خبر محلل سياسي: الانتخابات الإسرائيلية أفرزت 3 مشاريع لـ« التسوية » مع الفلسطينيين

الساعة 01:32 م|22 فبراير 2009

فلسطين اليوم : غزة

أكد الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات بغزة أن فوز اليمين الإسرائيلي بالانتخابات التشريعية الحالية يشير إلى تقدم نظرية الأمن الإسرائيلي على التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، موضحاً أن اليمين نجح في أن يحصل على 65 مقعداً مقابل 44 لليسار و11 لفلسطيني الداخل.

وأوضح الدكتور غطاس في تصريحاتٍ خاصة أن هذا يؤكد حدوث انقلاب في السياسة الإسرائيلية باتجاه اليمين لعدة أسباب منها أن حزب كاديما فشل في إنجاز الوعود التي قطعها على نفسه عندما كان في الحكم بقيادة أولمرت الذي صعد بعد مرض شارون مؤسس كاديما.

وأشار إلى أن حكومة أولمرت خاضت حربين في غزة ولبنان وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الحكومات الإسرائيلية وفشلت هذه الحكومة في الحربين فشلاً ذريعاً ولم تحقق أياً من أهدافها.

ولفت هذا المحلل إلى أن "التحدي الخارجي لـ"إسرائيل" الذي يمثله التهديد النووي الإيراني جعل الشعب الإسرائيلي يستدعى اليمين المتشدد، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية التي تفشت بين أولمرت وليفني، وليفني وباراك".

وقال د. غطاس :" إن ما يخصنا نحن العرب من هذه الانتخابات أنها أفرزت 3 مدارس ومشاريع للتسوية مع الفلسطينيين، أولها: الليكود فقد أعلن نتنياهو برنامجه عقب فوز أوباما برئاسة أمريكا في رسالة له أكد فيها أن الحكومة الإسرائيلية برئاسته تسعى لتلقي دعم أمريكا في صنع "السلام" وبناء تسوية من أسفل إلى أعلى وأنه يدعو أوباما لدعم برنامجه للسلام الاقتصادي لإنعاش الوضع الاقتصادي للفلسطينيين كبداية للتسوية السياسية ويشترط أن يتم ذلك عقب سياسة "واحدة بواحدة" أي التخلي عما أسماه "الإرهاب" في مقابل إعطاء مزيد من سلطات الحكم الذاتي الموسع ولم يتحدث عن إقامة دولة فلسطينية على الإطلاق ورفض تقسيم القدس".

وأضاف:" أن مشكلة نتنياهو في إسرائيل أنه يوصف بأنه كذاب كبير كما وصفه أحد الكتاب الإسرائيليين الكبار بأنه يكذب كما يتنفس وكلما فتح فمه، ومعروف بتطرفه الشديد فقد قال أيام كلينتون :"إنه مستعد لحرق الكونجرس الأمريكي وهو يعرف تماماً أنه يمكن أن يقع في تصادم مع إدارة أوباما ولذلك يسعى لتشكيل حكومة وحدة مع كاديما بقيادة ليفني وحزب العمل بقيادة باراك، وإن كان يأمل في إبقاء ليفني في المعارضة وأن يتحالف مع المتطرف مثله ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ولكن في حالة تشكيله حكومة يمينية مع ليبرمان فإنه حتما سوف يتصادم مع أمريكا".

 وذكر د. غطاس أن "المسار السوري هو المفضل لدى نتنياهو وقد فاوض من قبل حافظ الأسد الرئيس السوري الراحل عبر وسطاء وإذا اضطر سوف يلجأ إلى مفاوضات مع سوريا لأن أمريكا وإسرائيل ترغبان في ذلك لفصل سوريا عن إيران ومنظمات المقاومة اللبنانية والفلسطينية وإن كان نتنياهو سيصبح مقيداً بالاتجاهات اليمينية المتحالفة معه فيما يتعلق بهذا الشأن.

وأضاف غطاس أن المدرسة الثانية في التسوية مع الفلسطينيين بقيادة ليفني التي ترى أنه يجب التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة حفاظا على يهودية وديمقراطية دولة إسرائيل. وتؤمن بإمكانية دفع الأمور باتجاه خريطة الطريق والتقدم نحو استمرار المفاوضات للوصول إلى دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وإن كانت ترفض عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن المدرسة الثالثة هي مدرسة أيهود باراك الذي يدعو إلى حل المسألة الفلسطينية والسورية وإقامة "السلام" مع العرب من خلال مبادرة إسرائيلية للسلام رداً على المبادرة العربية للسلام ورغم أنه المسؤول عن بناء جدار الفصل العنصري والقول بأنه لا يوجد شريك للسلام مع الفلسطينيين وهذه المقولة تبنتها حكومات إسرائيلية متعددة إلا أنه يتبنى طريقا جديدا من خلال مبادرة السلام الإقليمي مع العرب جميعا وليس مع الفلسطينيين فقط.