خبر الشيخ التميمي يدعو لمواجهة سياسة الترحيل اليهودية ضد المواطنين في القدس

الساعة 11:30 ص|22 فبراير 2009

القدس المحتلة: فلسطين اليوم

استنكر سماحة الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي إعلان بلدية الاحتلال في مدينة القدس عزمها ترحيل 1500 مواطن مقدسي عن منازلهم في حي  البستان بسلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، بهدف فتح نفق تحت الأرض لربط حائط البراق بما يسمى بـ "الحي اليهودي" المقام على أنقاض أراضي حارة الشرف الذي هدمته قوات الاحتلال.

وقال إن قرار الترحيل وهدم المنازل يعتبر مقدمة  لسياسة ترانسفير جديدة بحق المقدسيين ومحاولة فرض واقع ديموغرافي جديد في مدينة القدس، كما أنه يدخل في إطار محاولات الاحتلال تهويد المسجد الأقصى المبارك من خلال العمل على تغيير معالمه الإسلامية، مؤكداً أن المسجد الأقصى يتعرض إلى أكبر عملية استئصال وتهويد، بسبب تزايد حجم وعدد الأنفاق أسفله وتواصل أعمال الحفريات تحت أساساته بهدف هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

و أضاف أن سلطات الاحتلال وأذرعها الاستيطانية تقوم بحملة تهويدية غير مسبوقة لمحيط المسجد الأقصى المبارك، مما يدل على تزايد المخاطر المحدقة به يومًا بعد يوم، لافتاً إلى أن ما يحدث ليس وليد اللحظة وإنما هو إجراءٌ خططت له سلطات الاحتلال منذ سيطرتها على المدينة المقدسة بعد حرب عام 67، ولا تخفي هذه السلطات أنها من أجل تحقيق ذلك تقوم بالاستيلاء على بيوت المواطنين المقدسيين في البلدة القديمة، وطردهم من الأحياء العربية والإسلامية؛ وذلك من خلال جمعيات ومؤسسات وحركات يهودية متطرفة، إضافة إلى تقديمها الدعم المالي و اللوجستي للاستيطان في المدينة، وقال: "إن عمل هذه الجهات يحظى بدعم من حكومات الاحتلال المتعاقبة، ولا فرق بين اليمين واليسار فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك."

وشدّد سماحته على أن المسجد الأقصى المبارك ببنائه وجميع ساحاته وقبابه وأسواره وأبوابه وفضائه وأساساته وكل مكوناته مسجد خالص لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بقرار رباني، ولا حق لليهود فيه من قريب ولا بعيد، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية التي ستحل في المنطقة إذا نفذت عدوانها عليه.

و أشاد قاضي القضاة بالدور الذي يضطلع به أهلنا في مدينة القدس، الذين يتعرضون إلى شتى أنواع القمع والإرهاب على أيدي سلطات الاحتلال، مؤكداً أن المقدسيين لديهم إصرار وتحدي وصمود لمواجهة سياسة التهويد وهم يدافعون عن المقدسات بكل ما يمتلكون من قوة ويواجهون عمليات التهجير بالمزيد من التشبث بالأرض، ويتمسكون بقوة ببهويتهم الفلسطينية ويحافظون على هوية مدينتهم المتجذّرة بها.

ودعا سماحة الشيخ التميمي الأمة العربية والإسلامية ولجنة القدس وقف مسلسل الاعتداءات المستمرة على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، وانتهاكاتها الدائمة لحرماته بصورة منافية للشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية المجمع عليها في العالم، وقال: "إن ما يجري من اعتداءات على المسجد الأقصى المبارك يضع الأمة كافة أمام مسؤولية تاريخية، لرد الخطر الداهم الذي يتهدده، والتحرك السريع لنصرة مسجدهم ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم وطالب المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية حازمة لمحاسبة الاحتلال على ما يقوم به ضد القدس ومقدساتها.

و أهاب قاضي القضاة بأبناء شعبنا الفلسطيني في كل مواقعه، وخاصة أهل مدينة القدس وأبناء الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48، أن يشدّوا الرحال باستمرار إلى المسجد الأقصى المبارك، وأن يكثفوا حضورهم فيه للدفاع عنه وحمايته من المؤامرات التي تتهدد بنيانه