خبر الإذاعات المحلية كانت ملاذ الغزيين في استقاء الأخبار خلال العدوان الإسرائيلي

الساعة 02:50 م|21 فبراير 2009

فلسطين اليوم: غزة

منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 27 ديسمبر من العام الماضي، انقطع المواطنين عن التواصل مع بعضهم البعض نظراً لأن شبكة الاتصالات أًصابها العطل بفعل القصف، فيما التلفاز عُطل تماماً نظراً للتشويش الذي أصاب الفضائيات من الطيران الإسرائيلي، بالإضافة للانقطاع المستمر في التيار الكهربائي فكانت الإذاعات المحلية الملاذ الوحيد للفلسطينيين ليعرف ما يدور حولهم خصوصاً في المرحلة الثانية من العملية العسكرية الإسرائيلية، عندما توغل الجيش برياً شرق القطاع، فيما جسد الإعلام الفلسطينية بأكمله قوة أمام الإعلام الإسرائيلي وكرس عمله لمجابهة العدوان الإسرائيلي.

 

واعتمد المواطنين بشكل رئيسي في استقاء الأخبار على الإذاعات المحلية التي كانت تعمل في ظروف عصيبة نظراً للتهديدات الإسرائيلية والتشويش الذي أصابها من ناحية، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي من جهة أخرى، لكنها استمرت حتى اللحظة الأخيرة في التغطية على مدار الساعة والرد على الدعاية الإسرائيلية ووسائلها المتعددة التي حاولت النيل من عزيمة الفلسطينيين سواء البيانات التي كانت تلقيها الطائرات الإسرائيلية أو الاتصالات على منازل المواطنين والأخبار الكاذبة.

 

فكانت إذاعة القدس التابعة للجهاد الإسلامي والشعب التابعة للجبهة الشعبية والأقصى التابعة لحماس والبراق المقربة من لجان المقاومة الشعبية، أهم الإذاعات التي لم تنقطع عن البث، وقال المواطن محمود عوض لصحيفة الحال:" أن مؤشر الراديو كان ينحصر بين الإذاعات الأربعة على مدار الساعة لمتابعة ما يجري في القطاع، مؤكداً أن الإذاعات كانت بالنسبة له كالطعام والشراب في فترة العدوان الإٍسرائيلي. وأوضح أنه كان ينتابه القلق عندما تتوقف إحدى الإذاعات عن العمل ويشعر بأن العدوان امتد أكثر ووصل إلى قلب مدينة غزة، خاصة عندما توقفت إذاعة الشعب عن العمل بفعل وصول الدبابات الإسرائيلية إلى مدينة تل الهوى جنوب غزة القريبة من مقر إذاعة "الشعب"، وأكد بأنه لم يستطع متابعة التلفزيون نظراً لأن التشويش قد أصاب غالبية الفضائيات بالإضافة إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

المصري: أعلنا حالة الطوارئ

صالح المصري مدير إذاعة القدس قال لصحيفة الحال:" منذ اليوم الأول للحرب أعلنا حالة الطوارئ، وعطلت كافة البرامج لمتابعة العدوان الإسرائيلي على غزة، لأن الاحتلال يعتمد في حربه العدوانية على الحرب النفسية والإعلامية، فكان من المهم أن يرد الإعلام المحلي والفلسطيني الوطني على هذا العدوان من كشف الجرائم والمجازر التي يتعرض لها القطاع واستهداف الأطفال والشيوخ والنساء والمدارس والمساجد، بخلاف ما كان يروجه الإعلام الإسرائيلي أن الحرب تستهدف حركة "حماس"، وأضاف أن لإذاعة صوت القدس التي تحظى باستماع كبير لدى الشارع الغزي دور مهم في كشف الجرائم الإسرائيلية وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية ورفع معنويات الجماهير من خلال بث المعلومات من أرض المعركة عن خسائر العدو وأعداد القتلى في صفوفهم بالإضافة إلى رفع معنويات المقاومين من خلال بث الأناشيد الوطنية والثورية والرد على المنشورات الإسرائيلية التي كانت تقوم بإلقائها الطائرات الإسرائيلية، والتواصل مع أهل الأسرى.

