طريق ذات الشوكة, ويحملوا هم القضية على عاتقهم, وتوصين "هذه فلسطين تناديكم وهذا الوعد قد اقترب فأعدوا أنفسكم ليوم الزحف والنصر، وصية لأبناء فلسطين كونوا على قلب رجل واحد ولا تغرنكم الدنيا وزخرفها، وصية لأبناء الجهاد والسرايا ليكن كل واحد منكم قائدا في السرايا كي تستمر قافلة الجهاد والمقاومة", الدكتورة خولة التي سألت الامين عن ابيها وهى طفلة, اليوم وبعد عشرين عاما تعيد عليكم السؤال مجددا يا ابناء الجهاد الاسلامي مين راح يكمل طريق القادة العظام ابي ابراهيم وابي عبد الله رحمهما الله, وابي طارق النخالة حفظه الله ورعاه, فمن يجيب خوله كما اجابها الراحل الكبير الدكتور رمضان؟!   .