خبر إيران تقترب من القنبلة .. افتتاحية هآرتس

الساعة 11:51 ص|22 فبراير 2009

بقلم: أسرة التحرير

هذه المرة لا يدور الحديث عن تقدير استخباري يستند الى مصادر غامضة، او تصريحات لسياسيين عشية الانتخابات بل عن تقرير فني لخبراء الامم المتحدة الذين فحصوا النتائج على الارض، ومصداقيتهم ليست موضع شك. مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدوا ان ايران اجتازت "حافة تكنولوجية" اخرى، ونجحت في ان تجمع نحو طن من اليورانيوم المخصب. اذا ما اجتازت المادة معالجة اضافية في مشروع التخصيب في نتناز، سيكون في ذلك ما يفكي لانتاج قنبلة نووية واحدة.

النتائج الجديدة تؤكد احساس الالحاح في التصدي للبرنامج النووي الايراني، وتبرز فشل المحاولات السابقة لوقفه من خلال قرارات مجلس الامن والعقوبات الاقتصادية. من ناحية اسرائيل، تشديد التهديد يستدعي توثيق التنسيق والتعاون السياسي مع الادارة الجديدة في واشنطن. كل البدائل التي تقف امامها اسرائيل، متعلقة بالتفاهم مع الولايات المتحدة.

رئيس الوزراء المرشح، بنيامين نتنياهو، صرح في الحملة الانتخابية بان النووي الايراني هو "تهديد وجودي" على اسرائيل وان "ايران لن تتسلح بالسلاح النووي، وهذا يتضمن كل ما يلزم كي لا تتحقق هذه الامكانية". ويرى نتنياهو في ايران المسألة الاكثر الحاحا في الحوار مع ادارة اوباما.

وتظهر الادارة الجديدة في هذه الاثناء ابتعادا عن اسرائيل، وتلمح بانها لا تدعم سياستها دون تحفظ. وسافرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في حملة الى آسيا، قبل الشرق الاوسط. السيناتور جون كيري، رئيس لجنة الخارجية، زار غزة الخاضعة لحكم حماس وسافر ايضا الى دمشق. مبعوث اوباما الى المنطقة جورج ميتشل بدأ رحلته الاقليمية في القاهرة وليس في القدس. كل هذا يدل على انه يتعين على اسرائيل ان تكسب ثقة الادارة في واشنطن.

على اسرائيل ان تؤيد المساعي الدبلوماسية التي يخطط لها اوباما حيال ايران، بهدف ازالة التهديد. ولكن كي تعرض مصالحها كما ينبغي في المفاوضات عليها أن تساهم بنصيبها: ان تمتنع عن التصريحات الحماسية التي ستفاقم التوتر الشديد على أي حال في المنطقة، ان تمتنع عن الاستفزازات في السلوك واستخدام القوة الزائدة في المناطق مما سيثقل على اوباما، وان تفهم بان في الحياة السياسية لا توجد وجبات بالمجان، والمساعي الامريكية لـ "ترتيب" استراتيجي للشرق الاوسط سينطوي على مطالب من اسرائيل. هذا هو تحدي نتنياهو.