خبر مصادر : المؤشرات تدلل أن نتنياهو يتجه لتشكيل حكومة يمينية ضيقة

الساعة 05:22 م|21 فبراير 2009

صالح النعامي

تدل كل المؤشرات على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلف، وزعيم حزب الليكود (يمين)، بنيامين نتنياهو، يتجه نحو تشكيل حكومة يمينية ضيقة، بعد أن تضاءلت فرص تشكيل حكومة موسعة.

فبالإضافة إلى رفض إيهود باراك، زعيم حزب العمل (يسار الوسط)، المشاركة في حكومة نتنياهو، رفضت تسيبي ليفني، زعيمة كاديما (يمين الوسط) المشاركة في أي حكومة تضم حركة "شاس" الدينية المتطرفة.

 

لذا يتوقع أن تكون الحكومة المقبلة يمينية بامتياز، بحيث تضم فضلا عن الليكود كلا من حزب إسرائيل بيتنا، وشاس، ويهدوت هتوراة، والاتحاد الوطني، والبيت اليهودي، وكلها أحزاب يمينية.

 

وقال بن كاسبيت، المعلق بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنه ليس في حكم الوارد لدى نتنياهو التخلي عن "شاس"، على اعتبار أن هناك اتفاقا مكتوبا بينه وبين زعيم الحركة، الحاخام إيلي يشاي، بشأن الحكومة المقبلة تم التوصل إليه قبل الانتخابات التشريعية في العاشر من فبراير الجاري.

 

التحدي الأكبر

 

ويواجه نتنياهو (59 عاما) تحديا كبيرا يتمثل في توزيع الحقائب الوزارية على قادة حزبه، وعلى شركائه في الائتلاف المقبل.

 

ويرى أمنون إبرافموفيتش، كبير المعلقين في القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي، أن التحدي الأكبر أمام نتنياهو هو ماهية الحقائب الوزارية التي سيحصل عليها أفيجدور ليبرمان، زعيم إسرائيل بيتنا، قائد ثاني أكبر حزب في الائتلاف بـ15 مقعدا برلمانيا، والذي من المنتظر حصوله على واحدة من أهم ثلاث حقائب، وهي: الدفاع، والخارجية، والمالية.

 

وأوضح إبرافموفيتش أن نتنياهو يفضل منح ليبرمان حقيبة المالية، على اعتبار أن هذه أفضل وصفة لتجنيب إسرائيل المواجهة مع العالم الخارجي، لكن زعيم إسرائيل بيتنا لا يبدي حماسا لتبوء هذا المنصب، فضلا عن أن هناك احتمالا أن يرفض المدعي العام الإسرائيلي منحه هذه الحقيبة؛ بسبب ملفات الفساد المفتوحة ضده.

 

وبحسب المعلق الإسرائيلي فإنه في حكم المؤكد أن نتنياهو لن يمنح ليبرمان حقيبة الدفاع، رغم حرص الأخير في توليها، على اعتبار أن أحد العبر من الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان صيف 2006، أن يتم إسناد هذه الوزارة إلى شخصية ذات خلفية عسكرية، وهو ما لا يتوافر في ليبرمان.

 

على هذا الأساس، يواصل إبراموفيتش، فإن الخيار الوحيد المتاح أمام نتنياهو هو منح ليبرمان حقيبة الخارجية، باعتباره الخيار الوحيد الباقي وسط توقعات بكم من التعقيدات التي ستواجه إسرائيل في ظل تولي زعيم إسرائيل بيتنا هذا المنصب، خاصة فيما يتعلق بعلاقات إسرائيل مع العالم العربي، الذي يرفض ليبرمان التطبيع معه.

 

ومن بين ملامح التشدد في نظرة ليبرمان تجاه العالم العربي رفضه زيارات المسئولين الإسرائيليين للدول العربية، فضلا عن مواقفه المتشددة وجملته الشهيرة في أكتوبر الماضي: "فليذهب (الرئيس المصري حسني) مبارك إلى الجحيم"؛ بسبب عدم قيام الرئيس مبارك بأي زيارة رسمية إلى إسرائيل في وقت يحرص فيه المسئولون الإسرائيليون على زيارة مصر من آن لآخر.

 

وذكر إبراموفيتش بجملة المواقف الصدامية لليبرمان مع العرب، مثل مطالبته بقصف السد العالي لإغراق شعب مصر، ودعوته إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في صحراء شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى دعوته إلى تدمير القصر الرئاسي في دمشق، ومطالبته بفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الصلاة فيه، ونزع الشرعية عن وجود فلسطينيي 48 فوق أرضهم، فضلا عن مطالبته بإلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة لتدميره تماما.

 

الدين والدولة

 

وإلى جانب المشاكل الناجمة عن انضمام ليبرمان للائتلاف المقبل، فإن هناك مشكلة الخلاف على طابع العلاقة بين الدين والدولة؛ وهو ما سيؤثر على مستقبل التعايش بين حركة "شاس" الدينية المتطرفة وحزب "إسرائيل بيتنا" العلماني.

 

فليبرمان يشترط أن يتم تضمين برنامج الحكومة الدعوة إلى سن قوانين تشرع الزواج المدني، إضافة إلى إدخال تسهيلات كبيرة على عملية "التهود" (تحول غير اليهود لليهودية)، وهو ما تعارضه "شاس" بشدة.

 

غير أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه تجرى حاليا محاولات للتغلب على هذه الإشكالية عبر جهود يقوم بها الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين، شلومو عمار