خبر الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستزيل القناع عن وجه إسرائيل الحقيقي / بقلم : رأفت حمدونة

الساعة 12:34 م|21 فبراير 2009

منذ تكليف بنيامين نتانياهو لتشكيل الحكومة المقبلة لدولة الاحتلال من قبل رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيرس بات من الممكن قراءة المستقبل السياسى والحزبى - الداخلى والاقليمى والدولى – لهذه الحكومة .

 

اسرائيلياً : كاديما والعمل خارج الحكومة ، ليفنى أعلنت موقفها برفض المشاركة معللة الأمر بأن  حكومة تضم شاس وحزبي اليمين المتطرف "هي حكومة ستلحق ضررا بإسرائيل ولن تكون مستقرة، ولن تشارك فيها لكى لا تنقذ   نتنياهو من نفسه وشركائه" ، وحزب العمل بعد خسارته الكبرى يحتاج للمعارضة لاعادة البناء والاستعداد للانتخابات المقبلة كبديل لفشل الحكومة المقبلة  .

 

من هنا الحكومة التى من المتوقع أن تتشكل من حزب الليكود (27 مقعدا) ، و"إسرائيل بيتنا" (15 مقعدا)، وشاس (11 مقعدا)، والبيت اليهودى (3 مقاعد)، والاتحاد القومى (4 مقاعد)، ويهودية التوراة (5 مقاعد) لن تحقق استقراراً داخلياً بما تحمل من تناقضات واسعة بين ثناياها وخاصة ما بين حزب اسرائيل بيتنا العلمانى الروسى الغربى الغير منسجم مع تعاليم التوراة وعدم القدرة على التعايش مع أحكام الشريعة اليهودية . وما بين حزب شاس المتدين الشرقى والذى كانت دعايته الانتخابية على حساب حزب اسرائيل بيتنا وما سيجلب للدولة من آثام كالزواج المدنى وأكل لحم الخنزير .

 

من هنا أعتقد أن اسرائيل ستكون مقبلة على انتخابات قادمة ما لم ينصاع نتنياهو لمطالب رئيسة كاديما تسيفى ليفنى للقبول بمبدأ التبادلية فى الحكومة على أساس برنامج سياسى واضح مع الفلسطينيين والكف عن اطروحاته المتطرفة .

 

فلسطينياً واقليمياً : بالتأكيد أن حكومة بهذا التطرف فى المنطقة  هى حكومة بلا رؤية سياسية

 

ولن تتقدم قيد أنملة وهى ترفض الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية بالالتزام  بحل الدولتين، والاتفاقات السابقة، وبوقف الاستيطان، وبالشرعية الدولية .

 

هذه القضايا سوف تعدم امكانيات الحلول وهى تطرح النظر فى الاتفاقيات السابقة ووحدة القدس وعدم عودة اللاجئين وابقاء المستوطنات على حالها فى الضفة والتهديد اليومى والتلويح بالقوة .

 

لذا أعتقد أن مثل هذه الحكومة لن تضيف جديد على ما كان سياسيا تطوير مبادرات سياسية، الأمر الذى سيوجد شلل وجمود فى العملية السياسية وسيحرج الجهات العربية فى المنطقة ممن له علاقات سلام أو مكاتب تجارية وعلاقات سياسية باسرائيل  .

 

دولياً : هذه الحكومة ستكون وجهاً مقززاً لاسرائيل فى العالم وستحرج أصدقائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الجديدة برئاسة أوباما التى التزمت بعملية السلام وقيام الدولتين وخصصت مبعوثاً دائماً سيقيم فى رام الله وتل أبيب .

 

مثل هذه الحكومة من التطرف سيزيل القناع عن وجه اسرائيل الحقيقى أمام العالم لما ستظهره من تطرف وجمود وكراهية للغير كل الغير ، فلسطينيين وعرب وأوروبيين وحياديين من دعاة السلام والتعايش .

 

 

 

________________________________________

 

** خبير فى الشئون الاسرائيلة