وأكد أن الإذاعة كانت بعض الأحيان تقف عن البث لمدة ساعة لعمل صيانة لموتور الكهرباء، كان المواطنون يتصلون على الإذاعة بالمئات من الداخل الفلسطيني والخارج في الشتات الذين يستمعون الإذاعة عبر الانترنت، لعودة البث بأقصى سرعة.

وعن آلية عمل الفضائيات الفلسطينية لإيصال صورة ما يجري في القطاع قال محمد الداهودي رئيس هيئة الإذاعة وتلفزيون فلسطين الفضائية:" منذ بدء العدوان تسامينا لما يهم القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني بعيداً عن الحزبية والتناحرات السياسية، وكان همنا الوحيد هو فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي طالت كل شيء من استهداف للأطفال والشيوخ، والمساجد، والمستشفيات، والمؤسسات الدولية من مقرات الأمم المتحدة والهلال الأحمر وغيرها، وأكد أن التلفزيون أعلن حالة الطوارئ وسخر كافة البرامج لتغطية العدوان على غزة.

وحول عمل فضائية القدس قال عماد الإفرنجي مدير مكتبها في غزة :" كل مؤسسة إعلامية ساهمت بدورها في ضحد الدعاية الإسرائيلية التي سبقت العدوان الإسرائيلي، ومنذ اليوم الأول شكل الإعلام الفلسطيني ومنها فضائية القدس الالتزام بنقل الحقيقة والمصداقية ودعم معنويات المواطنين والمقاومين، وأضاف أن المهمة الأساسية كانت هي نقل صمود الشعب الفلسطيني ونقل وجود المقاومة ووحدتها وتكاثفها.

وأكد أن الإعلام الفلسطيني نجح بمواجهة الإعلام الإسرائيلي، رغم منع قوات الاحتلال الصحفيين الأجانب من دخول القطاع واستهداف بعض المؤسسات الإعلامية، وأكد بأن عدالة القضية الفلسطينية وكبر الجرم الإسرائيلي أجبر دول العالم للتعاطف مع الفلسطينيين.

وأضاف بأن رغم الصعوبات التي عمل بها طاقم الفضائية واستشهاد اثنين من العاملين فيها في غارة إسرائيلية وهما الصحفي محمد حرز الله، وبلال ديبة، إلا أن العمل لم يتوقف بالمطلق، لأنها كانت "حرب الكلمة والصوت والصورة".

فيما فضائية الأقصى ورغم تعرض مقرها للقصف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي إلا أنها واصلت البث على مدار الساعة، رغم التشويش التي تعرضت له الفضائية من قبل الاحتلال الإسرائيلي حينما بثت عبر ترددها رسائل تحريض ضد المقاومة الفلسطينية.

عوكل: الإذاعات نجحت في التصدي للإعلام الإسرائيلي

وحول أداء الإذاعات المحلية والفضائيات الفلسطينية ودورها في الحرب على غزة قال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي طلال عوكل:" إن الإذاعات المحلية نجحت إلى درجة كبيرة في التصدي للإعلام الإسرائيلي والإشاعات التي كان يروجها بوسائله المختلفة من اتصالات بالمواطنين وإلقاء المناشير من الطائرات للنيل من معنويات الناس والمقاومين، وأضاف أن الإذاعات شكلت الدور الأبرز في الحرب من حيث سرعتها في نقل الخبر ونشر الحقائق وتعريف المواطنين بكل ما يجري حولهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف أنها لعبت دور مهم في رفع معنويات الناس والمقاومة لدرجة أنه حين توقف بث إذاعة صوت الشعب بسبب تقدم قوات الاحتلال في تل الهوى جنوب مدينة غزة، كان هناك فراغ، وشعر المواطن بأن هناك نقص. وشدد على ضرورة أن يكون هناك حرية في الإعلام في الأراضي الفلسطينية وحرية في امتلاك وسائل الإعلام لأهميتها البالغة.