خبر الغزيون متشائمون لكنهم ينتظرون فَرَج « المصالحة »

الساعة 06:39 ص|22 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

يقف صاحب أحد المنازل المدمرة شمال شرق مدينة غزة لا حول له ولا قوة، في وقت تبددت آماله من إمكانية إعادة بناء منزله مع دخول الوضع في قطاع غزة في حالة ضبابية، عقب تعثر مفاوضات التهدئة.

 

وبدا المواطن أحمد إبراهيم (30 عاماً) الذي فقد منزله خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة متشائماً، لكن أمل الوصول إلى مصالحة وطنية تنهي الانقسام وتوحد الكلمة هو الذي يخفف عنه.

 

وشهدت الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة نكسة أخرى، بعدما اشترطت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، الإفراج عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الأسير منذ 2006 في قطاع غزة، قبل التوصل إلى اتفاق حول التهدئة.

 

وكان الرئيس المصري حسني مبارك أعرب عن استيائه، متهماً (إسرائيل) بأنها خطت خطوة إلى الوراء في جهود التهدئة بعد أن أعلن رئيس وزرائها "ايهود اولمرت" أنه لا اتفاق دون الافراج عن شاليط.

 

وجاء تصويت الحكومة الاسرائيلية بعد تشدد الموقف الاسرائيلي حول شروط التهدئة وبخاصة فتح المعابر مع قطاع غزة.

 

ويقول إبراهيم:" كنا متفائلين كثيراً بقرب التوصل لتهدئة، تمكننا من إعادة بناء منازلنا، والعيش بأمان، وكان لدينا أمل بتنشيط العمل في غزة من خلال إعادة الأعمار، لكن كل شيء تبدد ونحن بتنا نعيش في عالم المجهول".

 

وتواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي منذ انتهاء الحرب، ضرب مناطق محددة في قطاع غزة، لا سيما الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر بهدف تدمير الأنفاق، إلى جانب استهداف بعض المراكز الأمنية المدمرة، والقيام بعمليات اغتيال لمقاومين بين الحين والآخر.

 

وينتظر أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة المجهول، في ظل غموض في الموقف الإسرائيلي، خاصة بعد تكليف اليميني "بنيامين نتنياهو" بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.

 

ويتألم الشاب علي يوسف (30 عاماً) من الحالة التي يعيشها، ويقول :" نحن لا نعلم ما يجري من حولنا، كل حياتنا ليش ومتى وكيف وإلى أين نحن ذاهبون، ولا أحد يملك إجابة، لماذا لا نصل لمصالحة بمعنى الكلمة وتشمل كل شيء؟".

 

ويطلق يوسف صرخة للفصائل الفلسطينية بأن لا يضيعوا فرصة الحوار هذه المرة، ويضيف: "لأن الوحدة هي الحل الوحيد لمواجهة العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار وإعادة الإعمار. فإذا لم نتوحد خلال الحرب، فهل يمكننا أن نتوحد في وقت آخر؟".

 

وأجلت القاهرة مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا في 22 شباط/فبراير، وعزت ذلك إلى تعثر التهدئة والذي ألقى بظلاله على المناخ العام، وقالت: إنها الآن منهمكة في بذل جهود واتصالات مكثفة على مسارات عدة في الوقت نفسه، في اشارة إلى التهدئة وملف الأسرى والمصالحة الوطنية.

 

وكان المؤتمر جزءا من الخطة التي اقترحتها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي خلفت أكثر من 1300 شهيد ودمارا هائلا في القطاع بين 27 كانون الأول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير.

 

ويحاول الشاب محمد ناصر أن يبحث عبثاً في المجهول، ليقرأ واقع الشعب الفلسطيني في غزة، ويقول :" واضح أن التهدئة قتلت في مهدها، والحصار الذي استبشرنا خيراً بقرب زواله يبدو أنه سيشتد".