خبر تجنيد أوباما .. يديعوت

الساعة 11:52 ص|22 فبراير 2009

بقلم: غيورا ايلاند

رئيس مجلس الامن القومي سابقا

هذا الاسبوع تبدأ عملية تشكيل الحكومة وفضلا عن كل الجوانب الحزبية، يحسن صنعا رئيس الوزراء المرشح اذا ما اتخذ عدة قرارات هامة ابتداء من هذا الاسبوع: توجد خطوات يمكن عملها في بداية الطريق فقط.

ينبغي الافتراض بانه بعد بضعة اسابيع من تشكيل الحكومة سيدعى رئيس الوزراء لزيارة واشنطن. واذا ما تميزت بنبرات لاذعة فسيكون من الصعب اصلاح الخلل. ويبدو أنه في أربعة مواضيع توجد فجوة حقيقية بين رأي اوباما ورأي نتنياهو.

الموضوع الاول هو موضوع النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. في نظر الرئيس اوباما وفريقه – الحل للنزاع قائم وهو يقوم على اساس مبدأ "الدولتين"، وكل ما هو مطلوب الان هو الضغط، الذي يجبر الطرفين على الموافقة على ما هو في واقع الامر معروف بل ومقبول.

هذا النهج يقوم على اساس سلسلة من الفرضيات، بعضها لم تكن صحيحة ابدا وبعضها غير ذات صلة اليوم. الفرضية الاقوى هي تلك التي تعتقد ان هذا الحل (دولتين بين النهر والبحر، فيما تكون الحدود بينهما هي خطوط 1967) هو الوحيد الممكن.

رئيس وزراء اسرائيل سيرتكب خطأ اذا ما اكتفى برد الموقف الامريكي او برد النهاية. الامر الصحيح عمله هو اقناع الادارة باجراء تقويم جديد بالنسبة للفرضيات الاساس. اللقاء بين نتنياهو واوباما يجب ان يعقد بعد أن تقتنع المحافل تحت الرئيس بان من السليم اجراء حوار اسرائيلي – امريكي لاستيضاح الفرضيات الاساس قبل استئناف المفاوضات السياسية.

ايران. الطرفان يتفقان بانه من غير المرغوب فيه ان يكون لايران سلاح نووي، في هذا الى هذا الحد او ذاك ينتهي الاتفاق. فواضح منذ بضع سنوات بان شرطا اساسا في اقناع ايران بوقف برنامجها النووي هو العزلة الاقتصادية. الشرط اللازم لتلك العزلة الاقتصادية هو استعداد روسي للسير على ذات الخط مع الغرب. شرط لازم في اقناع روسيا هو استعداد امريكي للتنازل لروسيا في سلسلة من المواضيع الاخرى. العنصر الاهم في السياسية الاسرائيلية في موضوع ايران منوط بقدرة اقناع الولايات المتحدة على التنازل لروسيا (والصين) في مواضيع اخرى، لان الموضوع الايراني اهم.

في موضوعين آخرين ايضا – سوريا ولبنان – الفجوات بين اسرائيل والولايات المتحدة بقيادة اوباما كبيرة. محظور السماح بوضع يعقد فيه لقاء بين الزعيمين دون ان يسبقه حوار جدي بين فريق اوباما (الموجود والعامل منذ الان) وفريق نتنياهو الذي حتى لم يتحدد بعد.

عند الحديث عن فريق، اقصد فريق مهني. لنتنياهو فرصة للبدء من الصفر، لحل مجلس الامن القومي والغاء مناصب المستشارين السياسيين والعسكريين في المكتب. رئيس الوزراء يحتاج الى أن يعثر على شخص واحد ذي خلفية وتجرية في المجال السياسي – الامني، ولكن ايضا شخصا مقربا منه سياسيا وشخصيا، لاعطاء هذا الشخص ان يختار 15 شخصا، وتكون هذه الهيئة قيادة الامن القومي.

قسم كبير من "التخريبات" التي نشهدها مؤخرا تنبع من غياب يد موجهة في كل ما يتعلق بسياسة الخارجية والامن. كي يتمكن رئيس الوزراء من أن يقود كما ينبغي وان يحدد السياسة قبل أن ينطلق مبعوثون (عاموس جلعاد) الى مصر، فانه يحتاج الى قيادة حقيقية. تتحمل المسؤولية ايضا. مثل هذا الامر غير موجود اليوم، وعمليا لم يكن موجودا ابدا على الاطلاق.

تحدٍ لا يقل حجما هو الازمة الاقتصادية. لن يكون ممكنا التغلب عليها دون سلسلة من القرارات الشجاعة، احدها تقليص نفقات الحكومة. بيبي تحدث في الماضي عن "النحيف" (القطاع الخاص) الذي يحمل على ظهره "السمين" (القطاع العام)، غير أن "السمين" ينقسم الى قسمين – جزء يتشكل من المعلمين، الاطباء، العاملين الاجتماعيين وغيرهم ممن يقدمون خدمات للجمهور بشكل مباشر، ولا ينبغي المس بهم؛ اما القسم الاخر فيتشكل من موظفين في الخدمة العامة، ومن الصحيح تقليص عددهم.

العملية يجب أن تبدأ بحصر عدد الوزارات الحكومية بـ 18. لا حاجة موضوعية لعدد اكبر، واذا لم يقرر نتنياهو ذلك قبل بدء المفاوضات الائتلافية، فسيكون من الصعب تصديقه مع قدوم اليوم حين يتحدث عن الحاجة الى اجراءات اقتصادية متشددة.