قائمة الموقع

إبعاداً للنفوذ التركي: هل سينشأ محور مشترك بين السعودية والأردن وإسرائيل.. حول “الأقصى”؟

2020-06-02T10:33:00+03:00
الصلاة في رحاب المسجد الأقصى
فلسطين اليوم

إبعاداً للنفوذ التركي: هل سينشأ محور مشترك بين السعودية والأردن وإسرائيل.. حول “الأقصى”؟.. بقلم: نداف شرغاي

 

إن النزال بين الأردنيين والسعوديين للسيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة يجري منذ مئة سنة: الحسين بن علي، الذي كان شريفاً وأميراً لمكة بين الأعوام 1908 و1917، كان من السلالة الهاشمية التي رأى أجدادها أنفسهم سليلي النبي محمد. السلالة الهاشمية (التي تحكم الأردن اليوم) حكمت السعودية حتى 1924 وطردتها من هناك سلالة آل سعود. وهكذا خسر الهاشميون للسعوديين بعد الحرب العالمية الأولى دور حارس الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، ولن يغفروا للسعوديين ذلك أبداً.

الأردن، الذي تأسس رسمياً في 1946 احتل شرقي القدس والبلدة القديمة في الـ 1948، ومنذئذ يواسون أنفسهم (حتى بعد أن خسروا الأرض لإسرائيل في حرب الأيام الستة) بالوصاية الإسلامية الثانوية على “الأقصى”، المكان الثالث بقدسيته في الإسلام.

ضرب السعوديون عيونهم على مدى السنين على الحرم أيضاً، ولكن الأردنيين صدوهم المرة تلو الأخرى. في المرة الأخيرة، حصل هذا حول خطة القرن، حين هدد الملك الأردني عبد الله الولايات المتحدة بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل إذا ما استبدل الأمريكيون الأردنيين بالسعوديين كأوصياء عن العالم الإسلامي على الحرم ومساجده. كما عارض عبد الله صيغة الوصاية المشتركة مع السعوديين. في إطار كفاح القصر الملكي والأوقاف الأردنية لخطة القرن، وافقا على أن يدخلا إلى مجلس الأوقاف الذي يدير الحرم، الشيخ عكرمة صبري، رجل الدين الكبير المتماثل مع اردوغان وتركيا.

أما الانعطافة الحالية ظاهراً في الموقف الأردني فتنبع من الفهم المتأخر بأن قوة اردوغان في شرقي القدس تتعاظم، بما في ذلك في البلدة القديمة والحرم. ويخشى الأردن من أن يجد نفسه مجرداً من هنا ومن هناك. وعليه، فهو يفكر بالاستجابة للضغط الأمريكي والتعاون مع خصمه التاريخي – السعودية ومالها العظيم، ضد الخصم الجديد الذي يلوح كخطر أكبر – تركيا.

بعد عشر سنوات من قضية مرمرة، أصبحت تركيا – كما وصف في “إسرائيل اليوم” بتوسع– لاعباً مركزياً في المعركة على شرقي القدس. فهي تمول البناء والترميم ونشاطات مدنية من أنواع مختلفة أو ما درج على تسميته أعمال “الدعوة”. هذه ليست إرهاباً، ولكنها أعمال تقيم صلات مدنية مع الجوانب الواسعة لأعمال رجال الإخوان المسلمين في القدس، من حماس وحتى الجناح الشمالي للحركة الإسلامية (الأولى منظمة إرهابية، والثانية أخرجت عن القانون).

السعودية ومالها، كما تأمل الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن، ستتنافس مع الاستثمارات التركية الواسعة. ولعل السعودية تكسب لنفسها موطئ قدم في القدس، ولكنها ستسمح للأردن أيضاً بأن يرمم مكانته الضعيفة في المدينة حيال الأتراك. إذا ما نشأ في الحرم بالفعل محور مشترك جديد يضم الأردن والسعودية وإسرائيل، فسيكون بذلك نوع من دق مدماك أول لتحقيق الرؤيا التي طرحت في محادثات السلام بين الملك حسين ورئيس الوزراء إسحق رابين الراحل قبل 25 سنة: إدارة متعددة الأديان (غير رسمية في هذه المرحلة) للحرم، المقدس كما هو معروف، لليهود وللمسلمين.

اخبار ذات صلة